خبر تيسير خالد: لا حاجة إلى تضخيم المخاوف من الفيتو الأميركي

الساعة 03:43 ص|16 يوليو 2011

تيسير خالد: لا حاجة إلى تضخيم المخاوف من الفيتو الأميركي

فلسطين اليوم-وكالات

بات أيلول الآن مرتبطاً بالقضية الفلسطينية أكثر، وبالأمم المتحدة خصوصاً التي ستكون الخطوة الأولى للفلسطينيين في الطريق إلى مجلس الأمن الدولي للاعتراف بفلسطين دولةً على حدود الرابع من حزيران لعام 1967. صحيفة «الأخبار» اللبنانية التقت عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، الذي تحدث عن خفايا اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة الذي عقد مساء الثلاثاء في رام الله، والذي جاء بعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بعملية السلام «المتعثرة» في الشرق الأوسط.

خالد أكد فشل اللجنة الرباعية، أولاً في عدم إصدارها بياناً بعد الاجتماع، وثانياً لتحميلها الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مسؤوليّة تعثر محادثات السلام، ما يؤكّد التدخل والانحياز الأميركي إلى إسرائيل، وتعطيل الإرادة الدولية لإطلاق عملية سلام ذات مرجعية محددة. ويقول: «من يعتقد بوجود مخرج للمأزق الحالي فهو واهم»، وبالتالي بعد اجتماع الرباعية أصبحنا نحن الفلسطينيين أمام ممر إجباري لا نملك غيره، وهو القرار النهائي الذي اتخذناه في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة بالتوجه إلى الأمم المتحدة، للحصول على اعتراف أممي بفلسطين على حدود الرابع من حزيران لعام 67، وما يترتب من عضوية فلسطين في كل مؤسسات الأمم المتحدة.

تيسير خالد تحدث عن موعد تقديم الطلب إلى الأمم المتحدة، مؤكداً أنه يحق للفلسطينيين تقديم الطلب في أي وقت يريدون، وأوضح أنه لا حاجة إلى تضخيم المخاوف من الفيتو الأميركي المتوقع، فهو في مجلس الأمن فقط وليس في الأمم المتحدة، وبالتالي تستطيع أميركا أن تعطل، أو تجمد، أو تضع القرار في «الثلاجة»، لكن الأهم أن توجهنا إلى الأمم المتحدة هو خطوة في الطريق لفرض ما نريد. ويتابع: «هناك عدد كبير من الدول في العالم تساند الموقف الفلسطيني». ويكشف عن وجود حملة سياسية كبيرة تقوم بها الجاليات الفلسطينية تحديداً في الدول الأوروبية، للضغط والحصول على موافقة الدول للاعتراف بفلسطين، سواء على نحو منفرد أو في الأمم المتحدة.

خالد كشف أيضاً تسلمه مذكرة من 32 سفيراً وقنصلاً ألمانياً متقاعداً يدعون فيها المستشارة أنجيلا ميركل إلى النظر بإيجابية للاعتراف بفلسطين ومساندة القضية الفلسطينية، الأمر الذي وجده «مهماً للغاية من دولة مثل ألمانيا بحجم تاريخها الطويل تجاه اليهود، وهو ما يعدّ تغييراً إيجابياً في الموقف الأوروبي».

كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، تحدث من جهته عن توجه فلسطيني لتقديم طلب العضوية للأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 نهاية شهر تموز الجاري. توقيت الطلب الفلسطيني، بحسب وثيقة كُشف عنها بعنوان «خطة العمل والإجراءات واجبة الاتباع للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ولطلب العضوية»، سيأتي بناءً على البنود المؤقتة لقانون مجلس الأمن المادتين 49 و54، لأن توصيات لجنة مجلس الأمن يجب أن تقدَّم لأعضاء المجلس قبل 35 يوماً من انعقاد الجمعية العامة.

عريقات أراد أن يذكّر بأن مجلس الأمن الدولي استخدم الفيتو 59 مرة ضد نيل دول لعضويتها، رغم استكمال الطلب من النواحي الإجرائية والقانونية، مؤكداً أن سبب الفيتو كان دائماً سياسياً. الفلسطينيون، بحسب ما جاء في الوثيقة، أبدوا تخوفاً من «احتجاز الطلب لدى الأمين العام للأمم المتحدة لفترة زمنية محددة»، ولذلك تقول الوثيقة إنه يجب ضمان طلب تسع دول في مجلس الأمن بأن لا يحجز الأمين العام الطلب لأي سبب كان.

الوثيقة أشارت إلى أن هناك تسع دول أعضاء في مجلس الأمن تعترف بدولة فلسطين، هي: «الصين، روسيا، الهند، البرازيل، نيجيريا، جنوب أفريقيا، لبنان، البوسنة والغابون»، مع التأكيد أن لبنان سيترأس مجلس الأمن في شهر أيلول المقبل، وهي نقطة تعدّ لمصلحة الجانب الفلسطيني أن تترأس مجلس الأمن دولة عربية في أيلول تحديداً، تزامناً مع المخطط الفلسطيني.

خرائط ووثائق ستُرفَق بطلب فلسطين للاعتراف والعضوية، منها أن القرار الدولي 181 يعدّ شهادة ميلاد لدولة فلسطين، وأن القرار 242 شهادة دولية لحدود عام 1967، كذلك فإن قرارات الأمم المتحدة المتتالية حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وحق العودة، وإن الاستقلال وحق تقرير المصير لا يخضعان لمفاوضات، لأن المفاوضات تعنى بتنفيذ الانسحاب.

الفلسطينيون يتوقعون أن ينال طلبهم ثلثي الأصوات لمناقشته في مجلس الأمن الدولي، لكن ذلك لا يعني بالضرورة الهروب من الفيتو الأميركي المتوقع بقوة إن طُرح القرار للتصويت، لكنهم متأكدون من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يعدّونه أمراً بالغ الأهمية في الطريق لاستحقاق انتظروه طويلاً.