خبر دور الأسير المقدسي في معركة القدس/ بقلم الأسير عنان نجيب..سجن رامون

الساعة 09:49 ص|22 يوليو 2011

دور الأسير المقدسي في معركة القدس/ بقلم الأسير عنان نجيب..سجن رامون

 

الأحداث والفواجع والكوارث والأمواج والعواصف كلها مجتمعة تعصف بأسوار المدينة المقدسة بلا رحمة، مُحدثة الصدع تلو الصدع في جدران ونسيج قلعتنا المقدسة، حيث التهويد وتزوير التاريخ وتغير الملامح وتدنيس المقدسات، والقتل والاعتقال ونشر المخدرات والرذيلة، وغيرها الكثير من الفواجع يقذفها هذا الاحتلال اتجاه المدينة دون أن يكون له رادعا بمستوى المعركة. فالجانب الفلسطيني صاحب الحق المطلق، يقف عاجزا أمام هذه الهجمات الإحتلالية عن تحمل مسؤولياته في الدفاع عن القدس. فغالبية القوى والفصائل ومعها المستوى الرسمي ينطوي على نفسه في صورة أقرب ما تكون إلى النرجسية، حيث حب الذات التنظيمية فوق كل حب وانتماء. وكل الإمكانيات المادية والإعلامية التي جمعت باسم القدس تُسَخَّر وللأسف على حساب القدس ومستقبل الصراع. والحال نفسه ينطبق بصورة أكثر وضوحا على ما اصطلح تسميته بمؤسسات العمل الأهلي ، وهنا لا أعمم،

 

فما نسمعه ونقرأه عن تحقيق انجازات وتحصيل حقوق للأسرى المقدسيين من قبل بعض هذه المؤسسات ما هو إلا تضليلاً. فنحن معشر الأسرى ندرك أن البعض يستغل أسماءنا وجراحنا للرقص عليها والتنفع منها. وهنا نُحَمِّل وسائل الإعلام جزءاً من المسؤولية فلا تحقيق يصحب الفجر ولا توثيق. كما أن بعض هذه المؤسسات تروج لنفسها كمرجعية للقدس والمقدسيين وكبديل عن القوى والفصائل المنظمة وفق أجندة مشوهة … ؟

 

إن تسريع الواقع الذي تحياه المدينة اليوم، ووضع المعالجات له، بحاجة إلى وقفة جادة ومخلصة من قبل كافة القوى الحيّة وعلى رأسها شريحة الأسرى، فهذه الشريحة التي تمثل نخبة أبناء هذا الشعب الذين أفنوا أعمارهم وشبابهم داخل السجون مختارين الخيار الصعب والمؤلم دفاعاً عن حق هذه الأمة المطلق في فلسطين كل فلسطين، وعليه يفرض الواجب كأسرى مقدسيين يشكل جزءاً لا يتجزأ من جسد الحركة الأسيرة أن نرفع صوتنا عالياً، ونتماسك ونتحد وننطلق نحو تأسيس إطار جامع منظم بالتعاون والتنسيق مع جماهير شعبنا في كل بقاع الوطن وعلى رأسها القدس، وبتبني كامل وحصانة كاملة من قبل الحركة الأسيرة عامة، فبهذه الخطوة التي تأتي أولاً : تدفع بتلقائية كافة قوانا وفصائلنا الحيّة والمخلصة لتبني رؤانا المقاومة، ونضع الجميع حينها أمام مسؤولياته الشرعية والوطنية اتجاه الدفاع عن القدس. كما نخدم من خلال هذا البعث الجديد في إيجاد حلول لمشاكل رئيسة ومركزية تعطل العمل النضالي المنظم في المدينة وعلى رأسها هذه المشاكل المعطلة للعمل وغياب البرنامج الوطني النضالي الموحد والمنظم والذي يعتبر تبنيه وتطبيقه الرافعة الوحيدة لنا لمواجهة مشاريع الاحتلال المستهدفة وطمس وجودنا…؟

 

ويشكل أيضا هذا البرنامج خندقاً ومتراساً هو الأكثر فاعلية وجدوى للمحافظة على ما تبقى لنا في المدينة في الحد الأدنى إذا كنا في غاية التشاؤم. كم نهتم أيضا من خلال تأسيس هذا الإطار على تأصيل الوحدة ونبذ الفرقة والخلاف والتأسيس لمرجعيات أصلية ومخلصة تسهم في سبيل الوصول إلى مستوى قادر على مجابهة ما تتعرض له المدينة المقدسة