خبر الاحتلال يعترف :التجارب التي أجريت على القبة الحديدية كشفت مزيدا من العيوب

الساعة 04:47 ص|20 يوليو 2011

الاحتلال يعترف :التجارب التي أجريت على القبة الحديدية كشفت مزيدا من العيوب

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

كشف المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، أمس النقاب عن أنّ رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بيني غانتس، عقد يوم الجمعة الفائت، اجتماعاً خاصاً لدراسة الأوضاع في منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في إثر تصاعد عمليات إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.

وقال إنّه من الواضح الآن أنّ فصائل مثل التوحيد (منظمة الجهاد العالمي في قطاع غزة) وجيش الإسلام ولجان المقاومة الشعبية لم تعد تمتثل لأوامر سلطة حماس في القطاع، وهي التي بدأت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وعلى ضوء ذلك، وقرّر الجيش الإسرائيلي الرد على النار بالمثل من خلال شنّ غارات جوية على مواقع إطلاق الصواريخ.

وجرت خلال الاجتماع المذكور، أضاف المحلل الإسرائيليّ، دراسة إعادة نصب منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ قصيرة المدى في منطقة الحدود مع غزة، إلا إنه تقرّر إرجاء ذلك ومتابعة ما سيحدث من تطورات في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وفي الواقع، أوضح فيشمان، المقرب جدا من المنظومة الأمنيّة في دولة الاحتلال، فإنّ عمليات إطلاق الصواريخ من غزة التي تفاقمت على مدار الأسبوعين الفائتين قد حدثت في وقت لم تكن المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع تحظى بحماية منظومة القبة الحديدية التي تقرّر نقلها إلى مناطق أخرى بعيدة عن الجبهة الجنوبية. وبرأيه، ويدل هذا الأمر على أمر أكدته المؤسسة الأمنية مراراً وتكراراً، وفحواه أن هذه المنظومة غير معدّة لحماية منطقة معينة دون سواها، ولا بُد من القول إنها أنتجت كي توفر الحماية لمنشآت إستراتيجية قطرية مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية أو المطارات وما شابه ذلك في أثناء اندلاع حرب أو مواجهة عسكرية. وعلى ما يبدو فإن هذه المنظومة لن توفر الحماية الكاملة للسكان المدنيين والمنشآت الإستراتيجية في آن معاً قبل أن يتم تزويد الجيش الإسرائيلي بـ 13 منظومة منها. من ناحية أخرى، أضاف المحلل، كشفت التجارب التي أجريت على منظومة القبة الحديدية التي نقلت من منطقة إلى أخرى مزيداً من العيوب والعقبات التقنية التي ما زالت تعاني منها.

وخلص إلى القول إنّه بدون النجاح في التخلص من هذه العيوب والعقبات سيكون من الصعب أن نعتبر هذه المنظومة عملانية تماماً ويمكنها أن توفر الحماية المطلوبة في حال اندلاع حرب أو مواجهة عسكرية واسعة النطاق.

في نفس السياق، طالب خبير إستراتيجي إسرائيلي بعدم التفاؤل وتعليق الآمال على منظومة القبة الحديدية فقط كأسلوب دفاعي، واعتبارها حلاً سحريا لصد القذائف الصاروخية التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة على المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية.

وقال الجنرال احتياط آساف أغمون، رئيس معهد فيشر للبحث الإستراتيجي والجوي والفضائي، في مقال نشر بصحيفة إسرائيل هيوم إنّه من الخطأ الشديد الأمل بأن تأتينا القبة الحديدية وحدها بالهدوء الكامل الذي نرجوه على حدودنا الجنوبية، علينا أن ننظر إليها باعتبارها عنصرا مهما في مجموعة كاملة.

وأوضح أغمون أن لجوء السكان الإسرائيليين القاطنين بالبلدات والمدن القريبة من قطاع غزة إلى الملاجئ خلال سقوط قذائف، والبقاء فيها حتى إعطاء (إشارة التسكين) سيخفف من المس بأرواحهم. وتابع: إن تعليق آمال مفرطة بالحل السحري الفريد لنظام القبة الحديدية قد يضعف تعجل الاستمرار في التخطيط الهجومي للجيش الإسرائيلي، ومنها تجميع المعلومات وتحديث الأهداف ذات الصلة والتفكير الخلاق بطبيعة الأمر في كيفية إجراء معركة ذكية في مجابهة التهديد الذي تعرضنا له المنظمات الإرهابية في غزة.

وأشار إلى أنّ نظام القبة الحديدية والاعتماد عليه تكمن فيه عدة أخطار، تنبع من عدم استكمال مسار الإعلان بأن النظام عملياتي. وأضاف، من الطبيعي أن يتوقع من ليس خبيرا بتفاصيل النظام، ويريد حلا يمكنه من النوم في هدوء وإرسال أبنائه إلى المدرسة دون أن يخشى على سلامتهم، أن يقدم النظام التكنولوجي حلا كاملا لتهديد السلاح المائل المسار الذي يتم إطلاقه علينا.

وقال أغمون: لا يوجد في منظومات الدفاع حلول منيعة تماما وستوجد دائما تهديدات تنجح في الهرب من أشد النظم إحكاما، إن نظم الدفاع الفعال مثل القبة الحديدية هو جزء فقط من الحل الشامل لمواجهة التهديد المائل المسار، والحل الشامل مركب مبني من الردع والدفاع والتحصين والأعمال الهجومية أيضا بطبيعة الأمر. كما أشار إلى أنّه يجب على سلاح الجو الإسرائيلي الموكل إليه استعمال النظام الجديد عدم الكشف عن موقع نصب النظم، وعن تقديرات أين تنصب وأن تتم هذه التقديرات بحسب تقدير وضع العمليات، وينبغي ألا تكون تقديرات الكشف عن قدرات النظام مكشوفة للعدو.

جدير بالذكر أنّه إثر النجاح النسبي الذي حققته منظومة الصواريخ القبة الحديدية لاعتراض صواريخ قصيرة المدى، ستقوم وزارة الأمن الإسرائيلية بضخ مليار دولار لإنتاج مزيد من هذه البطاريات خلال السنوات الخمس القادمة.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة 'هآرتس' فقد أكد مدير عام وزارة الأمن، أودي شاني، على أنّ منظومة الصواريخ حققت نجاحًا نسبيًا بعد نشرها جنوب إسرائيل، حيث أبدت 5 دول اهتمامها بهذه المنظومة لشرائها وهذا ما يعتبر نجاحا للتكنولوجيا الإسرائيلية والصناعات العسكرية، حيث سيتم ضخ مليار دولار خلال 5 سنوات لإنتاج مزيد من البطاريات وتطوير هذه المنظومة، وخلال سنتين سيتم نشر هذه البطاريات في كافة أنحاء الدولة العبريّة، وأضاف شاني، إنّ هذه المنظومة من الصواريخ الاعتراضية لا تشكل حلا جذريًا لصواريخ قصيرة المدى، ولكنها تستطيع تقليل أعداد القتلى والمصابين في الحروب القادمة، وكذلك تقليل خطر الصواريخ التي تطلق باتجاه إسرائيل، وقد شكلت التجربة الأولى لهذه الصواريخ نجاحًا نسبيًا سيؤدي إلى تطوير هذه المنظومة وإنتاج مزيد من البطاريات، كما نقل الموقع عن المصادر الأمنيّة في تل أبيب.