خبر زعيم بلا أمل خطر كبير وفوري.. يديعوت

الساعة 12:06 م|05 يوليو 2011

بقلم: يغئال سيرنا

(المضمون: كاسرائيليين قلقين كثيرين، أريد أنا ايضا أن أعرف ماذا رأى هناك كبار المخولين؟ ما هو المرض غير الجسدي الذي يعشعش في قمة السلطة التنفيذية للديمقراطية ولا يمنحكم الراحة منذ اعتزلتم مناصبكم -  المصدر).

غير مرة في الماضي مرض جدا رئيس وزراء اسرائيلي ولزمن ما أُخفي مرضه عن ناظري الجمهور. كانت هناك أزمنة أُسدل فيها ستار من الصمت على حياة الحاكم. هكذا في زمن ولاية غولدا، وفي الزمن الذي مرض فيه مناحيم بيغن وعاد فمرض. أطباؤه غطوا عليه وادعوا بأنه ليس عاجزا عن أداء مهامه الى أن رفع هو نفسه يديه وقال: لم أعد استطيع، واعتزل بصمت استمر حتى وفاته. رجل ضميري كان بيغن، وملّت نفسه كل ما حصل في حرب لبنان: الاكاذيب والهزائم والطريقة التي اقتيد فيها ظاهرا الى المكان الذي لم يختر أن يكون فيه. في موقع توجد فيه اليوم عبثا مظاهرة شليط، جلست لسنوات مظاهرة ضد حرب لبنان. في الليل، على سريره، بقي بيغن مستيقظا يعاني، يتصبب دما على فقدان الجنود، الى أن نهض واعتزل.

يُخيل أن هذه الايام قد انقضت.

عندما يسقط رئيس وزراء من سريره، مثل شارون أو اولمرت، تكون هناك شفافية كاملة تقريبا. أطباء ومؤتمرات صحفية، صور للبروستاتا وتمشيطات للدماغ، انقضت ايام الغموض حول حالة رئيس الوزراء الصحية.

الآن يُخيل أنه عاد الغموض ليلف مقر رئيس الوزراء.

بين الحين والآخر يخرج من البيت في شارع بلفور مسؤول كبير يترك منصبه: مستشار سابق، مدير، أو كبير – كبار مثل مئير دغان رئيس الموساد، وعلى لسانه تلميح بمصيبة قريبة. نُذر عما يوشك أن يحصل. عن فقدان السيطرة، عن زعيم مشوش ومحوط بمقربين، عاجز عن اتخاذ قرار سليم. شائعة عن حركة نحو الهوة.

أقوال تشبه التلميحات التي هُمس بها في عهود حالات المرض.

مصيبة كبيرة تقف على بوابتنا، يقولون، ولا يفصلون. وليس هؤلاء خصوما ايديولوجيين، أو أعداء سياسيين، بل من كانوا في الأمس فقط ضيوفا يحلون على بيت بنيامين نتنياهو. فقد رأوا أمورا تقشعر لها أبدانهم. تابعوا بذهول تدهور ما يُلمح لنا نحن به فقط.

بنصف فم يروون بأن الرجل الذي يفترض أن يحكم لا يحكم. لا يجب الثقة به. وهم لا يهمسون بمرض قلب، أو مشكلة بروستاتا أو أي مرض جسدي يمكن لطبيب العائلة أو طبيب القلب أو خبير الأوعية الدموية أن يحله، بل شيء محوط بقدر أكبر من الغرابة. خطير بقدر لا يقل.

كاسرائيليين قلقين كثيرين، أريد أنا ايضا أن أعرف ماذا رأى هناك كبار المخولين. ماذا شهد مئير دغان، الذي سبق أن رأى كل شيء، على الارض وعلى الشاشات، في الغرف المغلقة وفي تقارير التنصت، بحيث وجد شيئا يقلقه بهذا القدر؟ ما هو المرض غير الجسدي الذي يعشعش في قمة السلطة التنفيذية للديمقراطية والذي لا يمنحكم الراحة منذ اعتزلتم مهام مناصبكم؟ هذا ليست معرفة أن نتنياهو هو رئيس وزراء فاشل. فهذا معروف للجميع. مثله سبق أن كان لنا. فهو جبان، وهو مجرور. الشركات الاحتكارية الكبرى تفعل به وبنا كما تشاء. الطبقة الوسطى التي تحمل البلاد بأسرها على ظهرها تنهار.

ليس عن هذا يهمس المحذرون، ليس عن الخطر الداخلي لاسرائيل الكامن في الشخص الذي خصخصنا جميعا. لا. فهم يتحدثون عن الامر الذي انشغلوا به كل السنين. يتحدثون مُلمحين بحاكم عديم كل أمل، مشوش وخائف كالطفل الذي تُرك وحده في بيت مظلم. شيء ما هناك، في البيت الغامض. خطر كبير.

صيني ما، من الحكماء، كتب ذات مرة: "اذا لم يكن لدى الحاكم نظام في داخله – فلا يمكنه أن يقيم النظام في مملكته". فهل عن هذا تتحدثون أيها الكبار الكبار؟ هل عن حاكم تسود الفوضى فيه، في داخله وفي محيطه، ولهذا فانه سيلقي علينا جميعنا الفوضى؟ عن رب بيت غريب الأطوار يشعر بنهايته ويتطلع الى أن تموت مملكته معه؟.

رجاء، أدوا مهامكم وبددوا الغموض الذي عاد الى مقر رئيس الوزراء في شارع بلفور وفي مستقبلنا جميعنا. لا تكفي التلميحات والشائعات.