خبر ننتظر أيلول- هآرتس

الساعة 08:44 ص|10 يوليو 2011

ننتظر أيلول- هآرتس

بقلم: شلومو شمير - نيويورك

ان مظاهرة لتأييد الفلسطينيين هي عمل مريح ذو مردود. تعلم ادارة اوباما – المعنية بان تضائل سريعا الوجود العسكري الامريكي خارج الولايات المتحدة – أن نشاطا من أجل تجديد التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين ليس مقرونا بتدخل عسكري في المنطقة. وفي عواصم اوروبية ولا سيما بين اعضاء حلف الشمال الاطلسي، لا تعرف أين تمضي بعارها على أثر فشلها في ليبيا – فان مواجهة دبلوماسية مع اسرائيل جراء عدم وجود مبادرة سياسية هي تعويض من الذات المكلومة. ان تلك الجماعة الدولية التي ظهرت في كامل مهانتها عندما لم تحاول حتى وضع حد لذبح المدنيين في سوريا، تستطيع إذن ان تجد لنفسها عزاء باظهار الموالاة للشعب الفلسطيني المحتل مع توجيه انتقاد وتهم الى اسرائيل.

لهذا فحتى لو حققت اسرائيل ما أصبح في الاونة الاخيرة رغبة سياسية وأحرزت هدف الثلاثين "دولة مهمة"، لا تؤيد في التصويت في الامم المتحدة في ايلول الاعلان الاحادي لانشاء دولة فلسطينية – فانه في الغد بعد التصويت سيظل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في رأس برنامج عمل السياسة الخارجية الامريكية والاوروبية.

لن تدع الجماعية الدولية اسرائيل وشأنها ولن ينخفض سور العزلة الذي يحيط بها في ساحة الامم المتحدة سنتيمترا واحدا حتى لو صوتت كندا وايطاليا والمانيا والولايات المتحدة بالطبع وميكرونيزيا معارضة اعلان دولة فلسطينية. لن يغير انضمام بلغاريا ورومانيا الى المصوتات المعارضات أو الممتنعات حقيقة أن اسرائيل تُرى مشوشة على تجديد التحادث.

يسود مركز الامم المتحدة الاتفاق على أن الاجراء الاحادي لن يأتي السلطة الفلسطينية بجدوى حقيقية. يتحدث سفير اسرائيل في الامم المتحدة رون بروشاور ودبلوماسيون غربيون موالون عن أن الدعاوى التي يثيرونها امام نظرائهم لمواجهة تأييد الاعلان الاحادي بدولة فلسطينية تستقبل بمشايعة. ويقول بروشاور إن الدعوى الاسرائيلية التي تقول ان تأييد الاجراء الاحادي سيمس بروح اتفاقات مثل اوسلو والاتفاق البياني في 1995 وخريطة الطريق تحظى بالتفهم. لكن الدعوى المضادة هي انه لا مناص مع عدم وجود مبادرة سياسية من قبل اسرائيل سوى تأييد الاعلان الاحادي.

بحسب كلام مصادر ثقة، ما زالت بريطانيا وفرنسا لم تقررا نهائيا كيف ستصوتان. ان الانباء عن أنهما ستصوتان مؤيدتين ترمي الى الضغط على اسرائيل. تنتظر الولايات المتحدة واوروبا 11 تموز وهو موعد عقد جلسة الرباعية في واشنطن والتي ستحددان على أثرها نهائيا طرائق عملهما الدبلوماسية استعدادا للتصويت في ايلول.

يقول مسؤولون كبار في واشنطن وفي نيويورك في احاديث خاصة بينهم ان بنيامين نتنياهو يستطيع ان يستغل جلسة الرباعية من أجل اجراء جريء كأن تعلم اسرائيل الرباعية انه اذا وافق محمود عباس على ان ينسق سلفا مع ممثلي الرباعية صيغة الاعلان التي ستقدم للتصويت عليها في الامم المتحدة – فانها ستصوت مؤيدة – واذا عارض فان اسرائيل ستمتنع او تغيب عن التصويت.  ويستطيع الرئيس اوباما ومندوبو القوى العظمى ان يعرضوا التفضل الاسرائيلي باعتباره مقترحا ينبغي الا ترفضه السلطة الفلسطينية وباعتباره اساسا لتجديد التفاوض.

"لن يحدث هذا"، قال سفير غربي يعرف جيدا المزاج العام في ديوان رئيس الحكومة. وقال ان اسرائيل لو بذلت جهدا لصياغة صيغة تستطيع أن تقنع السلطة بتجديد التحادث بنفس الطاقة التي تستهلكها في اغراء دول في المعارضة او بالامتناع عن التصويت في ايلول – لما بلغت وضعا تكون فيه "الهزيمة اللطيفة" في التصويت ستسقبل عندها باعتبارها انجازا.