خبر ابتزازات «الشاباك» تقلص كميات صيد الأسماك في غزة

الساعة 06:09 ص|26 يوليو 2011

ابتزازات «الشاباك» تقلص كميات صيد الأسماك في غزة

فلسطين اليوم-غزة

تشكو أعداد متزايدة من الصيادين في قطاع غزة من محاولات يقوم بها ضباط في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك) لابتزازهم وإجبارهم على التعاون معه عبر تقديم معلومات عن المقاومة مقابل السماح لهم بممارسة مهنة الصيد في عرض البحر.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن محاولات ابتزاز الصيادين تتم عبر اعتراض قواربهم من قبل سفن سلاح البحرية الإسرائيلية، حيث يتم السيطرة على القارب واقتياده إلى شاطئ بحر عسقلان، وبعد ذلك يتم اقتياد الصياد إلى معسكر أمني يوجد فيه ضباط «الشاباك» الذين يشرعون في محاولات الابتزاز، والتي تقوم على مبدأ «العصا والجزرة»، حيث إن ضابط «الشاباك» يعرض على الصياد أن يتعاون معه في تقديم معلومات استخبارية عن الأنشطة التي تتم عبر البحر مقابل السماح له بالاصطياد في المياه الثرية بالأسماك، وفي حال رفض الصياد فإن ضابط «الشاباك» يهدده بمصادرة قاربه وأدواته وحرمانه من الصيد حتى بالقرب من شاطئ المدينة.

وأشارت المصادر إلى أنه في أحيان أخرى يوجد ضابط «الشاباك» على متن سفن البحرية الإسرائيلية حيث تتم محاولة الابتزاز في عرض البحر.

وأوضحت المصادر أنه في أحيان أخرى لا يتردد ضباط «الشاباك» في الاتصال بالصيادين، حيث يعرضون عليهم التعاون مقابل تقديم تسهيلات لهم.

ونظرا للإجراءات والقيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والشاباك، فقد تراجعت كميات الأسماك التي يصطادها الصيادون الفلسطينيون، إلى جانب تراجع جودة هذه الأسماك، حيث إن الكثير من أنواع السمك التي كان يتم اصطيادها لم يعد يتم عرضها في أسواق السمك.

ويقول جمال، أحد الصيادين من منطقة شمال القطاع لـ«الشرق الأوسط» إن المئات من الصيادين باتوا يتنافسون على الصيد في منطقة محدودة جدا وهذا ما أدى إلى تراجع كميات الأسماك التي يتم اصطيادها.

أشار جمال إلى أن المناطق الغنية بالأسماك تبدأ من على مسافة 18 ميلا بحريا من الشاطئ، مع العلم أن اتفاقيات «أوسلو» سمحت للصيادين بالصيد حتى عمق 20 ميلا، في حين لا تسمح البحرية الإسرائيلية للصيادين بالتوغل في البحر لأكثر من ثلاثة أميال، وفي أحيان كثيرة أقل من ذلك.

يذكر أن هناك 3600 صياد يعملون على طول 40 كلم، هو طول شواطئ القطاع. وفي بعض الأحيان لا يتردد الصيادون في تجاوز المياه الإقليمية لمصر والصيد فيها، لا سيما في تخوم مدينة العريش، وذلك بحثا عن الأسماك، لا سيما سمك السردين، الذي تراجعت الكميات التي يتم اصطيادها منه في غزة، مع العلم أن هذه الخطوة تشتمل على مخاطرة كبيرة، حيث يمكن أن يتعرض الصيادون للاعتقال والمحاكمة في مصر.

ويشير موقع «المجد الأمني» الفلسطيني المتخصص في متابعة الشؤون الاستخبارية إلى أن محاولات تجنيد العملاء تهدف بشكل أساسي إلى إحباط أي عمل مقاوم من جهة البحر، وجمع معلومات عن نشاطات المقاومة وكوادرها، والمجتمع الفلسطيني ككل، علاوة على السعي لتشويه سمعه الصياديين، وزرع بذور الشك بينهم لإضعافهم وليسهل الإيقاع بهم، بالإضافة إلى الاطلاع على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ونحوها للسكان، وإرهاب الصيادين وتحييدهم دون المشاركة في المقاومة أو مساندتها، وإرغامهم على التعاون، إلى جانب تأمين المكان لاستقبال العملاء المراد مقابلتهم مع المخابرات. ودفعت الابتزازات التي يمارسها «الشاباك» ضد الصيادين إلى لجوء الكثير منهم لتقديم شكاوى أمام منظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة.