خبر لماذا لا يكون الاحتجاجُ على الشيء نفسه؟- إسرائيل اليوم

الساعة 08:56 ص|21 يوليو 2011

لماذا لا يكون الاحتجاجُ على الشيء نفسه؟- إسرائيل اليوم

بقلم: ياعيل ليرنر

(المضمون: ترى الكاتبة وهي من الطبقة الوسطى الاسرائيلية ان هذه الطبقة برغم عملها واجتهادها لا تملك وسيلة لشراء شقة جديدة في حين ان الوسطين الحريدي والعربي برغم فقرهما يملكان الوسيلة لذلك -  المصدر).

إن احتجاج الخيام هو احتجاج مهم لكن يؤسفني أن الاحتجاج هو "بقرب" الشيء لا على الشيء نفسه. لماذا يحصر اولئك المحتجون الاحتجاج في أسعار الاستئجار في تل أبيب وأنحاء البلاد، في حين أن الشيء الرئيس هو حقيقة أن كل العبء والثقل في هذه الدولة يقع على ظهر الطبقة الوسطى – أعني اولئك الشباب الذين أُعد فيهم ممن يكسبون اجورا غير سيئة البتة ويعملون ويرتزقون بكرامة ويسهمون للمجتمع كل واحد بطريقته ومع ذلك كله يعيشون في ظل السحب على المكشوف المهدد. وفريق منا وهم آباء سعداء لابناء، لا ينجحون ايضا في انهاء الشهر. لا أستطيع أما وزوجي شراء شقة. ولم يشترِ احد من اصدقائنا المقربين شقة حتى الان برغم أن الحديث مرة اخرى عن أزواج شابة ترتزق بكرامة وفوق المتوسط. من منا، ممن لم يرث شقة عن والديه يستطيع أن يسمح لنفسه بشراء شقة من مقاول في أيامنا؟

يوجد وسطان فقط – اذا استثنينا الالفية العليا – يشتريان شققا لم يسبق ان وضعت عليها يد من مقاول ويشتريان بيوتا وكل ذلك مع دخل ضئيل جدا أو أن الطبقة الوسطى تدعمهما وأعني الوسط الحريدي والوسط العربي. كيف يستطيعان ولا نستطيع نحن؟ كيف يوجد حول القدس أحياء ضخمة، جديدة تماما يشتري فيها الشقق الاف الازواج من الحريديين لا يعمل أكثرهم وتدعمهم الدولة؟ هل الحديث عن شقق تشترى بأموال تبرعات المعهد الديني الذي يدرس فيه رب العائلة؟ هل الحديث عن افضالات أم احسانات ما أو اتفاقات ائتلافية احرزتها الاحزاب الحريدية لصالح الجمهور المتدين؟ هل الحديث عن اموال اتت من مال أسود نتاج عمل غير مصرح عنه؟ كيف يمكن أن نفسر حقيقة ان كل حي جديد في بيت شيمش وموديعين العليا وضواحي القدس والجليل تغرقه ازواج من الحريديين يشترون شققا في حين لا نستطيع نحن؟

لا أستطيع عندما اسافر ايضا في شوارع الشمال والجنوب، بقرب بلدات عربية ان اتجاهل قلاع الرخام الفخمة والبيوت الارضية التي تشد الانتباه. ولست أتحدث عن القرى الثرية مع فئات السكان الزاهرة بل عن اكثر القرى اهمالا حيث توجد فيها بطالة مرتفعة. حتى إنه توجد في مدينة مثل راهط احياء جديدة. من يشتري ومن أين المال؟ فهذان الوسطان يطلبان ضمان دخل شهريا.

أصبحت افكر لفرط اليأس أن ابدل ديني أو أعاود التوبة. أفرض ان هذان هما الامكانان الوحيدان اللذان سيمكنانني من شراء شقة جديدة لم توضع عليها يد من قبل، من مقاول أو بيت أرضي يبعث اللذة في دولة اسرائيل في سنوات الالفين. وكالعادة الحلول عند إلوهيم والله.