خبر ينبغي القتال ما بقي ذلك ممكنا -يديعوت

الساعة 10:22 ص|19 يوليو 2011

ينبغي القتال ما بقي ذلك ممكنا -يديعوت

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

يمكن الفحص في القوانين الاخيرة التي أجازها الائتلاف بطرق مختلفة. يمكن مثلا أن نزعم أنها مثال آخر على سن قوانين موجه لتحسين مواقف سياسية أكثر من أن يكون موجها لتغيير الواقع. فزئيف الكين وأشباهه عنايتهم بالانتخابات الداخلية القريبة في أحزابهم أشد من عنايتهم  بمنع القطيعة مع المستوطنين او فرض الولاء على عرب اسرائيل او رقابة حقيقية على جمعيات اليسار. فسيستطيعون حين ما يحين الوقت ان يعلنوا بانهم أدخلوا اصبعا في عيون اليساريين المكروهين. وحتى اذا لم تكن نتائج ذات شأن، فان القصد يستحق المدح أعني مدح ناس اليمين المتطرف الممثلين تمثيلا زائدا في الاقسام الناخبة في احزابهم.

يمكن أن نزعم ان القوانين جزء من صراعات قوة داخل الائتلاف. يعتقد نتنياهو انه يرمي بعظام للكلاب النابحة من اليمين ويحظ باستقرار بالمقابل. ويعتقد ليبرمان ان كل سن قانون كهذا هو تعبير عن قوته وتأثيره، يميل هذا التوجه الى المضاءلة من أهمية عمل سن القانون. ففي النهاية، كانت الحيل السياسية وما تزال موجودة، ويمكن الغاء القوانين المريبة (أيعتقد شخص ما مثلا ان قانون الجولان سيمنع تسوية مع السوريين؟). ويميل التوجه المعاكس الى ان يعظم جدا أهمية هذه القوانين وان يراها نهاية الديمقراطية الاسرائيلية. فكل ما بقي لنفعله الان هو ان نبكي نهاية الحلم الصهيوني الديمقراطي، وأن ننطوي وراء باب قيمنا وان نشاهد في اشفاق انشاء حكم ديني يميني.

هذان التوجهان يشوهان الواقع وكلاهما يدعو الى عدم العمل. بيد أن النضال ليس ساذجا وليس منتهيا. فالقوانين الجديدة في الحقيقة تعبير عن صراعات قوة؛ ولا يتوقع المبادرون اليها في الحقيقة تطبيقها بحرص لكن هذا لا يقلل من اهميتها. ومهما تكن نية المبادرين اليها فانها تجربة أدوات دستورية واعداد للقلوب لقوانين أخطر وأضر منها. ثمّ حكاية – غير دقيقة من جهة علمية – تزعم انك اذا أدخلت ضفدعا في ماء يغلي فانها ستقفز من الفور وتنقذ نفسها. لكن الحكاية تزعم في المقابل انك اذا أدخلتها في ماء فاتر ورفعت درجة الحرارة بالتدريج فان الضفدع ستعتاد ولن تعارض وستموت آخر الامر عندما يبلغ الماء درجة حرارة قاتلة.

تسلك الاجهزة السياسية، سلوك هذه الضفدع. إن هتكا لطيفا لنسيج الحياة السياسية يُرى مثل ضجيج؛ فهو ليس لذيذا لكنه ليس فظيعا أيضا. فهم يمسون في البدء بمن لا يحبهم أحد – أعني الاجانب وغريبي الاطوار. يفترض أن تحميهم الديمقراطية ايضا. لكن لا احد يقلقه المس بهم. بعد ذلك يسددون الى هدف أقرب وفي هذه المرحلة تصبح المعارضة أصعب لاننا قد وافقنا على المبدأ وهو المس بالديمقراطية باسم تفضيل من الاكثرية. وفي النهاية يفرغ الجهاز الحاكم الديمقراطي من كل مضمون. يصبح الجسم المشرع أداة للتعبير بها عن حاجات الاكثرية ويسهل بعد ذلك التخلي عن ديمقراطية كهذه.

ان موجة التشريع الاخيرة هي مرحلة اولى من هذا المسار. فهي تعلن بالفعل بان للدولة الحق والواجب ان تسد فم من لا يعتقد اعتقاد الاكثرية. بعد ذلك ستأتي اجراءات اكثر فظاظة. فباسم حب الشعب والامة وباسم تراث اسرائيل الجد، وباسم الشعور الوطني سيسمح بتفسير واحد فقط للواقع. اما ما بقي فسيخرج خارج القانون.

أصبح هذا المسار موجودا في مجالات ما – مثل جعل اليهودية الارثوذكسية في صيغتها الاسرائيلية التفسير المسموح به الوحيد للواقع اليهودي المتعدد الوجوه والاشكال. حينما كان يمكن وقف هذا المسار لم نفعل ذلك بزعم ان درجتين اخريين لحرارة الماء العام لا تؤثران. هذا خطأ شديد. ان الديمقراطية الاسرائيلية تهتز اهتزازا شديدا وهي لم تنهر ويجب الا تنهار. يجب ان نحارب الان ما بقي ذلك ممكنا.