خبر كيف نفهم الشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

الساعة 09:53 ص|07 يوليو 2011

كيف نفهم الشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

بقلم: دانيال بايبس

رئيس منتدى الشرق الاوسط وزميل مشارك في معهد هوفر في جامعة ستانفورد

يتغير البحث الاكاديمي في الغرب المتعلق في الشرق الاوسط والاسلام في المدة الاخيرة بعدد من الطرائق الاساسية. عندما بدأت دراسات الشرق الاوسط في 1969، حصرنا العناية في الاساس في التأثير الغربي في المسلمين؛ لكن تأثير المسلمين اليوم خاصة في الغرب أبرز.

كنت واحدا ممن زعموا آنذاك ان الاسلام هو العامل المعرف الحقيقي لتوجه المسلمين السياسي، في حين حظي الاسلام في الماضي بفحص ذاتي باعتباره دينا، على نحو مستقل عن تأثيره في سياسة المسلمين. لقي هذا التوجه في حينه شكا لكنه اصبح اليوم واضحا للجميع. لهذا بدأوا في السنين الاخيرة فقط يبحثون بجدية وعمق معنى مصطلحات كـ "الجهاد" بالنسبة لثقافة المسلمين.

يمكن أن ننسب التغييرات في فهم العالم الاسلامي في نطاق دراسات ادوارد سعيد عن الشرق الاوسط وهو الذي أحدث نشر كتابه "الاستشراق" في 1978 ثورة. وما يكن السبب فان النتيجة هي أن الاسلام والمسلمين يبحثون اليوم باعتبارهم عاملا مؤثرا في حد ذاته لا عاملا متأثرا يتطور على اثر الغرب. لكن باحثين كثيرين يتجهون يسارا من جهة سياسية في تشخيصاتهم المتعلقة بالمسلمين. فالتطرق الى محاولة فهم مصطلح "الجهاد" يشير الى هذا الاتجاه. يحاول كثيرون فهم المصطلح باعتباره شرعيا على أثر محاولة تحليل شرق بدقة وبغير ترفع. يتناول كثير من باحثي الشرق الاوسط اليوم مصطلح "الجهاد" لا باعتباره قتالا عنيفا بل كما يريد الاسلاميون المتطرفون ان نفهمه أي أنه أداة اخلاقية لتحسين الذات.

ولهذا يتبنى كثيرون من باحثي الشرق الاوسط ايضا الدعاوى الاسلاموية المتناقضة مثل ان التاريخ اليهودي القديم هو اختلاف من الدعاية الصهيونية الحديثة.

كان الشرق الاوسط منطقة مهمة قبل الحادي عشر من ايلول 2001 بكثير وكان ذا أهمية بسبب توترات على خلفية الحرب الباردة والنفط والصراع الاسرائيلي العربي والثورة الايرانية. ولكن الاهتمام الامريكي بمنطقة الشرق الاوسط بدأ ينمو خصوصا بعد الحادي عشر من ايلول والحربين في افغانستان والعراق بعد ذلك. وتوجد اليوم موجة اهتمام في الشرق الاوسط تفضي الى ادراك واسع للمشكلات في البحث الحالي للمنطقة. وترد اجزاء من الجمهور العريض أيضا على ما يحدث في البحث الاكاديمي في هذا المجال.

لهذا تصدر في المدة الاخيرة كتب جديدة لا تخشى ان تتناول المسلمين في نزاهة لكنها تؤكد مبلغ كون الدين عاملا في ميول المسلمين الى التوسع. والامل هو أن تنضم طائفة من الباحثين الجدد الذين يريدون معرفة العالم الاسلامي معرفة عميقة بلا تكبر وبلا تملق وفقدان في التناسب ازاء موضوع بحثهم – الى العالم الاكاديمي الذي يبحث بهذا الموضوع. أصبح هذا الاتجاه موجودا وهذه بشرى خير.