خبر « إسرائيل » : حماس جيش منظم وجيش الاحتلال يواصل استعداداته لحرب لبنان

الساعة 04:24 م|12 يوليو 2011

"إسرائيل": حماس جيش منظم وجيش الاحتلال يواصل استعداداته لحرب لبنان

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

مصادر عسكرية إسرائيلية: حماس جيش منظم وجيش الاحتلال يواصل استعداداته للحرب الثالثة على لبنان

ذكر الموقع الالكتروني للتلفزيون "الإسرائيلي" "القناة العاشرة" أن السلطات المحلية والجيش "الإسرائيلي" أحدثوا تغييرات جوهرية تحسبا لمواجهة قادمة على الجبهة الشمالية مع حزب الله بعيدة المدى في ظل العبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية.

ورغم ذلك فإن الطرف الثاني – حزب الله - لا يهتم كثيرا بهذه الاستعدادات, لا لشيء إلا لأن الطرف "الإسرائيلي" يعرف جيدا بأن الحرب والمواجهة القادمة سيكون لها صدى يختلف تماما عن الجولة الأولى سواء على مستوى ساحة المعركة أو على الجبهة الداخلية.

وكان مايسمى بوزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي "متان فلنائي" قد صرح في اجتماعات مغلقة بأنه في الجولة القادمة ستدخل مدينة تل أبيب إلى دائرة النيران الأمر الذي جعل أصحاب القرار في "إسرائيل" يهتمون بمنطقة الوسط وإعدادها جيدا للسيناريوهات المتوقعة.

وتشير تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ يصل مداها مئات الكيلومترات التي تغطى معظم الأماكن في "إسرائيل" فضلا عن آلاف الصواريخ مختلفة الأنواع والمسافات.

ولفتت تلك المصادر إلى أن حزب الله أعد "لإسرائيل" الكثير من المفاجئات التي لا يمكن الحديث عنها في هذا المقام بسبب الرقابة العسكرية.

وأضافت المصادر "صحيح أن حزب الله لا يشكل تهديد قومي أو وجودي "لإسرائيل" ولكنه سيلحق ضررا كبيرا في العمق "الإسرائيلي" في المواجهة القادمة".

وأشارت المصادر الاستخبارية إلى احتمال انضمام حركة حماس إلى المعركة في حال حدوث مواجهة في الشمال, وقالت "إن حماس تمتلك صواريخ من شأنها أن تصل إلى كفار سابا قرب طولكرم, ولكن التقديرات تشير إلى أن الحركة لن تستخدم هذه الصواريخ في البداية وستجعلها ورقة أخيرة بيدها في حال قيام الجيش الإسرائيلي باجتياح واسع".

وتابعت المصادر قائلة: "إن حركة حماس لم تكف عن التدريبات والتجهيزات وهي تمتلك جيشا حقيقيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى", على حد وصفها.

وفي ذات السياق ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن قيادة أركان الجيش "الإسرائيلي" تدرك أنّ "حرب لبنان الثالثة" ستكون مختلفة تماماً عن "الحرب الثانية" التي وصفت بأنها "خلقت شعوراً ثقيلاً بتفويت الفرصة لدى الجيش، وأحدثت زلزالاً بكل ما يتصل بخطط التدريب والاستعدادات العسكرية". وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرب الثالثة" ستكون في مناطق مأهولة ضد "خلايا مطلقي القذائف المضادة للدبابات"، ومقابل عشرات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجهة إلى الجبهة الداخلية، بما فيها تل أبيب.

وأضافت الصحيفة أن الجيش راض عن الهدوء النسبي على الحدود، ويتابع التسلح المتواصل لحزب الله، و"خرق قرار مجلس الأمن 1701"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تدير معركة سرية تهدف أساساً إلى الحفاظ على قوة الردع "الإسرائيلية" مقابل حزب الله ومؤيديه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الذي حلت فيه الذكرى السنوية الخامسة للحرب، انشغلت قيادة الشمال العسكرية باستبدال الضباط. وقال الجنرال غادي آيزنكوط، الذي يخلي مكانه للجنرال يائير غولان، يوم أمس في الـ"كرياه" في تل أبيب إن الجيش قد خلق واقعاً أمنياً جديداً يعتبر الأفضل والأهدأ منذ إقامة الدولة.

من جهته قال رئيس أركان الجيش، بيني غنتس، إن آيزنكوط قد حقق هدوءاً أمنياً في الشمال لم يسبق له مثيل. وكتبت الصحيفة أن الإحصائيات تعزز ما ذهب إليه آيزنكوط وغنتس، مشيرة إلى أن الصواريخ العشرة التي أطلقت باتجاه "إسرائيل" منذ صيف 2006 أدت إلى وقوع إصابة واحدة طفيفة، إضافة إلى اشتباكين مع الجيش اللبناني، قتل في أحدها ضابط احتياط، أما من جانب حزب الله فلم يتمّ تسجيل أية نشاط غير عادي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري "إسرائيلي" قوله إنه "يمكن إعداد قائمة طويلة تشمل كل ما لم يكن جيداً خلال الحرب، ولكن يجب النظر إلى ما حصل وإلى ما لم يحصل منذ انتهاء الحرب، ويجب عدم الاستخفاف بذلك".

وبحسبه فقد توفر لدى حزب الله أكثر من سبب لشنّ هجوم ضد الكيان في السنوات الأخيرة، ولكنه لم يقم ذلك. وأضاف أنه مع ذلك فإن لا أحد في قيادة الجيش يستطيع أن يخمن متى سيتبدد الهدوء الأمني.

وكتبت الصحيفة أيضا أن "حزب الله 2011 منشغل بمشاكل داخلية، ولكنه لم يهمل للحظة استعداداته للمواجهة القادمة مع "إسرائيل"، بتوجيه إيراني وبمساعدة سورية".

وأضافت يديعوت أحرونوت أن الأمين العام لحزب الله يواصل تحسين نوعية الصواريخ وزيادة عددها، وأنه إذا كان لدى حزب الله 25 ألف صاروخ في العام 2006، فهو يمتلك ما يزيد عن ثلاثة أضعاف ذلك اليوم.كما ذكرت الصحيفة أن الترسانة العسكرية الموجودة بحوزته تشتمل على صواريخ بعيدة المدى وتحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هذه الصواريخ قادر على الوصول إلى منطقة نتانيا. كما كتبت الصحيفة أن تعاظم قوة حزب الله هي نتيجة تمويل ضخم من إيران، تضاف إليه المساعدة في مجال نقل المعلومات. ورأت الصحيفة إلى أن سورية تقوم بدور أيضاً في تزويد حزب الله بالوسائل القتالية خلافاً لقرار مجلس الأمن.

وأضاف المصدر العسكري "الإسرائيلي" "لا شك أن هناك استعدادات تتم بشكل مواز للهدوء القائم الآن، وهذه الاستعدادات لا تبشر بالخير، وستكون التحدي الماثل أمامنا. لا يمكن وقف كل شيء خلال يوم أو يومين، ويتطلب ذلك صمودا من المواطنين الذين يقعون تحت القصف، ولكن في النهاية سنتغلب عليه بطريقة لا تبقي مجالاً للشك مثلما حصل في العام 2006".

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يقلّ من التفاصيل بشأن الخطط العسكرية، إلا أن المعلومات القليلة المتوفرة تشير إلى إقامة فرقتين عسكريتين وإلى تغييرات جوهرية في الخطط الفعلية التي تلائم لبنان. وقال المصدر العسكري إن" الجيش يجري تدريبات كثيرة على كافة الأنظمة القتالية، تشتمل على سيناريوهات مواجهات في قطاع غزة والحرب على المحميات الطبيعية، ومواجهة مقاتلين على دراجات نارية، وإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية، والقتال تحت الأرض".

وقال أحد الضباط في الجيش ممن شاركوا في الحرب عام 2006 إنه "يوجد لدى الجيش "الإسرائيلي" اليوم القدرة على توجيه ضربة غير قياسية لحزب الله، ولن نتردد في القيام بذلك". وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه إلى حين يطلق الجندي الأول أول رصاصة في "الحرب الثالثة"، فإن قيادة الشمال تدير معركة خفية عن العيان لا يتم التحدث عنها، وتتضمن حربا نفسية.