خبر ليست اسرائيل هي العقبة.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:11 م|05 يوليو 2011

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: يزعم الكاتب ان اسرائيل ليست المشكلة والعقبة دون حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بل الفلسطينيين الذين لا يعدهم شعبا واحدا موحدا ذات صبغة واحدة -  المصدر).

أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل اسبوعين، في اطار جلسة موسعة للحكومة، حديثا سياسيا الى الذات عظيم المعنى لم يحظَ بسبب ما بصدى اعلامي كبير، لكن قد تكون أهميته تفوق أهمية خطبة بار ايلان الشهيرة، وهو على كل حال يكملها. ورد أن نتنياهو قال ان "الجدل في أنه كم من اليهود وكم من الفلسطينيين سيكونون بين البحر والاردن ليس ذا صلة ولا يهم أن يوجد نصف مليون فلسطيني أكثر أو أقل، لانه ليست عندي أية ارادة لان أضمهم الى اسرائيل". وأضاف نتنياهو فقال: "اريد الانفصال عنهم كي لا يكونوا مواطني اسرائيل. فأنا يهمني أن توجد أكثرية يهودية صلبة داخل دولة اسرائيل وداخل حدودها كما ستحدد".

اذا كانت المقتبسات دقيقة وتشهد على ما يؤمن به رئيس الحكومة فانه يمكن أن نفسرها بصور مختلفة برغم أن القاسم المشترك بينها جميعا هو أن أكثر مناطق يهودا والسامرة ولا سيما تلك التي يسكنها العرب خاصة، لن تكون في المستقبل جزءا من دولة اسرائيل. والامور كما قلنا آنفا لا تشير بالضرورة الى استنتاج عملي واحد فقط. إن مقالة "ليست عندي أية ارادة لان أضمهم (الفلسطينيين) الى اسرائيل" يمكن أن تشير الى عودة الى صيغة مناحيم بيغن وهي "الحكم الذاتي للناس" دون ضم المناطق، او الى تسويات في المستقبل مع المملكة الاردنية أو الى وضع راهن متصل. ومن الواضح أيضا أن خيار الدولة الفلسطينية قائم وثمّ من سيقول ان هذا الامكان هو المفضل، أو من جهة الجماعة الدولية على الاقل.

لكن العقبة الرئيسة التي تعترض من جهة عملية انشاء دولة فلسطينية تؤدي عملها ليست اسرائيل وليس بيقين المستوطنات العبرية في أجزاء مختلفة من "المناطق". تكمن المشكلة في الحقيقة الاساسية وهي ان اولئك الملايين من العرب الذين يسمون أنفسهم "فلسطينيين" ليست لهم في الحقيقة خصائص شعب حقيقي. فبخلاف الشعب اليهودي الذي حافظ على صبغته برغم أنه كان لمدة تقرب من الفي سنة موزعا بين غير اليهود. العرب الذين يسكنون أرض اسرائيل هم في الاساس خليط كثير من قبائل ذات مصالح مختلفة او متناقضة احيانا. وكما بينت التجربة يصعب ان نراهم جسما موحدا قادرا على انشاء مجتمع ذي سيادة وقدرة على الحكم. ان مصالح الخليل ليست مصالح نابلس ولا مصالح غزة بيقين. وابو مازن هو الاشد ادراكا لكل هذا. وبسبب هذا يفضل كما يبدو تصريحات رمزية في الامم المتحدة على تفاوض ذي هدف مع اسرائيل يجعله يتعرض لقرارات حاسمة صعبة تتضمن الصعيد الفلسطيني الداخلي.

مع ذلك لا تستطيع اسرائيل، عن مصلحة ذاتية واضحة ان تتجاهل بطبيعة الامر الاشكال الفلسطيني القريب منها حقا. ان حوار نتنياهو لذاته هو دعوة اتجاه واضحة هدفها تمكين الفلسطينيين من ان يقرروا مستقبلهم لكن لا مستقبلنا أي أن هدفنا هو ضمان مستقبل اسرائيل القومي والامني واليهودي والديمقراطي والسكاني. فاذا رفض الفلسطينيون التفاوض فانه يمكن ضمان هذا على أيدينا على نحو احادي. ستكون القدس الكبرى والكتل الاستيطانية في الدائرة السيادية الاسرائيلية وسيكون لاسرائيل في غور الاردن حضور فعال.

لاسرائيل في هذا السياق مصلحة في أن تتعاون قدر المستطاع مع الولايات المتحدة، برغم خطبة ما غير مساعدة او تصريح ما مقلق للرئيس اوباما. لم تكن مقالة "حدود 67 وتبادل الاراضي" في خطبته الاولى مجدية – كما نبه الى ذلك اليوت ابرامز الشخص الذي يتولى شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي للرئيس بوش – لان هذه الصيغة تضطر اسرائيل الى أن تسلم الى الفلسطينيين مناطق سيادية منها عوض حائط المبكى.

زار مبعوث اوباما، دنيس روس اسرائيل في المدة الاخيرة وعرض كما يبدو مقترحات مختلفة للتقريب بين مواقف واشنطن والقدس. ما زالت لم توجد في هذه المرحلة الصيغة المخلصة لكن تستمر الاتصالات الصامتة. ينبغي أن نؤمل أن يوجد الحل بجهد فكري مشترك في الاسابيع القريبة. ويستطيع "حوار نتنياهو الذاتي" ان يساعد على ذلك.