خبر معركة التوجيهي/ بقلم:مصطفى ابراهيم

الساعة 08:40 ص|08 يوليو 2011

معركة التوجيهي/ بقلم:مصطفى ابراهيم

ربما هي المرة الاولى التي اكتب فيها عن امتحانات التوجيهي تحت ضغط زوجتى التي وصفت الامتحانات بمعركة التوجيهي، وابنتي يافا وصديقاتها نوار ودعاء من القسم الادبي، وكلهن متفوقات وكن يتوقعن ان لا تقل نسبتهن عن الـ 95%، والان متخوفات من ان تكون النتيجة اقل من ذلك، وشادن من القسم العلمي وتدرس في مدرسة خاصة ومن المتفوقات وكانت تتوقع ان تكون نسبتها 97% قبل موعد الامتحانات والان تقول يكفيني النجاح.

 

شادن قالت خربوا نفسياتنا منذ اليوم الاول حيث كانت الورقة الاولى في اللغة العربية صعية جداً، واصيبت بانهيار عصبي، ونتيجة ذلك لم ادرس في اليوم الثاني، وكانت الورقة الثانية سهلة، الى ان جاء امتحان الرياضيات والكيمياء وكان صعب جدا وبحاجة الى وقت وتفكير.

 

وامينة التي نسيت ما قراته، ورفضت التوجه للامتحان بعد امتحان الرياضيات واحضر لها والدها معلمها الساعة الرابعة من صباح اليوم الثاني من اجل اقناعها الاستمرا في التقدم للامتحان، وسارة واسراء بنات اختي في القسم العلمي وهن ايضا من المتفوقات واشتكن من الرياضيات والادارة والكيمياء.

 

الفتيات في القسم الادبي والعلمي اجمعن على ان الامتحانات كانت صعبة جداً، واشتكين من الورقة الاولى في اللغة العربية والرياضيات والكيمياء والتاريخ والادارة، وان الاسئلة بالرغم من انها اتت من الكتاب المدرسي الا انها كانت طويلة وبحاجة الى تفكير ووقت، وعدم وضوح بعضها، وانها كانت اسئلة تميز وذكاء، ولم تراع الفروق بين الطلاب.

 

وعلى اثر مادة الإدارة والاقتصاد عبر الطلاب عن إحتجاهم وغضبهم من صعوبة الامتحانات وخاصة إمتحان الادارة، ومنذ عدة سنوات تتكرر المشكلة ويخوض الطلاب وعائلاتهم ومعلميهم معركة التوجيهي، وتكرار نفس الاخطاء من صعوبة الاسئلة وضيق الوقت من دون معالجة تلك الاشكالات، ولم تستخلص وزارة التربية والتعليم العظات والعبر من تكرار المشكلة، ولم يتم إعادة النظر في آلية تقديم الامتحانات.

 

وعلى إثر ذلك تراوحت ردود فعل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بين المتمسك والمدافع عن امتحانات التوجيهي، وانها الية قياس مناسبة وانها جزء من السيادة الفلسطينية، وان الغالبية العظمى من أسئلة الامتحانات هي من المنهاج المقرر، وان بعض الأسئلة ذات طابع استدلالي للارتقاء بالأسئلة من مرحلة الاستذكار إلى الاستدلال، لرفع مستوى الطلبة، لتحضيرهم للمجتمع وللالتحاق بالتعليم الجامعي، وأن الهدف من شمولية الأسئلة التي توضع من المنهاج المقرر هي أسئلة استدلالية للطلبة المميزين.

 

الا ان ذلك لا يعبر عن مستوى جميع الطلاب، ولا يراعي الفروق الفردية بينهم وقدراتهم العقلية والنفسية والاقتصادية، ويستهدف مجموعة معينة من الطلاب الذين يحصلون على درجات عالية، والميزة التي تحسب للوزارة انها قررت أن تكون نتائج التوجيهي هذا العام برقم جلوس الطالب ومعدله وليس باسم الطالب، وهو تعبير عن خصوصية الطلاب، لكن على الوزارة ان تتخذ خطوات سريعة تاخذ في الاعتبار ظروف الطلاب المتمثلة بصعوبة بعض الاسئلة، وضيق الوقت والاخطاء التي كانت في بعض الاسئلة واربكت الطلاب واخافتهم وزادت من قلقهم، وافقدتهم الثقة بانفسهم.

 

فكرة التوجيهي هي بحاجة الى اعادة نظر لما تمثله من أداة قياس لا تكون حقيقية في كثير من الاوقات وما تمثله من رعب نفسي للطلاب وعائلاتهم، والاهم اعادة النظر في المناهج الصعبة والمكدسة والتي لم تخضع للنقاش والدراسة من عدة سنوات، وضرورة إدخال تعديلات على الإمتحان من حيث الشكل والنوعية، والا تظل تتكرر الاخطاء والتجريب على الطلاب.

 

وزارة التربية والتعليم تدعي ان تكلفة امتحان التوجيهي كل سنة تكلف 50 مليون شيكل، وعليه تستبعد الوزارة ان يكون الامتحان خلال فصلين دراسيين، نظرا لعدم توفر الكادر البشري والمالي، ما يعني استمرار المشكلة والرعب، وعلى الوزارة ان تبحث في اليات قياس جديدة، فامتحان التوجيهي ليس هو المقياس الوحيد الصادق الذي يعبر عن مستوى الطلاب، وكثير من دول العالم يتقدم الطلاب فيها للامتحان على عدة مراحل، ما يستدعي مراجعة امتحان التوجيهي في بلادنا.