خبر انتقام بدل خطة -يديعوت

الساعة 09:00 ص|21 يوليو 2011

انتقام بدل خطة -يديعوت

بقلم: زئيف تسحور

هجوم اليمين المكثف على اليسار يغرق الخطاب العام بطوفان معلومات تاريخية. يذكر محللو وسائل الاعلام أمر لجان تحقيق مكارثي في الولايات المتحدة، ومحاكمات ستالين الرئائية، ويبلغ محللون جريئون حتى ألمانيا.

ليست المقارنات التي هي قاعدة وجود الخطاب الاجتماعي، ناجحة دائما. فلا تشابه بين الشخصيات التي حركت حملات الاسكات في القرن الماضي والشخصيات التي تبادر الى قوانين الاسلاف عندنا. فالخلفية التاريخية مختلفة، وقاعدة الاستيعاب الجماهيرية مختلفة ايضا. ان قوانين اسكات اليسار في ألمانيا والاتحاد السوفييتي (ستالين حارب اليسار!) ولدت رعبا فظيعا. وحتى الولايات المتحدة أسكت الاسكات. فقد خضعت قلاع الحرية من "نيويورك تايمز" الى هوليوود بقوانين مكارثي.

تثير موجة القوانين التي تفرض عندنا في كل جلسة للحكومة غضبا في اليسار بالاساس بالطبع لكنه لا يلحظ في صفوفه خوف. فمن المفارقة ان الخوف يفصح عن نفسه في اليمين خاصة. وخوف اليمين هو أساس الهستيريا التي ولدت قوانين الاسكات. ثمن مثل أمراء اليمين، دان مريدور وتساحي هنغبي وعوزي لنداو وتسيبي لفني وبني بيغن الذين تربوا على قسم البيتار "للادرن ضفتان واحدة لنا والاخرى ايضا"، من مثلهم يرى في دهش كيف يفقد الاستيطان في الضفة شرعيته.

بعد حرب الايام الستة كتب حاييم بئير كتابه "زمن النشيد" الذي وصف نهضة اليمين. قاد معتمرو القبعات المنسوجة الذين كانوا حتى ذلك الحين مرابطين على حِلّ الطعام، قادوا مع اليمين انقلابا سياسيا. وأعلنوا بصوت جهير "الارض المحررة لن تعاد". وقد بنوا عن ثقة بالجيش الاسرائيلي والِه اسرائيل الذي لا يحسب حسابا لغير اليهود، مجتمعا يفصل بين الراكب وحصانه، واعتقدوا أن القوة التي في ايديهم تضمن ان تبقى سيطرة المستوطنين على الفلسطينيين الى الابد. فقد تبين لهم النقش في الحائط في الاونة الاخيرة فقط وبقوة مركزة.

ليس لليمين رد على القطيعة الدولية التي تلوح في الافق. فقادته يعلمون أن القطيعة أخضعت حكم الفصل العنصري في جنوب افريقية. كشف رد الجيش الاسرائيلي على القافلة البحرية الاولى عن ضعف القوة. وقد أصبح صد القافلة الثانية نصرا مهزوما لان التأخير في اليونان عظم أمر الحصار في غزة. ان انتخاب براك اوباما رئيسا للولايات المتحدة، والثورة في ميادين المدن العربية خاصة غيرا قواعد اللعب في الشرق الاوسط.

يعلم الساسة من اليمين انه لا يمكن سجن مليون ونصف من البشر في غزة زمنا طويلا. ولن يكون مئات رجال الشرطة الذين حالوا دون الرحلة الجوية في مطار بن غوريون، كافين لصد مئات الالاف الذين سيحثهم الشوق الى الحرية نحو الجدار الذي يحاصرهم. إن استقلال الفلسطينيين حتمي سواءا حظوا باعتراف الامم المتحدة في أيلول أم عوق الاجراء.

تواجه حكومة اسرائيل المسارات التي تهدد بقايا القسم البيتاري العاجز. ليس لليمين خطة ويجر قادته خائبو الامال وراء زخم التاريخ بيأس المطاردين. إن اجراءات وزراء الحكومة الارتدادية العفوية تترجم الى قوانين انتقام من اليسار.

لا ترمي هذه المطاردة الهستيرية الى صد القطيعة مع المستوطنات فالنضال من أجل حقوق الفلسطينيين ينحصر في خارج البلاد اصلا. وقبضة ليبرمان الغاضبة لا تبلغ الى هناك. ان مطاردة اليسار هي رد انعكاسي على شرور اليمين لانه مطارد. كان أفضل ان يخططوا الى أين يريدون ان يقودونا.