خبر حماس في أسر شليط..هآرتس

الساعة 08:44 ص|18 يوليو 2011

بقلم: أمير اورن

تعمق اللواء افيف كوخافي عشية تعيينه رئيسا لـ "أمان" في العام الماضي في قراءة تعليلات توصية تقرير لجنة كوهين للتحقيق في مجزرة صبرا وشاتيلا، بعزل اللواء يهوشع ساغي. حرص اكثر رؤساء "أمان" على ترتيل تقرير لجنة اغرينات في اخفاق التقدير والردع قبيل حرب يوم الغفران، ليهربوا من عقوبة ايلي زعيرا. بدا لكوخافي في المقابل ان ساغي قدر تقديرا صحيحا أن دخول الكتائب الى مخيمات اللاجئين في بيروت قد يحدث مجزرة لكنه عُزل لان تحذيره أُسمع بصوت ضعيف ولم تنقل المعلومات التي عنده الى الموجهين بسرعة.

يمكن ان تصاغ القاعدة التي استدخلها كوخافي من هذه القضية بعبارة "لا يوجد "صدقت" دون "صرخت"". وهو يسمع صوتا في آذان المسؤولين عنه، ويُمكن من ذلك ايضا الخبراء بالمضمون في تسلسل السلسلة العسكرية الهابط الذين يشجعهم على مخالفته وعلى ان يقولوا له: "يا رئيس أمان أنت مخطيء"، وان يعاودوا التعبير عن رأي مختلف في المرة التالية.

بسبب تراكم العزل، تعتبر رئاسة "أمان" ميدان قتل يبتعد عنه الطامحون الى التقدم نحو رئاسة الاركان. اصبح هذا التصور قديما. فساغي في 1983 هو حتى الان آخر من أنهوا هذا العمل بخزي، والسوابق منذ ذلك الحين تتنبأ لكوخافي بالخير، في ولايته الى جانب قائده في سلاح المظليين، الفريق بني غانتس. ففي كل مرة تولى القيادة رئيس اركان ورئيس "أمان" نشآ في سلاح المظليين أو في دورية هيئة القيادة العامة، اصبح رئيس "أمان" بعد ذلك رئيسا للاركان: اهود باراك وامنون ليبكين شاحك الى جانب موشيه ليفي ودان شومرون، وموشيه يعلون الى جانب شاحك.

ينتمي كوخافي الى مدرسة تؤمن بأن الاستخبارات العسكرية تحتاج الى قائد لا الى مقدر كبير، وانه يحسن برئيس "أمان" ان يأتي من المحور المركزي لضباط الميدان في جيش البر وان يعود اليه ايضا بصفة قائد منطقة أو أعلى من ذلك. وبرغم انهم يتوقعون منه ايضا فهما استراتيجيا، فان امتحانه الاكبر هو التزويد باهداف للعدو قبل القتال وفي اثنائه.

ان الموضوعين الاستخباريين من الطراز الاول اللذين يطلب اليوم الى رئيس "أمان" في اسرائيل ان يقدم عنهما تقريرا الى رئيس الاركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة هما المشروع الذري الايراني وتهديد نيران الصواريخ والقذائف الصاروخية حول الدولة. هو لا ضباط البحث في "أمان" بل ولا رئيسا الموساد و"الشباك". هو المسؤول عن العمليات التي تحدث معلومات استخبارية وبينها عمليات دورية هيئة القيادة العامة التي لم يكن حتى ضابط بارز مثل كوخافي مشاركا في اسرارها باعماله السابقة – ومنتوجات استخبارية.

في الوقت نفسه يجب عليه ايضا ان يحل اسرار ايلول الدولي للفلسطينيين، وسياسة ادارة اوباما، والثورة في الدول العربية وهجوم المدنيين على الاسلاك الحدودية. كان أحد الدروس مما طبق في الشمال على أثر أحداث يوم النكبة ان يوضع في فرقة الجولان ضابط فهم شبكي من الوحدة 8200، لتقصير اجراء التجميع – البحث – الانذار.

ازاء ترتيب اولويات وثقل كهذا، يحتاج الى جهد خاص للاصغاء الدائم الى قضية جلعاد شليط. ان تعيين فريق النظر من جديد في ملف شليط برئاسة العقيد (احتياط) ليئور لوتين، يعبر عن رغبة غانتس وكوخافي في عدم اليأس من وجود اتجاهات اخرى، بحذر، ولعدم المس بمشاعر عائلة شليط و"الشباك" وبنيامين نتنياهو ومنسق التفاوض من قبله، ورجل الموساد دافيد ميدان.

يبدو اطلاق سراح شليط في صفقة ممكنا الآن بشرط استسلام اسرائيلي مطلق لاملاء حماس فقط. لا يحسن بقيادة حماس في غزة، مقابل اقل من ذلك، ان تضع حدا لمراودة الغرب لها. وان تستوعب مسرحين من السجن بينهم من كانوا حتى اعتقالهم مسؤولين اكبر من اسماعيل هنية واحمد الجعبري ومحمد ضيف. فعند الفلسطينيين زحام في القيادة. ان حماسة رؤساء حماس في غزة لاستيعاب منافسين ليست اكبر من حماسة من يريدون وراثة محمود عباس في فتح لعودة مروان البرغوثي.

ان اصحاب القرار في حماس أسرى ملف شليط مثل نظرائهم في اسرائيل حقا؛ ولما كان عند نتنياهو سبب للخوف من رأي الجمهور المتقلب، الذي سيكف عن عد ايام أسر شليط ويبدأ عد قتلى العمليات التفجيرية التي سينفذها السجناء السابقون فمن المشجع ان نعلم ان غانتس وكوخافي لا يتخليان عن احتمال احراز فائدة من تفكير من جديد.