خبر إلهكم وإلهي -يديعوت

الساعة 08:44 ص|06 يوليو 2011

إلهكم وإلهي -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

منذ اليوم الذي وعيت فيه في سن السابعة أو الثامنة، علمني والداي أن أحترم قيم الدين اليهودي وأن أُجلها وأن أعمل بها ايضا. برغم أن والدي لم يكونا متدينين حريديين بمفاهيم اليوم، بل ولا متدينين قوميين، فانها قررا إرسالي للدراسة في المدرسة الدينية "بيلو" في جادة روتشيلد في تل ابيب. لا يعني هذا انه لم تكن لديهما امكانات اخرى، فقد كانا يستطيعان إرسالي الى المدارس العلمانية في الحي مثل "هكرمل" (حيث كان أكثر اصدقائي) أو "هحشمونئيم" (حيث كان أكثر أبناء حيي). لا. أرسلاني للدراسة في مدرسة دينية ولم اسألهما قط لمَ فعلا ذلك.

أفرض أن جو المحرقة التي كانت قد بلغت نهايتها منذ زمن قريب غشي فضاء ارض اسرائيل آنذاك. ومهما يكن الامر فربما لم يكن والداي متدينين جدا لكنهما حافظا على حل الطعام وحرصا على فرائض كثيرة. وحولنا في الحي كان جيران متدينون كثيرون كانت العلاقات بهم رائعة. لم يدسوا أنوفهم في شؤوننا ولم نتدخل في عاداتهم.

كانت ذروة الذرى من جهتي الشخصية في الأعياد: من الصباح الى المساء في كنيس مشبع برائحة النفتالين التي انبعثت من الطيلسانات التي كانت تُخرج للاستعمال مرة كل سنة.

ترعرعت وبلغت النضج داخل مدرسة "بيلو" في صحبة طلاب كان فريق منهم متدينين ورعين (وقيل لي إن واحدا منهم اليوم حاخام وعظيم في اسرائيل) وأصبح آخرون علمانيين خُلّص وحاولوا أن يخفوا علمانيتهم عن المعلمين.

والمعلمون أصبحوا جميعا بين الأموات. كان فيهم أخيار وسيئون ومتدينون جدا ومتدينون بدرجة أقل. ويُخيل إلي أن القاسم المشترك كان أن جميعهم كانوا يملكون التسامح والتفهم والاصغاء للغير، ورفض التدين المتطرف، وجو المصالحة، ومن جهة سياسية كانوا على صورة تشبه مباي أو المعراخ أو حزب العمل اليوم، لكن مع القبعة الدينية.

ليس صدفة كما يبدو أن الاحزاب الدينية آنذاك كانت تشبه فرعا من مباي وكانت تطلب السلام وتبحث عن السلام وكانت روح الخير تلفها. وكانت رسائل الاحزاب الدينية دائما تلذ للآذان ومتفهمة وباحثة عن الخير. يُخيل إلي أنه لم يكن في الجو السياسي آنذاك أي اشارة الى إرغام ديني. فقد حذر المتدينون من هذه الاشارة كما يحذرون النار.

فما الذي حدث لهم منذ ذلك الحين؟ يشير كثيرون الى حرب الايام الستة باعتبارها نقطة التحول. يبدو أن هذا صحيح ايضا. فقد سيطر جو مسيحاني في تلك الايام على الدولة ولم يتركنا منذ ذلك الحين. روح الله التي تغشانا.

منذ وقت غير بعيد زمن محادثة مع اصدقاء متدينين (ما يزال يوجد عدد من هؤلاء) قلت لهم إن زعيم المفدال، موشيه حاييم شبيرا، عارض في حرب 1967 احتلال البلدة القديمة في القدس. اعتقد اصحابي في ذلك المجلس فيّ وقالوا عني ما يعتقد ويقول في هذه اللحظة عدد من قراء هذه السطور. لكن من الحقائق أن المفدال مثل احزاب متدينة اخرى كان آنذاك حزب مركز ذا ميول نُعرفها اليوم بأنها "يسارية". وكانت الريح التي هبت من قبل الدوائر المتدينة هي "أحبب لأخيك ما تحب لنفسك" في واقع الامر.

سيكون من شأن المؤرخين وغيرهم أن يفحصوا عما يحدث للجماعة المتدينة في دولة اسرائيل (وأُجريت في هذا ابحاث كثيرة) وكيف، واعذروني على التعبير، أصبح بعض منها جماعة "عصابات". وكيف خرج منها قاتل رئيس حكومة. وكيف استنبتت "أعشابا سيئة" في ساحاتها. ومن أين أتتنا بـ "شباب التلال". ومن أين اكتسبت العنف الكلامي والمادي وكيف أصبحت – أو هكذا يُخيل إليها على الأقل – "سيدة البلاد".

أين اخطأت؟ (وأين اخطأنا نحن، نحن الذين ما زلنا نحترم الدين لكن لا نحترم المتدينين)، وماذا حدث لهم – ولنا؟.

أسمح لنفسي باعتباري أُدهش اليوم ايضا عندما أسمع يوسله روزنبليت، ومويشه اويشر وايتشي ماير هيلفغوت، أسمح لنفسي بابعادها عن هؤلاء المتدينين. أصبح إلهكم في تموز 2011 ليس هو إلهي.