خبر الأزمة المالية على كل الصعد لم تكن صدفة طبيعية ولا طفرة دارونية - بقلم أ . رأفت حمدونة*

الساعة 11:59 ص|20 يوليو 2011

الأزمة المالية على كل الصعد لم تكن صدفة طبيعية ولا طفرة دارونية - بقلم أ . رأفت حمدونة*

أعتقد أن تشديد الخناق على السلطة الفلسطينية وحكومة حماس والتقليص الهائل فى عمل الأونورا واختلاق الأزمة المالية على كل الصعد لم تكن صدفة طبيعية ولا طفرة دارونية فى ظل التهديد بدولة أيلول وفتح ملف المصالحة الفلسطينية وله رسالة مرفوضة وطنياً وتاريخياً واضحة المعالم من اسرائيل وأمريكا وحلفائهم للسلطة الفلسطينية ولحماس وللشعب الفلسطينى بكامله .

 

وأتسائل هل التضييق على السلطة الفلسطينية بوقف أموال الضرائب ووقف المساعدات الأمريكية والأوروبية وعجز الأموال العربية لسد الثغرة المالية وانسداد أفق الحل من جانب

 

الحكومة برام الله رغم كل الجهود لمعالجة الأزمة صدفة طبيعية وطفرة دارونية ؟؟؟

 

وفى المقابل الأزمة المالية فى حكومة حماس بدت واضحة ولا تحتاج للكثير من التحليل من خلال تأخير الرواتب ل 18 الشهر وبشكل غير كامل فى حين كانت تصرف على مدار السنوات الماضية فى 3 الشهر على أكثر تعديل ، وهذا له أسبابه المتعلقة باستهداف العالم للفلسطينى بما فيها حماس تحت مسميات تجفيف منابع الارهاب وغيرها ، ومن خلال الأزمة العربية وتقليص دعم الإخوان المسلمين الذين باتوا لهم أولويات وطنية فى ظل المنافسة الحزبية السياسية فى الواقع العربى الجديد وكثرة المتطلبات المالية فى ظل المستجدات ، ووله سبب له علاقة بالوارد المحلى المحدود لوقف مرتبات السلطة التى تضفى دخلاً كبيراً على الحكومة فى ظل استقرار الرواتب والتى أجلها المواطن لتوفير لقمة العيش إذ لا يعقل أن يبحث عن ترخيص سيارة فى ظل البحث عن لقمة العيش وقس على ذلك فى كل المعاملات .

 

وفى الجانب الآخر هل يمكن التصديق بأن أزمة رام الله وغزة تتزامن بالصدفة مع تقليص (الاونروا) للخدمات المقدمة للاجئين في قطاع غزة والمثقلون بالفقر والبطالة بفعل خمس سنوات من الحصار الذي أثقل كاهلهم ، والإقرار بأن الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها (الاونروا) ستترك تأثيرات سلبية على اللاجئين الفلسطينيين خصوصاً في موضوع التشغيل الذي يمس عصب الحياة في قطاع غزة .

 

أعتقد أن استهداف لقمة العيش للمواطن الفلسطيني تعد جريمة حرب تتحملها اسرائيل وأمريكا وحلفائهم من العرب وغير العرب ، وأن استنزاف واستهداف المواطن الفلسطينى فى رام الله وغزة ، والحكومتين بشكل متوازى وفى آن واحد مع تقليصات خدمات الأونورا وتأثير هذا الواقع على المواطن المثقل بالهموم فى ظل الحديث عن الدولة والمصالحة له رسالة واضحة ومرفوضة وطنياً من العالم المتواطىء ومؤسساته الدولية المنحازة والغير محايدة مفادها " عليكم كشعب فلسطينى حكومات وتنظيمات ومواطنين أن تدركوا أن المصالحة والدولة ستكون على حساب لقمة عيشكم ؟؟ ومن هنا فالأزمة المالية على كل المستويات والصعد تهدف إلى تركيع وإذلال الشعب الفلسطينى بكامله .

 

** ماجستير دراسات اقليمية