خبر التلينا الفلسطينيين- هآرتس

الساعة 10:23 ص|19 يوليو 2011

التلينا الفلسطينيين- هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

في الوقت الذي تهاجم فيه جهات سياسية قيادة السلطة الفلسطينية، وفي الوقت الذي تسمع فيه مرة بعد اخرى دعوى أنه لا يوجد شريك في الطرف الثاني – يحسن ان نعرض أيضا الوقائع في الضفة الغربية التي يوجد من يفضلون تجاهلها لاسباب سياسية. والقصد هو التعاون الخصب الناجح جدا بين الفلسطينيين وجهاز الامن الاسرائيلي والذي يتطور سرا، وهو أحد العوامل في أن مواطني اسرائيل يتمتعون في الاونة الاخيرة بهدوء أمني.

يحارب محمود عباس، الرئيس وسلام فياض، رئيس الحكومة، الارهاب. وهما لا يكتفيان بالتنديد به بل يعملان ايضا على احباطه. يقولون في "امان" انه بخلاف توجه ياسر عرفات – "قلبا وفما هذين الاثنين متواطئان الان". في حين تحدث عرفات عن اتفاق مع اسرائيل لكنه دعا الى الجهاد وحول اموالا الى التنظيم بالانفاق على عمليات ارهابية – فان القيادة الحالية للسلطة حينما تندد بالعمليات الارهابية تعني ذلك.

لا يكمن مصدر المكافحة الفلسطينية للارهاب، بالطبع، في طموح الى حماية مواطني اسرائيل من الارهابيين المنتحرين. فهم يكافحونه  لانه يعرض للخطر استمرار وجود السلطة الفلسطينية. هذا هو الدرس الذي استخلصه ابو مازن وكبار مسؤولي السلطة من أحداث سيطرة حماس على قطاع غزة. ولما كانت احدى الادوات التي تحاول حماس استعمالها لضعضعة حكم السلطة في الضفة الغربية هي الارهاب فينبغي ان يحارب بكامل القوة.

نجح فياض، وهو الذي اشتهرت الاصلاحات التي بادر اليها في المجال الاقتصادي في أن يحسن ايضا تحسينا كبيرا عمل جهاز الامن الفلسطيني. وبخلاف عرفات الذي أخذ بطريقة فرق تسد وحرض قادة الاجهزة الامنية الكثيرة بعضهم على بعض انشأ فياض جهازا عسكريا – امنيا تراتبيا يتكلم بصوت واحد. وجرى التأكيد ايضا بوحي منه لتحسين الامن الشخصي لسكان الضفة الغربية. فقد بدأت الشرطة الزرقاء تطبق القانون والنظام بنجوع. بل ان رجال شرطة السير يدعون مخيمات اللاجئين وتعاد السيارات التي سرقت من اسرائيل بعد زمن قصير.

لكن درة التاج، من وجهة نظر اسرائيل على الاقل هي نجاح قوات الامن في الكشف عن التنظيمات الارهابية. ولا يقل عن هذا أهمية انهم يبلغون اسرائيل في كل مرة يتم فيها كشف كهذا. تجري لقاءات تنسيق دائمة بين ضباط الجيش الاسرائيلي حتى رتبة قائد المنطقة وبين نظرائهم من أجهزة امن السلطة. ان ما يميز هذه اللقاءات، بخلاف لقاءات الماضي، ان الضباط الفلسطينيين كفوا عن الحديث في السياسة ولا يحصرون عنايتهم الا في شؤون عسكرية – فنية.

قبل أكثر من سنتين وقعت "حادثة قلقيلية" التي يمكن ان نراها خطا حاسما في مكافحة السلطة للارهاب. فقد وصلت خلية خرجت من قلقيلية الى تل أبيب لكنها فشلت في تفجير الشحنة الناسفة. تبين للشاباك ان اعضاء الخلية عادوا الى قلقيلية، واستقر الرأي على محاصرة المدينة. وفشل البحث المستمر عن الخلية الذي قام به الجيش الاسرائيلي والشاباك.

في أحد الايام اتصل ضباط فلسطينيون بالجيش الاسرائيلي وابلغوا انهم عثروا على الخلية وانهم يحاصرون احد البيوت في المدينة، فاستقر الرأي في الجيش الاسرائيلي على عدم التدخل. بعد معركة اطلاق نار قتل وجرح فيها رجال شرطة فلسطينيون، تم القضاء على الخلية. هاجمت حماس بالطبع بشدة السلطة التي تذبح الفلسطينيين لخدمة اسرائيل. برغم ذلك وبخطوة نادرة لم تمكن السلطة من فتح خيمة العزاء التي ارادت حماس انشاءها. بل ان سلام فياض منح رجال الشرطة الذين شاركوا في العملية شهادات امتياز. ويشهد على مبلغ رؤية "حادثة قلقيلية" انها ذات معنى بعيد المدى، يشهد بذلك حقيقة أن فياض سماها "التلينا التي لنا".

كل ذلك يشهد بان الخيار الاستراتيجي بقيادة السلطة، وفي هذه المرحلة على الاقل هو العمل السياسي لا العسكري. يوجد شريك في هذه الاثناء ويوجد من نحادثه.