خبر نتنياهو وهستيريا الـ67 وحدود الجدار

الساعة 01:09 م|15 يوليو 2011

نتنياهو وهستيريا الـ67 وحدود الجدار

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

مع حلول الذكرى السابعة لإصدار فتوى محكمة العدل الدولية، التي أكدت عدم شرعية بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعدم شرعية جميع النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في هذا الجزء من فلسطين، باشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وضع علامات في أراضي قرية الولجة شمال غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لتحديد مسار جدار الفصل العنصري الإسرائيلي هناك وأشجار الزيتون التي ستقتلعها من أجل بدء إقامته، ويلتهم هذا المقطع من الجدار 500 دونم من أراضي القرية، ويعزل 1985 دونماً آخر، ومن ضمنها قطعة أرض معروفة باسم “زيتونة البدوي” يقدَّر عمرها بنحو 1500 عام.

حدود الجدار

تشير كافة المؤشرات إلى أن المخططات الإسرائيلية ترمي إلى فرض حدود جدار الفصل العنصري كحدود سياسية مع كيان فلسطيني ينوس ما بين الحكم الذاتي والدولة، مع العلم وقبل الخوض في معطيات أخرى أن الجدار يلتهم حوالي 12% من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

القدس والأغوار خارج المعادلة

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا رفض إسرائيل للانسحاب من القدس وتأكيده على أنها ستبقى موحدة عاصمة لإسرائيل(القدس تشكل حوالي 10% من الأراضي المحتلة عام 1967 ). فيما كشف نتنياهو مؤخرا عن نيته الاحتفاظ بقوات عسكرية في منطقة الأغور تقطع التواصل ما بين ضفتي نهر الأردن. لم يوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي ما هي مساحة الأرض التي تعتزم إسرائيل الاحتفاظ بها في منطقة الأغوار التي تشكل 30% من مساحة الأراضي المحتلة عام 1967.

المستوطنات

وكشفت تقارير إسرائيلة أن المستوطنات مقامة على1% فقط من الأراضي المحتلة عام 1967، إلا أن مناطق نفوذها تسيطر على أكثر من %42 من مساحة الضفة الغربية. وتؤكد الحكومة الإسرائيلية نيتها الاحتفاظ بمعظم المستوطنات وخاصة التجمعات الكبيرة التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي. وتشهد المستوطنات حركة بناء، وتوسع محمومة، وتسعى إسرائيل لتمديد أجل أية تسوية لتتيح لها مزيدا من التوسع وفرض الأمر الواقع.

ويقول الباحث الأمريكي اليهودي هنري سيجمان في مقالة نشرها في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية التابعة لمجلس العلاقات الخارجیة الأمریكیة: "لقد رفضت إسرائيل كل الجهود المبذولة حتى الآن من قبل البلدان الصديقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، الهادفة إلى دفعها إلى القبول بحدود عام 1967 ، مع تبادل أراض متفق عليه لاستيعاب الكتل الاستيطانية اليهودية التي تقع داخل حدود عام 1967 ، والأكثر من ذلك أنها ترفض الإعلان عن شكل هذه الحدود وتبقيها في طي الكتمان والغموض".

ويضيف سيجمان الذي شغل في السابق منصب رئيس الكونغرس اليهودي الأمريكي: "كانت هناك بعض التلميحات حول ما يتوقعه القادة الإسرائيليون- نتيجة لسياستهم في التعتيم المتعمد على طموحاتهم الإقليمية، فعلى سبيل المثال، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بوادي الأردن، والذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية، إلى جانب المستوطنات. يعتقد الإسرائيليون أنهم إذا استمروا في المماطلة في عملية التسوية وجعلها مسارا لا نهاية له، فإن ذلك يمكنهم من الاستمرار في التوسع في المشاريع الإسرائيلية الاستعمارية في الضفة الغربية، وفرض "الحقائق على الأرض"، بحيث تواصل حدود إسرائيل بالزحف لتشمل 60% من أراضي الضفة الغربية".

ويتابع سيجمان: وعليه، وفي ظل رفض عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ولكي تحترم الحدود الدولية، والتي تسعى إسرائيل إلى الاستيلاء عليها بوسائل العنف (الجيش، والقوة الجوية)، تعمل على "نزع الشرعية" عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته الوطنية، وليس العكس. ولإثبات ذلك، لا نحتاج إلى النظر في الجهود شبه الهستيرية لإسرائيل الهادفة إلى منع الفلسطينيين من إيصال قضيتهم إلى الأمم المتحدة، وهي ذات المؤسسة الدولية التي منحت الشرعية لإسرائيل، واعترفت بإعلان استقلالها. وعلى ما يبدو، فإن معظم مخاوف الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتعلق بالشرعية التي ستمنحها الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية فحسب، بل بالاعتراف بحدود عام 1967 أيضاً."

مما تقدم أعلاه، يمكننا فهم سر الهستيريا الإسرائيلية من حدود الـ 67، وسعي إسرائيل لإحباط الاعتراف بدولة فلسطينية، لأنها تخطط لالتهام نصف هذه المساحات تقريبا، وترى في جدار الفصل العنصري حدودا أمنية وسياسية، يمكن إقامة كيان فلسطيني مشوه داخله بسيادة منقوصة يتراوح بين الدولة والحكم الذاتي، على أقل من 50% من الأراضي المحتلة عام 1967.