خبر القافلة البحرية والفكر المقولب اليهودي- هآرتس

الساعة 09:54 ص|07 يوليو 2011

القافلة البحرية والفكر المقولب اليهودي- هآرتس

بقلم: عميرة هاس

كما هي الحال في الرسم الكاريكاتوري المعادي للسامية مدت اسرائيل ذراعيها الطويلتين فوق وجه المعمورة لتمنع عشر سفن عمرها بضع عشرات من السنين، من الابحار الى غزة. فسر اسرائيليون كثيرون هذا بانه انتصار عظيم.

يمكن ان نقرأ هذا على النحو التالي: هبت حكومة اليونان لتنقذ من تجربة عنيفة إن لم تكن قاتلة، من تراهم بيقين ناسا غامضين ومحدثي مشكلات مختصين وان لم يكونوا سذجا. رفض وزير الخارجية اليوناني دعاوى تقول ان ضغطا اسرائيليا جعل حكومته تمنع خروج القافلة البحرية وبيّن أنها ارادت ان تمنع "كارثة انسانية" في حال مواجهة بين الجيش الاسرائيلي والمبحرين. ان شرطيا يونانيا – من اولئك الذين حاولوا (عبثا) ان يعلموا من المشاركين في سفينة "التحرير" من يقف وراء إبحار سفينتهم – لم يدر رأسه. أردنا أن ننقذكم من الجيش الاسرائيلي، قال لواحد منهم. ان اليهودي في قصة فرية الدم والذي ينبغي الحذر منه حل محله واحد من الوحدة البحرية الاسرائيلية.

ينتهي اليهودي الوغد في الرسم الكاريكاتوري المعادي للسامية الى الخسارة، ويحكم على سيطرته على العالم بالانقضاء، لكن حكومة اسرائيل تعيد انتاج الرسم الكاريكاتوري وترسم نصرا مجيدا. ان حرب استنزاف على صورة تشويشات غامضة وبيروقراطية للسلطات اليونانية لم يسبق لها مثيل أحبطت الخطة الاصلية للقافلة البحرية ان ترسو في شاطىء غزة. عندما شكر بنيامين نتنياهو حكومة اليونان علنا عرف جيدا ما الذي يشكرها من أجله. بقي فقط ان ننتظر تسريبات المستقبل لنعلم ما الذي اعطي لليونان بالضبط عوض توثيق العلاقات العسكرية فقط. أربما اعطيت مالا نقدا لاستكمال الرسم الكاريكاتوري؟. هذه الفترة مريحة لاستعمال الضغوط: فالحكومة الاشتراكية اليونانية في وضع أزمة في حين يفرض الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي خطة تقشف يعارضها أكثر الشعب اليوناني. ان جعل اليونان مقاولا ثانويا في الجيش الاسرائيلي لم يخرج الجماهير الى الشوارع لكن لا مكان للشك في أن عطف الجنود اليونانيين الذين وقفوا النازلين من سفينة "التحرير" وعطف الموظفين الذين عوقوهم كان على القافلة البحرية وعلى غزة، لا على أوامر حكومتهم. هذا ما ينقصنا فقط ، نعني وجود دولة اخرى حكومتها ذات علاقة جيدة باسرائيل بخلاف كامل للمشاعر الشعبية.

اضاف منظمو القافلة البحرية مصطلحا من عالم الاعمال والعولمة بوصف السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين، فقد قالوا ان اسرائيل تخرج الى الخارج صناعة الحصار المضروب على غزة. فحكومة أجنبية هي اليونان تلعب دورا فاعلا وتبادر الى سياسة ترمي الى ابقاء القطاع سجنا ضخما، مقابل الدفع.

يقول المنطق ان حكومة تجيز سياستها اعتقادات مقولبة معادية للسامية كان يجب أن تثير القلق والاشمئزاز عند مواطني اسرائيل ويهود العالم، لكن حكومة اسرائيل تنفذ ما يريده ويؤمن به ناخبوها. لانه توجد فكرة مقولبة واحدة غير مستعادة هنا وهي المتصلة باليهودي الذكي.

ان نقل البؤر الى الخارج والدبلوماسية التي تستعمل القوة والاكاذيب التي تثير الاستهزاء التي اختلقت احبطت القافلة البحرية لكنها لم تسقط غزة عن برنامج العمل الدولي. لو تركتها اسرائيل تبحر الى غزة لما شغلت القافلة وسائل الاعلام العالمية كما شغلتها. ان وقف القافلة البحرية لم يضعف ايدي المنظمين وهم خريجو مكافحة التمييز العنصري والتفوق الابيض. بل زودهم ببراهين عدة على قبح اسرائيل. وزاد دافعهم الى الاستمرار على اثارة طلب الفلسطينيين بالحرية في مقدمة برنامج العمل العالمي.