خبر حين تفشل « الرباعية » ..حسام كنفاني

الساعة 06:55 ص|14 يوليو 2011

حين تفشل "الرباعية" ..حسام كنفاني

بات واضحاً أن مآل المفاوضات، سواء لجهة استئنافها أو عدمه، ليس في يد اللجنة الرباعية الدولية التي اجتمعت في واشنطن قبل يومين. الوضع في الاجتماع ينبئ بأن لا جديد قريباً في ما يخص عودة العجلة إلى العملية السلمية، والتي تهدف أساساً بالنسبة إلى الولايات المتحدة والأوروبيين تجنّب "كأس أيلول المرّة".

 

لكن الأمور لم ولن تنتهي عند هذا الحد. فرغم الخلاف حول البيان، إلا أن المشكلة التي تقف أمام الجميع لا تزال قائمة، بدءاً من الفلسطينيين وصولاً إلى جميع المشاركين في الاجتماع، ومروراً طبعاً ب"إسرائيل" ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو. المشكلة عنوانها استحقاق سبتمبر/ أيلول وما بعده، لذا ففشل الرباعية لن يكون نهاية مطاف المحاولات للعودة بالطرفين إلى مائدة التفاوض. هذا ما أفصح عنه أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي أشار بشكل صريح وواضح إلى قنوات سرية يجري الحديث في شأنها مع الطرفين المعنيين، وبالتأكيد مع أطراف أخرى لها علاقة بملف التسوية الفلسطينية "الإسرائيلية".

 

في هذا الإطار من الممكن انتظار جولات أمريكية جديدة على دول المنطقة تسبق لقاء لجنة المتابعة العربية المرتقب في السادس عشر من الشهر الجاري. جولات في العادة كانت تسبق أي قرار فلسطيني عربي له علاقة بالعملية التفاوضية، بدءاً من شرط وقف الاستيطان وصولاً إلى قرار التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. الجولات لا شك ستهدف إلى إقناع الأطراف بخيارات أخرى بديلة عما يمكن أن يكون "المواجهة" في نيويورك، وبالتالي انتقال المواجهة إلى الأرض وانتقال الصراع من نزاع على أرض محتلة إلى صراع على دولة محتلة، وهو ما يحوي الكثير من الفروق في المفاهيم والقوانين الدولية، في ما لو نجح الفلسطينيون في نيل الاعتراف المزمع.

 

الأطراف الدولية، والأمريكيون خصوصاً، لن يقفوا عند نقطة الفشل في اجتماع اللجنة الرباعية، الذي كان نتاج رفض أمريكي للدعوة إلى العودة إلى التفاوض لعدم إحراج الحليف "الإسرائيلي" كما هي العادة. وبالتالي سيبدأون السير سريعاً في قنوات أخرى تحسن واشنطن اللعب عليها، ألا وهي الضغط السياسي والمالي، والبدء في الحديث عن "صفقات تبادل"، وما أكثرها حالياً في المنطقة العربية المفعمة بالثورات والتوترات.

 

فشل الرباعية الدولية يشكّل فرصة للولايات المتحدة لإعادة إمساك الملف التفاوضي من ألفه إلى يائه، وهي التي ترفض منذ البداية دخول الأوروبيين وغيرهم إلى قاعة المفاوضات إلا كضيوف شرف.

 

فشل "الرباعية الدولية" كان متوقعاً، كما كان متوقعاً أن تكون الولايات المتحدة وراء الفشل، لأنها تريد أن تبقي القضية برمتها رهينة في يدها توجهها كما تشاء، وبما يخدم مصالحها ومصالح "إسرائيل" معها.

 

تحركات كثيرة وفي مختلف الاتجاهات علنية وسرية سوف تقوم بها الولايات المتحدة والهدف هو منع السلطة الفلسطينية من الوصول إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

صحيفة الخليج الإماراتية