خبر شعث: لافروف وعد بدعمنا في اجتماع « الرباعية»

الساعة 04:46 ص|08 يوليو 2011

شعث: لافروف وعد بدعمنا في اجتماع « الرباعية»

فلسطين اليوم-وكالات

صرح نبيل شعث المفوض العام للعلاقات الدولية في حركة «فتح» ان «الفلسطينيين يبذلون كل الجهود الممكنة، شعبياً ودولياً، مستفيدين من كل الأدوات استعداداً لاعلان فلسطين دولة مستقلة وقبولها عضواً في الأمم المتحدة»، وقال شعث في لقاء مع «الحياة» ان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي «وعد بأنه سيشكل قوة حمائية لنا داخل اللجنة الرباعية، وسيدافع عن موقفنا ويتبناه».

 

وجاء حديث شعث الى صحيفة «الحياة» اللندنية في لندن في اطار جولة يقوم بها بدأها في اليونان وألمانيا وروسيا وبريطانيا ثم ايرلندا لحشد الدعم الدولي لما بات يعرف بـ «استحقاق أيلول»، حيث أجرى لقاءات مكثفة مع مسؤولين بريطانيين وأحزاب سياسية ونواب من كل الأحزاب السياسية.

 

وقال «نريد من بريطانيا ان تدعم، مع اوروبا، الموقف الفلسطيني في طلب عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وبريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن، ويهمنا كثيراً ان تصوت بنعم مع القرار، أو على الأقل عدم التصويت. وبالتأكيد لا نريد ان تصوت بريطانيا ضد القرار» وأشار الى ان «بريطانيا لم تقل حتى الآن انها ستصوت ضد القرار ولا معه، لم تتخذ قراراً بعد».

 

ولفت الى ان «الدول الاوروبية اتخذت قراراً بنعم ولكن، وبالتأكيد لم يتخذوا قراراً برفض الطلب الفلسطيني».

 

وأضاف: «سنحاول بكل ما نملك من علاقات بالقوى والأحزاب والمجتمع المدني ومن خلال اللقاءات المباشرة، كما فعل الرئيس ابو مازن حينما التقى رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون وغيره» ولفت الى «اننا يجب ان نساعدهم في اتخاذ قرار ايجابي لصالح الشعب الفلسطيني».

 

وأوضح ان السلطة الفلسطينية ستتوجه الى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين، موضحاً ان قرار الأمم المتحدة 181 أعطانا الحق باقامة الدولة، وكان شرطاً على قيام دولة اسرائيل ان تنفذ قرار التقسيم وقرار حق العودة اللذين لم تنفذهما اسرائيل»، مشيراً الى انه «على مجلس الأمن والجمعية العامة تنفيذ هذين القرارين». وأكد «اننا متوجهون الى الأمم المتحدة في إطار مشروعية طلبنا. لدينا شعب محدد وأرض محددة وحدود محددة، ولدينا حكومة قادرة وممثلين ونملك كل مستحقات الدولة. ولذلك نريد من الجمعية العامة ان تعترف بنا وتقبل عضويتنا كدولة»، مشيراً الى «اننا ننتظر التوقيت المناسب للتوجه بالطلب الى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وفق ما نراه أنسب»، وأضاف ان «الكثير من الدول تنصحنا بالتوجه الى الجمعية العامة أولاً لتفادي احتمال رفض القرار بالفيتو الأميركي» ولفت الى ان «الولايات المتحدة تحاول تفادي استخدام الفيتو بتقليص عدد الدول المؤيدة للطلب الفلسطيني لتمرير القرار في مجلس الأمن (9 أصوات) وعلينا أن نضمن الدول التسع أولاً قبل ضمان عدم استخدام الفيتو»

 

ولفت الى «اننا ننشط حالياً بكل قوتنا للحصول على دعم كل الدول لطلبنا، وزرت لهذا الغرض ليسوتو واوكرانيا واليونان والمانيا وروسيا والآن في بريطانيا ثم ايرلندا»، وأوضح ان الجانب الفلسطيني هو الذي سيقدم الطلب الى الأمم المتحدة مدعوماً بموقف الجامعة العربية والدول الصديقة».

 

ورداً على سؤال عن مدى قدرة الجانب الفلسطيني التأثير على الولايات المتحدة علماً بأنها لا تخفي دعمها الدائم لاسرائيل قال شعث: «نحن نريد ان تقف واشنطن معنا، وعلى الأقل عدم استخدام الفيتو، لكن هذا الموقف لن يوقف سعينا للحصول على حقوقنا».

 

ورداً على سؤال عن كيفية مواجهة سياسة اسرائيل فرض الأمر الواقع من خلال الاستيطان والتضييق على الفلسطينيين في ظل دعم اميركي متواصل قال شعث: «المفاوضات غير مجدية واميركا لا تضغط على اسرائيل فماذ نفعل؟ قررنا ان المفاوضات عبثية والمقاومة مستحيلة وبالتلي نقوم بحراك شعبي ودولي مستفيدين من كل الأدوات مثل تحقيق الوحدة الوطنية وبناء مؤسات الدولة حتى اذا قامت الدولة غداً نكون جاهزين. نجحنا في بناء المؤسسات واتفاق المصالحة. وجزء من الحراك الدولي السعي للاعتراف بالدولة، وهو جزء من الاستراتيجية بدأت بالافتراض ان الاميركيين غير راغبين بالضغط على اسرائيل وبالتالي المفاوضات عبثية».

 

ولفت الى انه ليس صحيحاً ان أميركا هي التيار الوحيد في العالم، أو انها التي تقرر كل شيء، فهي تخرج من افغانستان والعراق وتتعثر في ليبيا».

 

وذكر شعث انه أبلغ وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت ان الجانب الفلسطيني يعتبر اجتماع اللجنة الدولية الاثنين المقبل بمثابة «امتحان» ولفت الى انه لا يتوقع «مفاجأة هائلة» منه، مشيراً الى ان لجنة المبادرة العربية ستقوّم نتائج اجتماع الرباعية، وأوضح انه بحث هذا الأمر مع وزير خارجية روسيا في موسكو سيرغي لافروف الذي «وعد بأنه سيشكل قوة حمائية لنا داخل الرباعية، سيدافع عن موقفنا ويتبناه».

 

وعبر شعث عن أمله بتحقيق الشعب الفلسطيني حقوقه نتيجة نضاله على مختلف الصعد، مشيراً الى ان «العالم يتغير. فالرئيس باراك اوباما سعى بدأ خطابه الأخير الى تبرير محاولته اطلاق مبادرة جديدة، فقال ان اسرائيل تتهددها 4 مخاطر عليها ان تصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل ان تستفحل: أولاً نمو أعداد الشعب الفلسطيني على الارض الفلسطينية غرب نهر الاردن» مشيراً الى ان «هذا النمو سيغير من معادلات القوة في المنطقة»، وثاني المخاطر «الربيع العربي الذي يمكن ان يأخذ وقتاً ليتبلور، وعلى اسرائيل ان تأخذ ذلك بحسابها وتستعد له لأنه أيضاً يمكن ان يغير من معادلات القوة في المنطقة». وثالث هذه المخاطر «التطور التكنولوجي العالمي الذي لا يجعل للحدود قيمة في حماية أمن اسرائيل، في إشارة ربما الى مشروع القنبلة النووية الايرانية، وذلك رداً على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يصر على الحدود التي يمكن الدفاع عنها». ورابع المخاطر «تصاعد القلق العالمي وفقدان الصبر الدولي من التعاطي الاسرائيلي مع عملية السلام، إذ سيأتي وقت لا يعود فيه العالم مستعداً لتحمل التعنت الاسرائيلي، ويمكن ان يتخذ موقفاً مضاداً لاسرائيل».

 

واعتبر شعث ان «هذه بوادر أمل لتحقيق الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية في دولة مستقلة».

 

ورداً على سؤال الأسباب الحقيقية لتعثر المصالحة الفلسطينية أوضح شعث ان الرئيس عباس وحركة «فتح» رشحت سلام فياض لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية، ليس لأنه الوحيد في هذا العالم او لأنه يملك عصا سحرية، بل لأنه نجح في عمله التنفيذي، وليس لدينا وقتاً كي نجرب أشخاصاً جدداً لفترة قصيرة من 10 اشهر لحين موعد الانتخابات التي ستنتج حكومة جديدة»، ولفت الى ان مهمة الحكومة الانتقالية تنحصر بأربع قضايا هي تسيير الأمور في الضفة وغزة، وإعادة إعمار غزة، ومتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة بكل تفاصيله، ثم اجراء الانتخابات العامة» نافياً وجود أي أسباب أخرى وراء تعثر المصالحة، مؤكداَ ضرورة الاسراع بايجاد حل لهذه المشكلة.

 

وبخصوص اعتقال السلطات البريطيانية رئيس «الحركة الاسلامية في اسرائيل» الشيخ رائد صلاح قال شعث انه بحث هذا الأمر مع وزير الدولة البريطاني لشؤون العدل ومسؤولين آخرين، مبدياً احتجاج السلطة الفلسطينية بسبب عدم وجود أسباب مقنعة وراء اعتقاله، لا سيما انه سمح له بالدخول، مستغرباً التذرع بتهديده الأمن البريطاني، وطالب بالاسراع في اطلاقه.

 

ورداً على سؤال عن رأيه في قدرة اسرائيل على وقف «اسطول الحرية 2» الذي كان متوقعاً ان ينقل المساعدات الى قطاع غزة المحاصر من دون تدخل مباشر، واعتبار ذلك تراجعاً في التنعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني، أجاب شعث: «امر مؤلم ان اسرائيل قادرة على التأثير على كل دول العالم لوقف نضالنا غير العنفي، لأن اسطول الحرية نضال شعبي دولي فلسطيني، وإذا حدث وقتل أشخاص في هذه العملية فقتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي» وعبر عن مرارته من «سماح العالم لاسرائيل ان تفعل ما تريد وخرقها القانون الدولي ثم يلتزم هذا العالم باجراء اسرائيلي عدواني غير قانوني اسمه حصار غزة».