خبر مازالت المقاومة الرقم الصعب في معادلة الصراع العربي الصهيوني..أكرم عبيد

الساعة 01:42 م|15 يوليو 2011

الذكرى الخامسة لحرب تموز 2006

مازالت المقاومة الرقم الصعب في معادلة الصراع العربي الصهيوني..أكرم عبيد

خمسة أعوام مرت على لبنان والأمة بعد العدوان الإرهابي الصهيو أمريكي الذي استهدف تصفية المقاومة الشعبية اللبنانية المسلحة بقيادة حزب الله  وما زالت الحرب مستمرة بالرغم من وقف العمليات العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية والأمنية العدوانية

وقد أثبتت حرب تموز بالدليل القاطع ان هزيمة الجيش الصهيوني ممكنة إذا امتلك العرب القيادة والتنظيم والإدارة والإرادة كما امتلكها حزب الله المقاوم الذي استطاع بحكمة وحنكة قيادة المجاهدة إدارة الصراع مع العدو بقدرة واقتدار حققت انتصارا عسكرياً واضحاً ولا لبس فيه باعتراف القيادات العسكرية والسياسية والأمنية الصهيونية واستطاعت بمفاعيلها وتفاعلاتها الإطاحة بالعديد من رؤوس المؤسسات الصهيونية التي انفجعت بقوة المقاومة كما إنفجعت معظم الأنظمة العربية الرسمية التي راهنت على العدوان الصهيوني وتوهمت ان هذه الحرب ستقطع رأس المقاومة في لبنان خلال ساعات  وينتهي هذا الكابوس المقاوم لتنفلت من عقالها بتحقيق التسوية المزعومة في المنطقة بالشروط الصهيو أمريكية المذلة وترجمة الحلم الصهيوامريكي بتجسيد ما يسمى  النظام الشرق أوسطي الجديد

وبالرغم من انتصار المقاومة اللبنانية  في حرب تموز الذي أسس لصمود وانتصار المقاومة في فلسطين بعد عدوان الكانونيين على قطاع غزة المحاصر غزة مازالت معظم الأنظمة العربية تراهن على المشاريع والمخططات الصهيو أمريكية وتحرض على المقاومة وقوى الصمود والممانعة الداعمة لها وخاصة بعد ترنح قوات الاحتلال في العراق وأفغانستان تحت ضربات المقاومة الباسلة بعد هذا الانتصار الذي عمق مأزق العدو الصهيوامريكي وتسبب بانهيار الوضع الاقتصادي والمالي الذي انعكس على الوضع العالمي بشكل مباشر وخاصة على الوضع الصهيوني الداخلي كما فرض على الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة اوباما استبدال لغة القوة البوشية والتهديد والوعيد بلغة دبلوماسية ناعمة لتحقيق ماعجزت الحروب العدوانية عن تحقيقه

وهذا يثبت بالدليل القاطع ان معادلة المقاومة والصمود والممانعة أصبحت واقع لا يمكن تجاهله ولا تجاوزه في المنطقة بعد هزيمة الإدارة الأمريكية وشركائها الصهاينة في تحقيق أهدافهم العسكرية والسياسية وفي مقدمتها ما يسمى النظام الشرق أوسطي القديم الجديد الذي حاولت ان تذكرنا بولادته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة سيئة الذكر رايس بعد إعلان الحرب على المقاومة في لبنان

 وفي كل الأحوال صحيح ان العدوان العسكري الصهيو أمريكي على لبنان قد توقف وانهزم الجيش الصهيوني المسلح بأعتى الترسانة العسكرية الأمريكية المتطورة

لكن الحرب مازالت مستمرة وبأشكال وأساليب إرهابية أخرى وفي مقدمتها إيقاظ الفتنة الطائفية والمذهبية

 بعد الحرب الاستخباراتية الشرسة سياسة الاغتيالات

لكن الرياح كانت تجري حسب ماتشتهي وتخطط له المقاومة وليس أجهزة العدو وأدواتها في لبنان وخاصة بعد تفكيك معظم شبكات العملاء الجاسوسية التي صدمت أجهزة الموساد الصهيونية وشركائها في الاستخبارات الأمريكية  حتى وصل الأمر بأحد كبار الضباط المشرف على ملف شبكات التجسس في لبنان بالانتحار وهذا يعني ان الهزيمة الأمنية للشبكات الموسادية في لبنان لا يقل أهمية عن الهزيمة العسكرية في تموز ولا يقل أهمية عن وعي المقاومة في مواجهة الفتنة المذهبية والطائفية

 وفي هذا السياق شكل الأعلام المقاوم بدعم ومساندة إعلام قوى الصمود والممانعة لشرفاء الأمة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني جبهة موحدة ومتماسكة في مواجهة الإعلام الصهيوني المدعوم من الإعلام الغربي وبعض الأبواق الإعلامية العربية المشبوهة وحطم اهدافة ومزاعمه عبر الصوت والصورة التي كان لها السبق في نقل الخبر بمهنية واحتراف مميز مما عزز موقف المقاومة ورفع معنويات شرفاء الأمة وحطم معنويات العدو وقطعانه الغازية وحقق تفوق غير عادي على أجهزة الإعلام الصهيو أمريكي وأدواته في المنطقة وبهذا تكاملت انتصارات المقاومة في مختلف المجالات العلمية والعملية لهذه الحرب التي مازالت مستمرة حتى يومنا

ولم تكتفي المقاومة في لبنان بمواجهة العدوان بكل الأشكال والوسائل بل كانت من أصحاب المبادرة الفعالة والمميزة في إعادة بناء وأعمار لبنان والتعويض على المواطنين الذين دمر الاحتلال ممتلكاتهم الخاصة وكذلك شاركت في بناء الأملاك العامة إلى جانب مؤسسات الدولة المدعومة عربيا وعالميا

 وبالرغم من شراسة العدوان والإمكانيات الكبيرة المادية والمعنوية والإعلامية والعسكرية والأمنية التي رصدت له من قبل العدو الصهيو أمريكي والغرب وأدواتهم في المنطقة فقد انتصرت المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله المجاهد بإمكانياتها المتواضعة والمدعومة من شرفاء الأمة وفي مقدمتها سورية قلعة العروبة الصامدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة الفلسطينية وحققت في هذه الحرب نتائج مهمة وفي مقدمتها

 أولاً : ان المقاومة أثبتت وجودها كقوة شعبية مسلحة ومنظمة في معادلة الصراع العربي الصهيوني لا يمكن تجاوزها ولا تجاهلها من العدو قبل الصديق بعدما فرضت نظرية الرعب في مواجهة نظرية الردع الصهيوني وأصبحت تشكل صمام الأمان للبنان أرضا وشعبا في مواجهة أي تهديدات أو أطماع عدوانية صهيونية بعدما هددت صواريخها العمق الصهيوني بشكل جدي

ثانيا : اعتراف العدو الصهيوني بقدرة المقاومة الرادعة للعدوان بتعاظم قدراتها العسكرية بعد عدوان تموز الإرهابي بعد امتلاكها ترسانة من الصواريخ العابرة للعمق الصهيوني والتي قد تهدد أهم المواقع الحيوية والإستراتيجية سواء في البر والبحر بالإضافة لامتلاك بعض الأسلحة المضادة للطائرات كما قالت بعض مصادر العدو وهذا يعني ان المقاومة ستكون سيدة الموقف في لبنان وتستعيد السيادة بكل معنى الكلمة على الأرض والبحر والجو اللبناني

 وقد راكمت هذه الإنجازات والمكاسب السياسية والعسكرية للمقاومة في لبنان تقدما ملحوظا لخيار المقاومة بين معظم أبناء الشعب اللبناني المقاوم وقواه السياسية وخاصة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حققت خلالها مع حلفائها نتائج مهمة كسرت معادلة ما يسمى بالأكثرية وخاصة بعد مراجعة السيد جنبلاط لمواقفه السابقة والعودة للأصول العروبية المقاومة

 وقد شكل هذا مفصلاً مهماً اليوم في تشكيل الحكومة الوطنية بقيادة السيد نجيب ميقاتي التي نالت ثقة الأغلبية في البرلمان اللبناني لتباشر مهامها الوطنية اتجاه الشعب اللبناني دون تميز بالرغم من جملة العقبات الذاتية والموضوعية التي رافقت ولادة هذه الحكومة العتيدة وفي مقدمتها إصدار ما يسمى القرار الظني ليوظف سياسيا قبيل نيل الثقة لاغتيالها قبل ولادتها وخلط الأوراق في لبنان وإرباك سورية التي تتعرض اليوم لمؤامرة خبيثة وحرب إعلامية دولية لكسر إرادتها الصمودية وإخضاعها للشروط والاملاءات الصهيوامريكية لكن المؤامرة فشلت وانقلب السحر على الساحر

 

 وفي ظل هذه المعادلة  ليس غريبا أن يسود الشارع الصهيوني حالة من الرعب والقلق والخوف بعد الهزائم الصهيونية المتلاحقة تحت ضربات المقاومة الباسلة من عدوان تموز عام 2006 إلى عدوان الكانونيين على قطاع غزة المحاصر بداية العام 2009 مرورا بالاختراق الكبير لأبطال العودة لجبهة الجولان العربي السوري في مجدل شمس بالذكرى الثالثة والستين مرورا  بالتحدي الكبير  في ذكرى  النكسة وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى كمقدمات للزحف الكبير  الذي لم تأخذه سلطات الاحتلال الصهيوني بالحسبان إلى  جانب الزخم الكبير لصواريخ المقاومة وقوى الصمود والممانعة التي امتلكت التكنولوجيا المتطورة في مختلف المجالات وفي مقدمتها علم الصواريخ المتطورة بكل أشكالها التي أرعبت سلطات الاحتلال وقطعانها قبل سقوطها العظيم بالإضافة للتحولات الكبيرة التي تشهدها بعض البلدان العربية وخاصة بعد سقوط أهم عملائهم في كل من تونس والقاهرة وتغيير معالم معادلة الصراع العربي الصهيوني بعد عودة مصر للصف العربي المقاوم وفشل المؤامرة ة في سورية الصمود

لذلك مازالت سلطات الاحتلال الصهيوني وقطعانها المستوردة أسيرة معادلة نتائج حرب تموز وتسعى جاهدة لإعادة تأهيل جيش الاحتلال الصهيوني المهزوم نفسيا ومعنويا من خلال سلسلة المناورات المتحولة بمشاركة تجمع قطعان المستوطنين في الأراضي العربية المحتلة ومؤسساته العامة والخاصة لاختبار جاهزيتها بعدما تعمدت الأوساط الصهيونية من النخب الرسمية والشعبية الربط الجدلي بين هذه المناورات الكبرى وتدريباتها المتحولة بين الحرب الصاروخية القادمة التي أصبحت تهيمن على عقولهم وشعورهم ومفاهيمهم وقناعاتهم اليومية التي تؤرقهم بقوة بعدما استعادت ذاكرتهم هروب أكثر من ثلاثمائة ألف صهيوني من مستعمرات شمال فلسطين المحتلة من صواريخ المقاومة المتواضعة للداخل فكيف اليوم اذا ما فتحت بوابة الحرب وسقطت عشر ت الآلاف من الصواريخ بشكل يومي على  العمق الاستراتيجي  الصهيوني الذي سيكون مسرح العمليات العسكرية للمقاومة لفترة زمنية قد تتجاوز الشهر التي ستشكل الخطر  الكارثي على قطعان المستوطنين

وهذا يعني أن الحرب المقبلة حتما ستكون نتائجها لمصلحة المقاومة وقوى الصمود والممانعة التي ستخوض الحرب بأساليب وتكتيكات تختلف عن حرب تموز وتفاجأ جيش الاحتلال بقدرات وإمكانيات لم تكن في حسبانهم وستشكل بداية النهاية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة بعد أن أصبحت المقاومة اليوم وشركائها من قوى الصمود والممانعة الرقم الصعب في المنطقة والعالم والتي لا تقبل القسمة إلا على  استعادة كامل حقوقنا المغتصبة من فلسطين كل فلسطين إلى الجولان العربي السور ي وكل ذرة مازالت مغتصبة في جنوب لبنان إلى العراق المقاوم العظيم .