خبر نقاط انتقادية- معاريف

الساعة 10:24 ص|19 يوليو 2011

نقاط انتقادية- معاريف

بقلم: عوفر شيلح

1- سطحيا، لاحتجاج السكن يوجد كل الاسباب التي تدعوها الى الفشل. قبل كل شيء، ليس له هدف محدد ومعين. وهو موجه ضد ظاهرة – أسعار السكن العالية – التي اسبابها عديدة، وليس فيها بالضرورة رجل شرير محدد. رئيس الوزراء، وزير المالية أو رئيس البلدية الحاليين لم يتسببوا بها بشكل مباشر، وحلها لا يوجد في أيديهم في المستقبل المنظور. الاحتجاجات تحتاج الى عنوان: أحد ما يجب أن يذهب الى البيت، تغيير ظاهر يمكن قياسه. متى سيترك المتظاهرون جادة روتشيلد؟ عندما يستقيل نتنياهو؟ هذا ليس في قائمة مطالبهم، وعن حق. عندما تنخفض اسعار السكن؟ هذا لن يحصل في السنة القريبة القادمة، حتى وإن بدأوا الآن بكل الاجراءات اللازمة، التي يُتبع بعضها منذ زمن بعيد دون نتائج. في هذه الظروف من المعقول أكثر الافتراض بأن ما سيقرر مصير الاحتجاج ستكون النقطة التي يمل فيها المتظاهرون أنفسهم: سيكون حرا، سيكون مملا، المسافة من ميدان التحرير ستبدو أوسع من المسافة من الشقة المعقولة بايجار طبيعي.

ولكن ربما، فقط ربما، يوجد هنا أكثر. المتظاهرون ربما يتراصون حول نقطة غير عملية، تؤلمهم، ولكن ليس لديهم حل لها. ولكنهم يُعبرون ايضا عن شيء أعمق: مللنا. مللنا كيف تبدو السياسة، كيف نبدو نحن، مللنا مستوى الخطاب العام، مللنا بأن كل مسألة تُجر فورا الى ساحة اليمين واليسار، بالشكل الممجوج الذي يدور حوله النقاش على المناطق. هذا الاحساس حقق حتى الآن تحولات سياسية، من انتصار اليسار في انتخابات 1992 وحتى النشوء المؤقت لحركة شينوي. هو الذي يؤدي بمتظاهري تل ابيب الى التغلب حتى على الخوف الاسرائيلي الدائم من "التشخيص السياسي". الامر الأكثر تشجيعا الذي فعلوه حتى الآن هو الذي يقول انه ربما لن يكون هنا نجاح ظاهر ولكن يوجد هنا تعبير عن شيء أعمق، هو طرد النائبة ميري ريغف من الخيمة. في المكان الذي يُطرد فيه النواب فانه حتى الاحتجاج الذي بلا عنوان يمكن أن يؤشر لاحقا الى تغيير.

        2- تكفي الأحاديث عن أنه يجب تربية جمهور بيتار القدس أو كل جمهور آخر، كما أنه لا يمكن، وبالأساس لأن الفريق الرياضي ليس مؤسسة تعليمية، بل تجمعا لغرض الربح. على الشرطة ان تعنى بالعنف المادي في ملاعب الرياضة، وكذا بمنع المشاغبين والقبض عليهم. الأجواء هي موضوع تسويقي فقط: ليست المسألة اذا كان حسنا انشاد "طعمة مخرب" (النشيد الذي لا يختلف في هذا السياق عن "الحكم ابن زانية" القديم والطيب)، بل كم من الناس يُبعد هذا النشيد وأمثاله عن ستاد تيدي وملاعب كرة القدم الاسرائيلية بشكل عام. الجواب هو على ما يبدو غير كاف.

        لنعترف بالحقيقة: خلافا للولايات المتحدة، مثلا، حيث الاستاد هو المكان الذي يُترك فيه العنف اليومي في الخارج (الأكبر بكثير مما هو لدينا)، في اسرائيل، مثلما في بعض الدول الاوروبية، فان الملعب هو المكان الذي تخرج فيه الجيفة التي في الروح الجماعية الى الخارج، في نشيد هائل. هذا هو أحد الاسباب التي تدفع الكثير من الناس الذين كانوا يتوجهون الى ملاعب كرة القدم في طفولتهم، الى الامتناع عن هذا اليوم. ولكن من يحاول معالجة ذلك من خلال التربية، ليس فقط لن ينجح بل وسيبدو سخيفا.

        3- هل أنا الوحيد الذي لا يمكنني أن أقرأ كلمة، حتى واحدة، عن موشيه قصاب؟ لا أريد أن أعرف ما هي روايته، لم أعد أريد أن أميز بين أ. من مقر الرئيس وأ. من وزارة السياحة. وحتى العنصر اللذيذ اللطيف الذي كان لكل القصة في الماضي اختفى. الرجل أُدين في المحكمة، ويتم استيضاح استئنافه؛ أيقظونا عندما ينتهي هذا وقولوا لنا كم.