خبر نضر بأنفسنا مرة اخرى- اسرائيل اليوم

الساعة 09:14 ص|11 يوليو 2011

نضر بأنفسنا مرة اخرى- اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: ساعدت حكومة اسرائيل الحالية بعنادها وتصلبها وتعنتها الفلسطينيين على نزع شرعية دولة اسرائيل في العالم - المصدر).

        ليس الامر مجرد اخفاق. ولا مجرد أننا أصبنا نصف عالم بالجنون لمنع عدد من المُلّحين من الانضمام الى مظاهرات نهاية الاسبوع الراتبة. الحديث عن وضع أن تتعرض فيه اسرائيل لأي خطر أمني، لكن متخذي القرارات قرروا أنه يوجد تسويغ لانفاذ اجراء دولي والاستعداد الأمني لعملية واثارة اهتمام اعلامنا والاعلام العالمي، وأن يُبينوا أنهم لو لم يتخذوا هذه التدبيرات لنشأت هنا جلبة ضخمة.

        ليس هذا مجرد اخفاق لانه لو كان العنوان الصحفي الوحيد شيئا ما يشبه "ضجة كبيرة على لا شيء"، لقلنا ليكن. لكن العنوان الصحفي في الاعلام العالمي كان مختلفا. فقد تناول أن اسرائيل تمنع ناسا غير مسلحين وغير خطرين من التماثل مع الفلسطينيين الواقعين تحت احتلال قُبيل قرار الامم المتحدة في ايلول.

        هذا في الحقيقة آخر ما نحتاج اليه، فاسرائيل تُصور على أنها دولة مغلقة، تخشى ظلها، وهي غير مستعدة لتجميد البناء في المستوطنات حتى ثلاثة اشهر لتجديد التفاوض مع الفلسطينيين، وتناضل وحدها تقريبا لمنع ما قد وافق عليه العالم كله وأكثر مواطنيها ايضا، وهو انشاء دولة فلسطينية، دولة تكون الحدود معها حدود الهدنة التي سبقت حرب الايام الستة مع تغييرات متبادلة متساوية.

        إن الفلسطينيين الذين أدركوا أن استعمال القوة عصا مرتدة خطرة، والذين يئسوا من احتمال التوصل الى اتفاق سلام مع حكومة نتنياهو، استقر رأيهم على نقل ميدان النضال السياسي الى العالم والاكتفاء هنا باحتجاج غير عنيف. ويفضل رئيس الحكومة بدل محاولة المبادرة الى شيء ما أصيل ولو في اطار خريطة الطريق، ولو باعتباره اجراءا من طرف واحد، يفضل الاكتفاء بموافقته على حل الدولتين وأن يعرض الموافقة على أنها اجراء سخي، بيد أن هذه موافقة تبناها الجميع قبله. فقد قبل اهود باراك إذ كان رئيس حكومة عن حزب العمل معايير الرئيس كلينتون؛ وقبل اريئيل شارون إذ كان رئيس حكومة عن الليكود ذلك بخطبته المشهورة في اللطرون؛ وقبل اهود اولمرت إذ كان رئيس حكومة عن كديما المخطط باعتباره مفهوما من تلقاء ذاته، وكرر نتنياهو ذلك في خطبته في بار ايلان مع ما لا يحصى من التحفظات فقط.

        نجحت قيادة م.ت.ف برئاسة عباس في أن تحرز أكثر كثيرا مما أملت، وقد فعلت هذا بمساعدة حكومة اسرائيل غير المقصودة: فاذا كان هدفها إحداث نزع للشرعية عن استمرار وجودنا في الضفة الغربية وضغط من اجل انهاء الاحتلال مع تمهيد الطريق لدولة فلسطينية، فاننا قد منحناها جائزة. ساعدنا بردنا على هذه الاجراءات حملة نزع الشرعية عن دولة اسرائيل. هذا فقط ما كان ينقصنا.