خبر مفتاح مستقبل الليبرالية- يديعوت

الساعة 10:21 ص|19 يوليو 2011

 

مفتاح مستقبل الليبرالية- يديعوت

بقلم: ميني ماونتنر

يشعر ليبراليون اسرائيليون في إثر "قانون القطيعة" بما كان يشعر به المتدينون والقوميون منذ نحو من عقدين. "كيف تستطيع اكثرية أن تستعمل قوتها لتدوس قيمة مركزية كحرية التعبير؟" يسأل الليبراليون. لكن المتدينين والقوميين يسألون عن شيء ما في المقابل: "كيف تستطيع المحكمة العليا أن تلغي قوانين الكنيست بفعل دستور لم يقولوا لنا قط أنه قد شرع، وليس لنا مفوضية حقيقية في المحكمة التي تستعمله؟" الاحتجاج في الحالتين هو على اجراء عنيف من المجموعة الاخرى التي تستعمل مؤسسة تسيطر عليها.

تجري في اسرائيل ثلاثة صراعات متطابقة: الصراع بين العلمانيين والمتدينين على مكانة الثقافة الغربية والثقافة اليهودية في حياة الدولة. وصراع بين الليبراليين الذين يرون الدولة أداة للتحقيق الذاتي للفرد وبين القوميين الذين يرون الفرد خاضعا للجماعة. وصراع سياسي على مستقبل المناطق. ان الناس انفسهم موجودون عن جانبي المتراس في كل واحد من هذه الصراعات.

ان الحقيقية الاجتماعية الاكثر اثارة للاهتمام المتعلقة بوضع القضاء الاسرائيلي موجودة في مكان لا يعلم أكثر الليبراليين بوجوده: فمنذ بضعة اشهر تخصص صحيفة "مكور ريشون" (مصدر أول) في كل يوم جمعة ما لا يقل عن ست صفحات لعلاج القضاء. بعد أن استولى المتدينون والقومانيون على مواقع القيادة في الوحدات المقاتلة من الجيش الاسرائيلي أصبحوا يعملون الان في السيطرة على المحكمة العليا. وستقع فرصة ذلك في ايديهم في غضون بضعة اشهر عندما تنشأ الحاجة الى تعيين أربعة قضاة جدد على الاقل للمحكمة. قد تحدث هذه التعيينات تغييرا جوهريا في القضاء في العقود القادمة.

لا يفكر المتدينون والقومانيون في سن القوانين عامة فقط. بل يفكرون على نحو محدد أيضا باستئناف في المستقبل يطلبون فيه الغاء قانون الكنيست الذي يرتب اخلاء المستوطنات في اطار تسوية سلمية. بعد أن تدخلت المحكمة في قانون الكنيست بشأن الانفصال، لماذا لا تتدخل في هذا القانون ايضا؟ وقد لا تلغي مع التشكيلة الصحيحة، القانون فقط بل اتفاق السلام كله.

السؤال المهم هو كيف ندير الصراعات الثقافية والسياسية. كانت طريقة عمل الجماعة الليبرالية في العقود الاربعة الاخيرة واضحة: فبعد ان اصيبت بخسارات كبيرة متوالية في الانتخابات، نقلت جزءا مهما من نضالها الى المحكمة العليا. وتعاونت المحكمة التي تتماثل اكثر من كل مؤسسة اخرى مع القيم الليبرالية. والسؤال هو هل ستظل هذه الطريقة تحافظ على الليبرالية. واظن خلاف ذلك.

بدل السعي الى مواجهات قضائية فيها رابحون وخاسرون، اريد أن اقترح محادثة وتعاونا وتفهم انه ينبغي اجراء نضال عن روح الصهيونية المتدينة. فهذه الجماعة هي التي تمسك بمفتاح مستقبل الليبرالية الاسرائيلية. فإذا تطرف التدين وانضم الى الحريديين فانه قد حكم عليه بالفناء. واذا عززت اخلاصها لليبرالية فلها مستقبل. يجب على الجماعة الليبرالية إذن ان تربط نفسها بالصهيونية المتدينة قصد أن تنشىء معها اطر تعاون.

بخلاف ما يبدو من الاستعراض الاعلامي الذي يعظم قدر ناس الاطراف مثل دوف ليئور ويهودا نئمان، ليس احتمال ذلك ضئيلا. فالصهيونية المتدينة مؤلفة من ثلاث مجموعات ثانوية. يوجد في أحد الاطراف الاصوليون الذين يطلبون تفرد الشريعة بحياة الفرد والدولة. وفي الطرف الثاني مجموعة المثقفين التي تطور لاهوت التأليف بين قيم الغرب واليهودية. وتقع في الوسط المجموعة الكبرى من جهة العدد. ليس لهذه المجموعة فكر متميز ومؤسسات، بخلاف المجموعتين الاخريين. وهي مكونة من أطباء ومعلمين وعاملين اجتماعيين ومدققي حسابات وغيرهم. أي "الطبقة الوسطى المتدينة"، وهي من المحافظين على الفرائض لكنهم يقرأون ايضا الادب العبري والغربي ويمضون بعد انقضاء يوم العمل الى المسرح والسينما والاوبيرا والحفلات الموسيقية واهم من كل ذلك انهم يرسلون ابناءهم وبناتهم الى الجامعة.

لا يحل لليبراليين الاسرائيليين ان يخسروا هذه المجموعة بل يجب عليهم أن يتعاونوا مع هذه المجموعة. وفوق كل شيء وكما كتب عاموس عوز، "هذه معركة على القلوب والنفوس... نستطيع الفوز في جميع المحاكم... لكن لن نستطيع استهواء القلوب من أجل أهدافنا".