خبر ديمقراطية بازاء أبد اسرائيل- هآرتس

الساعة 08:38 ص|06 يوليو 2011

ديمقراطية بازاء أبد اسرائيل- هآرتس

بقلم: شاؤول اريئيلي

المضمون: يدعو الكاتب الى كف جماح المتدينين في دولة اسرائيل عن التدخل في شؤون الحكم الذي يجب ان يظل ديمقراطيا يفصل بين الدين والدولة بحسب رؤيا ثيودور هرتسل - المصدر).

ان من يعتقدون بيننا ان الجدل الداخلي في المجتمع اليهودي في اسرائيل ما زال محصورا في الحاجات الامنية أو في عدد المستوطنات التي ينبغي اخلاؤها، قد وقفهم على خطئهم أنصار الحاخام دوف ليئور من كريات اربع. إن الجدل الحقيقي هو في صورة المجتمع في اسرائيل وطابع نظام الحكم في الدولة، أما الصراع مع الفلسطينيين فهو مجرد برنامج لصوغ المواقف من هذا الشأن.

ما الذي يغلب – أسلطة القانون التي تقررها المؤسسات الديمقراطية المنتخبة أم سلطة رجال الدين الذين يفتون بحسب التوراة؟ صاغ الحاخام شلومو غورين الراحل الذي كان حاخام اسرائيل الرئيس موقف رجال الشرع كالآتي: "لا يستطيع أي قانون قومي أن يغير مكانتنا وحقوقنا بحسب أحكام التوراة".

أي نظام حكم يجب أن يكون لاسرائيل؟ أديمقراطية حيث تتمتع الأقلية بمساواة في الحقوق أو حكم ديني لليهود الذين يؤمنون أن حقهم في ارض اسرائيل يغلب كل حق انساني للغير؟ قال الحاخام تسفي يهودا كوك: "هذه الارض لنا فلا توجد هنا اراض عربية... فهي بجميع حدودها التوراتية تعود لسلطة اسرائيل... هذا هو قضاء السياسة الالهية التي لا تقدر عليها أية سياسة دونها".

في نقاشات لاستئناف الى محكمة العدل العليا على انشاء ألون موريه في 1979، زعم مناحيم فلكس، من قادة غوش ايمونيم أن معنى مشروع الاستيطان "أخذتموها من ساكنيها، وسكنتموها". لم يُفهم في ذلك الوقت أن هذا التعبير يشتمل على تصور يخالف التصور الصهيوني العلماني على مذهب حاييم وايزمن وزئيف جابوتنسكي. اشتُق من التصور الذي عبر فلكس أن قانون اليهود في اراضي اسرائيل يخالف قانون العرب. ووقعت كلمات قالها رئيس الحكومة السابق اسحق رابين في تلك السنة وهي "رأيت في غوش ايمونيم ظاهرة خطيرة جدا هي سرطان في جسم الديمقراطية الاسرائيلية" وقعت على آذان صماء.

عشية الانفصال عن قطاع غزة كرر هيلل فايس مرة اخرى التصور المسيحاني لغوش ايمونيم إذ قال: "ليس مصدر سلطة دولة اليهود الكنيست ولا سلطة القانون ولا حكومة اسرائيل بل أبد اسرائيل. فما ظلت الكنيست ومؤسساتها تمثل كيان أبد اسرائيل ظلت شرعية فاذا لم تمثل ذلك فهي غير شرعية".

لم يؤيد جميع المستوطنين فايس ومواقفه. قال زئيف حفير الذي يُعد جرافة الاستيطان الديني – القومي "تخلص الى استنتاج أنه يجب عليك في ظروف صعبة جدا أن تتراجع لكن بلا أي شك في الحق". أسهم حفير مع مجلس "يشع" بنصيبه لتحقيق الانفصال دون صراع داخلي شديد لكنه دفع ثمنا شخصيا وأُخرج من المعسكر.

بعد سنين قليلة من الانفصال في 2008 كتب أحد قادة المعسكر وهو حنان بورات ان الصهيونية ليست سوى "انشاء مملكة كهنة وشعب مقدس، واعادة السكينة الالهية الى صهيون وانشاء مملكة بيت داود وبناء الهيكل". لكن الجمهور اليهودي في اسرائيل فضل أن يشاهد برامج مثل "الشقيق الأكبر". واحتفظ بقوته لنضالات فيس بوك واحتجاج على سعر جبن الكوتج.

ينبغي ان نعود الى نظرية المتنبيء بالدولة، ثيودور هرتسل الذي كان ذا نظر بعيد في هذا الشأن ايضا. فقد كتب هرتسل في كتابه "دولة اليهود": "هل سيكون لنا حكم ديني؟ لا!... لن ندع ألبتة توجهات دينية لرجال الدين فينا أن ترفع رأسها. سنعرف كيف نبقيهم في الكنس... سيُحترمون جدا... لكن لا يحل لهم التدخل في شؤون الدولة لئلا يجلبوا علينا الصعاب من الداخل والخارج". اذا لم نستدخل في أنفسنا كلام هرتسل ولم نطبقه فان المشاغبين في القدس لن يقفوا عند المحكمة العليا بل سيفضلون أن يجرونا جميعا الى متسادا مرة اخرى.