خبر ورود في فوهة البندقية- معاريف

الساعة 08:55 ص|10 يوليو 2011

ورود في فوهة البندقية- معاريف

بقلم: بن درور يميني

قواتنا عادت الى قواعدها بسلام. المواجهة بثت في قنوات وسائل الاعلام الرائدة في العالم. ولعيون الاجانب كان يخيل أن أفراد الشرطة، الذين يبدون كالجنود، اوقفوا متظاهرين من دول ديمقراطية حاولوا الدخول الى اسرائيل من أجل الوصول الى السلطة الفلسطينية. الحملة الجوية (Flytilla) التي جاءت في أعقاب البحرية.

الحقيقة، بالطبع، معاكسة. فهم لم يأتوا الى هنا كي يدفعوا الى الامام المصالحة والتفاهم بين الشعبين. لم يأتوا الى هنا كي يشجبوا العنف. جاءوا الى مطار بن غوريون كي يخلقوا استفزازا كي يصوروا اسرائيل كدولة شرطة. أرادوا استعراضا زائفا "لنشطاء سلام" حيال دولة شرطة. هذا بالضبط ما حصلوا عليه. انتصارهم.

الان هيا نتخيل سيناريو آخر: بدلا من أفراد الشرطة يحصلون على الورود. وبكل وردة ترفق رسالة توضح بانهم يُستقبلون بالترحاب رغم مواقفهم السياسية. لان اسرائيل هي ديمقراطية. رسالة توضح بان اسرائيل هي دولة محبة للسلام وهي مستعدة لمحادثات السلام دون شروط مسبقة. رسالة توضح بانه في العقد الماضي رفض الفلسطينيون كل مبادرة سلام. رسالة توضح بان 90 في المائة من سكان الضفة يعيشون تحت حكم السلطة دون أي صلة باسرائيل. رسالة توضح بان اسرائيل غادرت غزة وان الحكم هناك هو فلسطيني. رسالة توضح بان الاغلاق الجزئي، الجزئي جدا، على قطاع غزة هو وفقا للقانون الدولي ووفقا لسياسة الاسرة الدولة. وان الاغلاق كان يمكنه أن ينتهي في لحظة واحدة، لو قبل حكم حماس في قطاع غزة شروط الرباعية. رسالة تشرح بان رفض حماس والصواريخ التي تطلقها وقوانين الشريعة التي تفرضها هي تحصيل حاصل لايديولوجيا جهادية تعلن صراحة عن كراهية اليهود وفريضة قتل اليهود. رسالة تشرح بان حماس لا تكتفي باليهود أو باسرائيل، وانها جزءا من الجهاد العالمي الذي يسعى الى احتلال الغرب ايضا.

لكل هذه الامور توجد أدلة واضحة. هذا لا يعني أن اولئك المتظاهرين كانوا سيقتنعون. واضح أن لا. أغلبيتهم الساحقة، إن لم يكونوا كلهم، ينتمون الى مجموعات مثل "Free Gaza" و "ISM" (حركة التضامن الدولية)، وهم جزء من شبكات المنظمات المكتظة لحركة "BDS" (مقاطعة وعقوبات ضد اسرائيل). الهدف المشترك والمعلن لهذه الجهات هو تصفية دولة اسرائيل بصفتها الدولة القومية للشعب اليهودي. وهم ليسوا ضد الاحتلال. هم ضد اسرائيل. هم يؤيدون عودة فلسطينية وليس بسلام. وهم مع حماس وضد مجرد وجود اسرائيل.

ولكن شيئا واحدا كان بالفعل سيحصل. بدلا من أن تركز الكاميرات على العنف الاسرائيلي كانت ستركز على الورود. وكذا الرسائل كانت ستحظى بالكشف. وهكذا، بدلا من ان تكشف اسرائيل محبي حماس اولئك، كجزء من التحالف الاحمر – الاخضر للجهاد واليسار الراديكالي، فانهم هم الذين نجحوا في أن يقلبوا الصورة ويعرضوا اسرائيل كدولة شرطة. المرة تلو الاخرى توجد لاسرائيل فرصة للعمل بشكل مختلف قليلا ولتستغل هذه الفرص في صالحها. ولكن المرة تلو الاخرى تصر اسرائيل على أن تفعل بالضبط ما يريده المغرضون اولئك. اسرائيل هُزمت مرة اخرى والمغرضون انتصروا مرة اخرى.