خبر نقاط انتقادية ..وزير الأزمات _ معاريف

الساعة 07:24 ص|13 يوليو 2011

نقاط انتقادية ..وزير الأزمات _ معاريف

بقلم: ابراهام تيروش

                1- برافو! وزير آخر انضم الى بطارية وزراء خارجية اسرائيل – بوغي يعلون، الذي يدير الاتصالات لرأب الصدع بين اسرائيل وتركيا. لم يعد في العالم دولة مع هذا القدر الكثير من وزراء الخارجية: بيرس، نتنياهو، باراك، يعلون، بل واحيانا دان مريدور، ممن يديرون محادثات سياسية في أرجاء العالم. ونعم، يوجد ايضا واحد، افيغدور ليبرمان، وزير الخارجية باللقب وتقريبا ليس بالفعل. لو لم تكن هذه النكتة علينا، لكان يمكن للمرء أن يموت ضحكا.

        ليبرمان لا يعنى بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ولا بالموضوع الفلسطيني، ولا بالاتصالات مع الدول العربية التي لها علاقات مع اسرائيل، ولا مع الدول الاوروبية وغيرها ممن لا تريد رؤيته في نطاقها. وزير خارجية شؤون روسيا البيضاء، بنما وميكرونيزيا. تقريبا.

        ما هو الأكثر طبيعية من ادارة الاتصالات لتحسين العلاقات مع تركيا من جانب وزير الخارجية؟ فهو الذي يفترض به أن يكون الوزير الذي يطلف حدة الموقف ويحاول التوسط والتحسين لعلاقاتنا مع الدولة. ولكن ليبرمان هو خبير في اثارة لحفيظة السياسية. تصوروا ماذا كان يحصل لو أنه هو ورئيس وزراء تركيا اردوغان، كلاهما غير مكبوحي الجماح، يلتقيان. كان سيقع انفجار ذري، ما حصل بين التركي والرئيس بيرس في دافوس سيبدو أمامه كلقاء عُشاق. لا يدور الحديث هنا عن موقف ليبرمان في الموضوع التركي، الذي أساسه هو موقف الحكومة، وإن كان، كالمعتاد، يُعبر هو عنه بشكل متطرف للغاية. يدور الحديث عن وضع أشوه، إن شئتم نكتة بشعة، بسبب اعتبارات سياسية وغير موضوعية، وخلافا للمصلحة الوطنية، يُعين في منصب أساس شخص هو منذ البداية غير ملائم لتوليه. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية هو بث معاد لتعيين عمير بيرتس وزيرا للدفاع في حكومة اولمرت، التعيينان مرفوضان.

        2- نبقى مع بيرتس. في دولة العودة هو ايضا يعود. بل إن بعض المراقبين يُقدرون بأنه ذو آمال طيبة للفوز في الانتخابات الداخلية في العمل. في هذه الاثناء يقوم هو بكل ما في وسعه كي يشطب الوصمة التي التصقت به في سنة ولايته كوزير للدفاع ومن شأنها أن تمس به في الانتخابات التمهيدية بل وفي الانتخابات العامة ايضا. قبل كل شيء يعمل هو على ترميم صورته كوزير دفاع وعلى تحسين قصة أدائه في حينه. كلما ابتعدنا عن فترة ولايته، هذا الترميم يتسع وبمساعدة الميل الطبيعي للحنين الى الماضي، سيُعد بعد قليل وزير دفاع ناجح.

        غير أن الوصمة الحقيقية ليست في شكل أدائه بل في "خيانته"، بمعنى، هجره للمجال الاجتماعي – الاقتصادي الذي انشغل به طوال حياته السياسية وبشأنه عرض مواقف قاطعة تعهد بالكفاح في سبيلها، من اجل منصب مُغر وأكثر أهمية، ليس لديه أي فكرة عنه. وهذه الوصمة عصية أكثر على المحو.

        التجربة الاخيرة جرت في الاسبوع الماضي. فقد "كشف" بيرتس بأن رئيس الوزراء السابق اولمرت، الذي تُقرب بينهما أخوة المطاح بهم، قال له الآن الحقيقة، لم يكن بوسعه أن يُسلمه حقيبة المالية لأن رجال اقتصاد وجبابرة مال على أنواعهم اعترضوا على ذلك. تبرير غير محترم، لا لمن قاله (اذا كان قاله حقا) ولا لمن تعلق به كذريعة. دعك من الذرائع، يا عمير، واندم على "الخطيئة" بصوت حاد وجلي، وقُل: اخطأت في حينه في قراري أخذ الدفاع. أنا أتعهد بعدم تكرار الخطأ. لعل الناس يصدقونك.

        3- موشيه كحلون، شاب لطيف ووزير ناجح. فقد أحدث تغييرات ناجعة في سوق الاتصالات ولم يُخفه أصحاب المال والقوة. لا غرو أن الناس يحبون محبته. بل ان نتنياهو عرضه كقدوة لوزراء آخرين وقال: "كونوا كحلون".

        هم لم يحبوا هذا، ولكنه يستحق. ما لا يستحقه هو، كما هو دارج في مطارحنا، أصبح فورا، في نظر كُتاب مختلفين، مرشحا "طبيعيا" لرئاسة الوزراء، أو على الأقل لرئاسة الدولة. اواه، ماذا تريدون؟ فقد سبق أن تعلمنا بأن النجاحات واقتناء التجربة في مناصب عليا من وزير الاتصال والرفاه، ليست بعد ضمانة للنجاح في منصب رئيس الوزراء. وعليه فاذا كنتم حقا تحبون كحلون، انسوا هذا الآن. هو لا يستحقه. ولا أن يُحبس في مقر الرئيس ايضا. اذا ما واصل التميز، فسيأتي يومه.