خبر اللجنة التي لم تنشأ- يديعوت

الساعة 08:03 ص|12 يوليو 2011

اللجنة التي لم تنشأ- يديعوت

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: يجب أن تنشأ لجنة تحقق في اخفاق المجتمع الاسرائيلي عامة لانه لا يملك طول النفس والصبر على وقوع قتلى من الجنود الاسرائيليين في حروب اسرائيل وهو الذي يجعل هذا الجمهور يضغط على الحكومة لانهاء الحرب -  المصدر).

مرت خمس سنين منذ نشبت حرب لبنان الثانية. جرى استيعاب كتب الدروس كاملة. وغير الجيش الاسرائيلي وجهه. من تصور الاستعمال والقيادة ورجال الاحتياط الى الجهاز الحربي للجندي البسيط ومن الدفاع عن الجبهة الداخلية الى اجراءات اتخاذ القرارات في الحكومة. خمس سنين القت فيها لجنة فينوغراد ظلها على متخذي القرارات ومصدري الاوامر العسكرية – والدروس منذ ذلك الحين كرمل البحر.

الواقع في ظاهر الامر يضمن حربا اخرى لا رغبة فيها في ظاهر الامر فقط. بقيت شأن واحد حاسم فقط خارج مجال النقد في اليوم الذي تلا الحرب – بلا لجان وبلا علامات سؤال بل بلا صحافة عضاضة. منطقة مجهولة لم تستخلص فيها الدروس ولم تجرِ تحسينات عليها وفق ذلك. وهي المجتمع الاسرائيلية. ما الصلة بين المجتمع وما حدث في ميدان القتال. كل شيء. الاخطاء في الحقيقة ترجع الى المستوى السياسي والعسكري لكن الريح التي حركت اشرعة هذه الحرب ترجع الينا نحن المواطنين.

بدأت حرب لبنان بتأييد عظيم من الجمهور وباجماع واسع عطوف. يسأل احد عن الاهداف التي عدها رئيس الحكومة آنذاك، ايهود اولمرت في الكنيست (حل حزب الله واعادة الجنود المختطفين). ان صيحته "هنا لا أكثر" لاءم بحسب استطلاعات الرأي رأي 86 في المائة من الاسرائيليين. وجميع هؤلاء رأوا الحرب عادلة والخروج اليها ضرورة. والى ذلك زعم 58 في المائة أنه ينبغي القتال الى أن يمحى حزب الله تماما.

ان النجاح العظيم لعملية "الوزن النوعي" للقضاء على قواعد اطلاق الصواريخ ذات المدى البعيد في أول يوم، وسائر النجاحات الجوية في اصابة اهداف حزب الله عظمت الشعور العام وانتهى الامر آنذاك. فقد صرخ المجتمع باجراء سريع تأييده للحرب، وضعف الاجماع حتى بقي الانتقاد فقط.

يمكن أن ننسب نقطة وقف الحرب، بأحسن او باسوأ، الى الريح التي هبت باتجاه متخذي القرارات. ليس من المراد ان يحدث هذا لكنه واقع. اسرائيل هي أول دولة أثر فيها المجتمع في متخذي القرارات لانهاء حرب. حدث هذا للفرنسيين في حرب الهند الصينية الاولى. وحدث للامريكيين في فيتنام. بل حدث للسوفييت في افغانستان. ان ضعف المجتمع المدني ظاهرة تصح في كل حرب تقريبا تختار فيها منظمة صغيرة ان تستنزف عدوها القوي، على علم.

مع كل هذا، تختلف الحرب الاسرائيلية برغم شبهها بحروب الامريكيين والفرنسيين والسوفييت. فلم يكن الخط 105 الذي اختطف منه الجنود منطقة محتلة او مختلفا فيها، بل هوجمت اسرائيل في أرضها. ومن كان يبحث عن منطق الحرب فسيجده هناك وهو تحقيق مصلحة سياسية والدفاع عن أرض سيادية.

وبعد أن وجدنا المنطق والتأييد الواسع في بدء الحرب، يجب علينا أن نسأل أنفسنا ما الذي جعل الاسرائيليين يغيرون رأيهم بسرعة خاطفة فيؤيدون ويعارضون بنفس القوة.

عندما أفحص عن استطلاعات الرأي نتبين حادثتين سجل بعدهما انخفاض حاد للتأييد العام: الاولى هي معركة مارون الراس الكثيرة المصابين، والثانية هي اصابة جنود الاحتياط في كفار جلعادي. بعبارة اخرى: غيرّ الاسرائيليون تصورهم الاستراتيجي بسبب حوادث تكتيكية وهي حوادث صعبة مؤلمة جدا لكنها ليست من تلك الحوادث التي يفترض أن تؤثر في معركة.

أمن الصحيح الخروج لحروب او انهاؤها بسبب عدد صغير من المصابين؟ من المحقق ألا يوافق على هذا حتى من يعارض الحرب من البدء. وهنا بالضبط مكان لجنة التحقيق التي لم تنشأ قط لتحقق في طول نفس جمهورنا والاستعداد للنظر الى الواقع بالرأس لا بالبطن. وفي مجتمع مدني خاصة نسمي الجنود الابناء ولا يدرك ان في الحروب ثمنا دائما حتى وان لم يوجد مناص.