خبر في الكرامة القومية والسلطة التركية -اسرائيل اليوم

الساعة 09:22 ص|24 يوليو 2011

في الكرامة القومية والسلطة التركية -اسرائيل اليوم

بقلم: اوري هايتنر

(المضمون: يدعو الكاتب الى عدم اعتذار اسرائيل لتركيا عما جرى في واقعة القافلة البحرية التركية بل يطلب ان تعتذر تركيا لاسرائيل وان تعوض جرحاها! -  المصدر).

في الاسبوع الماضي خصصت نشرة أخبار القناة الثانية دقائق طويلة لتقرير ترويجي نفاقي لتشجيع السياحة الاسرائيلية في تركيا. كان ذلك تأليفا بين الذوق الفاسد وعدم الكياسة. وليس واضحا هل حث صاحب مصلحة هذا التقرير أم صنع بتطوع.

لكنه كان شيء واحد جيد في هذ السلطة التركية. فقد كان من الجيد ان نرى كم  هو مهم عند الاتراك ان يعود الاسرائيليون الى السياحة في بلدهم، وكم تضرر اقتصادهم لعدم وجود اسرائيليين وكم هم محتاجون الى وقف "الغضب" المدني.

يوجد في هذا الامر تذكير بان الازمة في العلاقات بين الدولتين لا تضر بنا فقط بل تضر بالاتراك أكثر. ولهذا يجب الا يكون عندنا وحدنا باعث على تجديد العلاقات الطيبة بل يجب ان يكون باعث الاتراك لا يقل عنه. ولهذا لا يجب علينا نحن أن ندفع عن خطوات المصالحة بل اولئك الذين احدثوا الازمة والقطيعة أعني الاتراك.

كانت العلاقات بين اسرائيل وتركيا في تسعينيات القرن الماضي خاصة وبدء هذا القرن، علاقات ممتازة، في مستوى حلف اقليمي. وقد حدث التغيير في أعقاب تولي الزعيم الاسلامي اردوغان الحكم في 2003. أحدث اردوغان وهو خريج حركة الاخوان المسلمين سياسة مقصودة هي الابتعاد التدريجي عن اسرائيل وتبني نهج عدائي أخذ يتطرف كلما قوي في حكمه، وقد أنشأ ايضا حلفا بديلا مع محور الشر – ايران وسوريا وليبيا.

كانت ذروة هذه المسيرة القافلة البحرية التركية التي كانت تحرشا باسرائيل يرمي الى المس باسرائيل وصورتها وعزلها ونزع الشرعية عنها. وليس عجبا أن حظي اردوغان على أثر القافلة البحرية بالوسام الفخم من حكومة ليبيا – أعني جائزة حقوق الانسان بإسم القذافي. مرت سنة فقط ونحن موجودون في مكان مختلف تماما. فحلفاء اردوغان – احمدي نجاد والاسد والقذافي، أصبحوا مجذومي العالم ومجذومين بنظر شعوبهم، ومقصين لانه ضيق بهم ذرعا. يصعب على اردوغان ان يتبجح اليوم بهذا الحلف. ان الوضع في الشرق الاوسط عزز مكانة اسرائيل التي هي جزيرة استقرار وديمقراطية وحقوق مواطن في منطقة يذبح فيها الزعماء شعوبهم. أوجب الوضع الجديد على تركيا ان تفحص عن نهجها. فالاتراك الذين رأوا أنفسهم قبل سنة فقط قوة اقليمية تستطيع عزل اسرائيل واخضاعها، رأوا كيف احدثت اسرائيل حلفا مع جارتها وعدوها اليونان ومع حكومتها الاشتراكية برئاسة رئيس الاتحاد العالمي الاشتراكي الديمقراطي بباندريو، والذي بلغ ذروته بصد اليونانيين للقافلة البحرية التحرشية. وكان التعبير المركزي عن التغيير هو انضمام تركيا التي بادرت الى القافلة البحرية السابقة، الى وقف القافلة البحرية الجديدة. فأي تحول بعد سنة فقط!

لاسرائيل مصلحة في الوضع الجديد الذي نشأ، في توثيق العلاقات بأنقرة لكن عن موقف قوة لا موقف ضعف. لهذا ينبغي ان نعجب من الدعوات بين أظهرنا الى الزحف نحو تركيا وقبول طلباتها الوقحة لاعتذار اسرائيلي عن العدوان التركي بالقافلة البحرية وتعويض عائلات قتلى القافلة. من المحقق انه لا يوجد لذلك أي مكان في الوقت الذي قضت فيه لجنة بالمر، وهي اللجنة الدولية التي حققت قضية القافلة البحرية  وسوغت موقف اسرائيل بان الحصار البحري على غزة قانوني وان غزة غير محاصرة وان تركيا مسؤولة عن الاحداث. وقضت اللجنة بانه لا مكان لاعتذار اسرائيلي ودفع تعويضات.

بعقب أقضية اللجنة، يجب على اسرائيل ان تفعل اليوم ما امتنعت بسبب ما عن فعله قبل سنة وهو ان تطلب اعتذارا تركيا عن القافلة البحرية ودفع تعويضات الى الجرحى الاسرائيليين. سيكون من الممكن في مفاوضة بين الدولتين، من نقطة الانطلاق هذه، التوصل الى مصالحة تنازل متبادل عن مطالب الاعتذار والتعويض.

ان الكرامة الوطنية ذخر اسرائيلي، ويوجد في اسرائيل فقط من يحتقرونها. وان التوجه الذي يطلب الى اسرائيل ان تنزل عن كرامتها وحقها لان الاتراك حساسون بكرامتهم فقط هو توجه متناقض.