خبر اليسار واليمين: أيهما يحرض على العنف؟- اسرائيل اليوم

الساعة 08:42 ص|10 يوليو 2011

اليسار واليمين: أيهما يحرض على العنف؟- اسرائيل اليوم

بقلم: ليئور الفروبيتش

ان إحدى الدعاوى على الاعتقال المغطى اعلاميا للحاخامين دوف ليئور ويعقوب يوسف كانت تتعلق بالتمييز المنهجي الذي تستعمله النيابة العامة على أشخاص من اليسار، والذي يمنحهم في ظاهر الامر رعاية حرية التعبير ولهذا تمتنع عن محاكمتهم وإن كان بكلامهم تحريض حقيقي أيضا. اراد القدر أن تعرض النيابة العامة في الايام الاخيرة فرصتان لتزيل هذا الشعور السائد عند حلقات في اليمين والقصد الى تصريحين شديدي اللهجة يدعوان الى حرب أهلية مع المتدينين في اسرائيل والمستوطنين. الاول هو تصريح يونتان شيم أور، وهو صحفي معروف كتب في أحد مواقع الانترنت بشأن المتدينين انه "بعد قليل ستكف الاكثرية عن نزفها وتخرج بسفك الدم". بل انه أعلم بصراحة هدف الهجوم – "هم، وشعر اصداغهم المرتجف بروح القدس. هم وعيونهم... هم ومعاهدهم الدموية... بعد قليل سيسكتون. بعد قليل سيغرقون في دمائهم".

يختم شيم أور نبوءة غضب القاتمة المهددة هذه بدعوة متأثرة للجمهور العلماني الى أن ينهض ويشارك في قضاء القدر المخطط له لنا في دولة اسرائيل – "ستكون حرب ويسفك دم. لكن النتيجة واضحة. سينهض الشعب ويقف – لا على قدميه فقط بل على رأيه ومبادئه ايضا"، كتب في حماسة. "سيخرج العمال والمخترعون والفنانون والعلماء ورجال الصناعة والمعلمون وغيرهم للمعركة. اولئك الذين اصبحوا يدركون ان الامر قد حسم فإما هؤلاء وإما اولئك وإما الدولة وإما الغيتو. إما الحياة وإما الموت. حان زمن المعركة".

هكذا كتب، من غير أن يعتذر ومن غير أن يستحيي ومن غير أن يخشى نتائج التحريض ومن غير أن يخاف الشرطة بالطبع. والى ذلك فان النص التهديدي المذكور أعلاه يرمي الى نشر واسع قدر الامكان.

يقف الى جانب شيم أور شخص مهم آخر هو رجل السينما يهودا جاد نئمان الذي فاز بجائزة اسرائيل، والذي أعلن في حديث الى الصحفي زئيف كام أنه "ستكون حرب أهلية بين اليمين واليسار وسنرى آنذاك من ينتصر. هذا ما نحتاج اليه ههنا. حرب بين اليسار واليمين، وبين المستوطنين واليساريين، وسينتصر المستوطنون بالطبع لان لهم اكثرية في الجمهور الاسرائيلي والحكومة، وستكون ههنا آنئذ دولة فاشية ويكون كل شيء على ما يرام".

والى ذلك أنها نئمان اقتراحه بالصيحة الفاشية "يحيا الموت".

ينبغي أولا أن نسأل كيف حدث ان اثنين يدعيان انهما ممثلا التنور والتعددية، ومن فرسان حقوق الانسان والمواطن، يمجدان الحرية والديمقراطية، يهبان الى معركة ويشجعان على حرب أهلية، حرب بين الاخوة حتى وهما يعلمان نتائجها المدمرة.

وثانيا نسأل الا يدركان ان الحرب الاهلية كما يعلمنا التاريخ لا تفرق بين الاعداء والغافلين وبين ابناء الشيطان والابرياء. انها حرب يخسر فيها الجميع في الحقيقة والامة كلها في الاساس.

وفوق ذلك يبدو أنه لا حاجة الى أن نقول في مبلغ كون هذا الكلام مزعزعا. ان مواطنين في دولة اسرائيل وكلاهما ذكي على التحقيق، يدعوان الى المس، جسمانيا حقا، بكل من يخالفهم في الاعتقاد.

يلقى على النيابة العامة الان واجب البرهان على المساواة. فقد جرى التحقيق مع الحاخامين ليئور ويوسف في أقل من ذلك. وينبغي أن نذكر بانهما لم يؤلفا كتاب "نظرية الملك" بل عبرا فقط عن موافقة خطية على مضمونه العام. في مقابل هذا لا حاجة في الحالتين المذكورتين أعلاه الى تفسير موسع او خيال متطور لادراك ان امامنا دعوتين الى سفك الدماء.

ان الكاتبين على قدر كاف من الصدق مع جمهور القراء بحيث لم يختبئا وراء الاستعمال المجازي أو الكناية اللذين يمكن ان يُفهما على وجهين.

انهما يصرحان على رؤوس الاشهاد برغبتهما برؤية دم مسفوك. والعنوان كما اعتادوا أن يقولوا منقوش في الجدار.