خبر التدريب في المؤسسات..قصص وحكايا واقع مأساوي

الساعة 06:04 م|20 يوليو 2011

التدريب في المؤسسات..قصص وحكايا واقع مأساوي

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

لم تعلم الشابة منى عبد السلام (22 عاماً) أن تدريبها في أحد المؤسسات للحصول على شهادة خبرة سيكلفها الكثير من المشقة والعناء دون الحصول على مبتغاها سوى "كبونة" مواد غذائية، فيما ذهبت الوظيفة بكل سهولة ويسر لـ"صديق" صاحب المؤسسة.

 

عبد السلام منذ أن كانت تدرس في السنة الثالثة أخذت في البحث عن مؤسسات غير حكومية للتدريب فيها على أمل الحصول على وظيفة بسهولة قد تعينها على مصروفها، خاصةً وأن كثيرين نصحوها باللجوء لتلك المؤسسات على اعتبار أن عملها أفضل من روتين المؤسسات الحكومية التي يصعب للحصول على وظيفة فيها.

 

ولأنها اختارت الطريق السهل وسمعت بنصيحة الآخرين، قررت التدريب في إحدى المؤسسات المجتمعية القريبة من منزلها لتوفير ايجارات المواصلات كما أوضحت في حديثها لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

 

وقالت:"كنا نعمل ومجموعة من الفتيات بجد واجتهاد حيث يطلب منا العمل، في مقابل أمل بالحصول على وظيفة، ولكننا اصطدمنا بواقع أليم قد يكون أصعب من وضع الخريج نفسه وهي الواسطات التي تعمل داخل تلك المؤسسات والمحاباة لأشخاص بعينهم.

 

وتضيف زميلتها أسماء (26 عاماً) أنها تتدرب في المؤسسات منذ تخرجها قبل 4 سنوات على أمل الحصول على وظيفة ولكنها تفشل في ذلك، ولا تحصل سوى على العمل ضمن مشاريع راتبها يضيع بين المواصلات التي تخص العمل نفسه، ومتطلباته.

 

وتمضي قائلةً:"أصحاب العمل ينحتون على المتدربين ليسنزفوا طاقاتهم ولكن عندما تحين فرصة الوظيفة فهي تذهب على طبق من ذهب لآخرين.

 

وتحكي تجربتها:"عملت في أحد المشاريع وكانت تعمل معي شقيقة صاحب المؤسسة وحين انشغالها فيطلب مني المدير القيام بمهامها، وأحياناً أضطر للموافقة لحاجتي للعمل"، معترفةً أن بعض أخطاء أصحاب المؤسسات سببها المتدربين أنفسهم ولكنها تعود لتبرر ذلك:"إذا رفضت ذلك فهناك آلاف يقبلون لحاجتهم الماسة للعمل فالحياة صعبة".

 

أما الشاب أيمن سالم (25 عاماً) فتحدث عن طرق جديدة للعب بعقول الشباب خاصة من بعض المؤسسات التي تطلب من الخريجين ملفات وأوراق ثبوتية للعمل في مشاريع في حين تطلب مبلغ قد يصل من 5-20 شيكل لكل طلب، ولكن في النهاية يظهر أن المؤسسات تريد تشغيل اثنين أو ثلاثة فقط في مشروع مؤقت.

 

وطالب سالم الجهات الحكومية المختصة بالرقابة على عمل بعض الجمعيات والمؤسسات غير الأهلية ومراقبة عملها، خاصةً الحديثة منها، بالإضافة إلى الرقابة على طبيعة التعامل فيها خاصة مايتعلق بتشغيل الخريجين.

 

جدير بالذكر، أن آلاف الخريجين في قطاع غزة يعانون من نسبة عالية من البطالة نظراً للحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة فيما تبقى فرصة العمل من خلال المؤسسات الأهلية كبيرة نظراً لنشاطها المتزايد عبر مشاريع محلية ودولية.