خبر ينبغي دفن اوسلو- هآرتس

الساعة 08:28 ص|04 يوليو 2011

ينبغي دفن اوسلو- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

المضمون: دنيس روس يحاول التسويف وخداع الفلسطينيين لاعادتهم الى مائدة التفاوض دون مقابل وتخليهم عن التصويت في الامم المتحدة في ايلول، يجب ان يرد الفلسطينيون بابطال مسيرة السلام والغاء السلطة الفلسطينية واعادة الادارة العسكرية الى الضفة - المصدر).

في تشرين الاول 1991 جاء مع الرئيس بوش الأب الى مؤتمر مدريد الذي ضيع ثمرات النصر في حرب الخليج. وفي  ايلول 1993 احتفل مع الرئيس كلينتون بمولد اتفاق اوسلو المسخ. وفي مطلع 1997 نجح في جعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوقع على اتفاق الخليل الذي ترك عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين لعبة في أيدي طلاب الحاخام دوف ليئور. وفي أواخر 1998 كان في فريق مولدي اتفاق واي الذي مات في المهد. وفي سنة 2000 كان شريكا كبيرا في الفشل المدوي للدبلوماسية الامريكية في التفاوض بين اسرائيل وسوريا والفلسطينيين. وها هو ذا هنا مرة اخرى بصفته المبعوث الخاص  للرئيس اوباما هذه المرة لاطالة احتضار المريض المسمى "مسيرة السلام".

قبل عودته استطاع هذا الشخص ان يكتب (بالاشتراك مع ديفيد ماكوفسكي) كتابا جديدا اسمه "الأساطير والأوهام والسلام". يصعب ان نجد خبيرا أكبر من دنيس روس بشؤون الاساطير والاوهام المتعلقة بالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وهو منذ سنين يرعى اسطورة ان الولايات المتحدة اذا استطاعت ان تخيط له حلة تناسب جسمه فان اليمين الاسرائيلي سيعرض على العرب تنازلات مفرطة.

في السنين التي ترأس فيها فريق السلام الامريكي حطم زخم البناء في المستوطنات كل الارقام القياسية. والآن يحاول روس الرئيس السابق لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي، أن يقنع الفلسطينيين بأنهم اذا تخلوا عن التصويت في الامم المتحدة في ايلول القريب واعترفوا بدولة اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي (أي دولته هو المولود في سان فرانسيسكو أكثر من ان تكون دولة محمود عباس  المولود في صفد) – فان نتنياهو سيتفضل باجراء تفاوض معهم في التسوية الدائمة. هل سمع أحد في المدة الاخيرة عن تجميد البناء في المستوطنات؟.

يحاول روس ان يبيع وهم ان الحكومة الأشد يمينية مما كان في اسرائيل ستستبدل باستراتيجية القضاء على  تصور اوسلو تحقيق الاتفاق الذي تكرهه. يحاول روس في محاولة لانقاذ سيده الدوري من الاختيار بين الطاعون - أعني التصويت على تأييد الاعتراف بفلسطين والنزاع مع الطائفة اليهودية وبين الكوليرا وأعني التصويت المعارض للاعتراف والمس بمكانة الولايات المتحدة في العالم العربي – يحاول ان يجذب الفلسطينيين  لاعادتهم الى شرك "مسيرة السلام". لو ان اوباما كان ينوي حقا ان يسوغ حصوله على جائزة نوبل للسلام لما أوكل حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الى رب تصريف هذا الصراع الذي لا نهاية له.

ينبغي ان نأمل ألا يغرى الفلسطينيون بالتخلي عن التصويت في الامم المتحدة لصالح وهم التفاوض الذي سيكون تسويفا آخر لتوسيع المستوطنات تحت غطاء اتفاق اوسلو. حسبنا أن نذكر كلام نتنياهو الذي سجل في اللقاء مع المستوطنين في عوفره في سنة 2001 ومؤداه انه ابتز الامريكيين في حينه  التزام ان يقرر هو ما هي "المواقع العسكرية المحددة" في المناطق التي ستبقى في يد اسرائيل. قال نتنياهو ان هذا التحديد من جهته يصح على غور الاردن كله وأوضح قائلا: "لماذا هذا مهم؟ لانني أوقفت اتفاقات اوسلو منذ تلك اللحظة". يجب على الفلسطينيين ان يمسكوا على وزير الخارجية افيغدور ليبرمان تهديده بأنه اذا اعترفت الامم المتحدة بدولة فلسطينية فان اسرائيل ستلغي اتفاقات اوسلو.

لو كنت مكان عباس لقلت لدنيس روس ان يبلغ رئيسه ان ينسى التفاوض من غير اعتراف خطي من نتنياهو بأن الحدود الدائمة ستقوم على خطوط 1967 مع تعديلات متفق عليها، وتجميد مطلق للاستيطان خلال التفاوض وبرنامج زمني محدد للانسحاب من المناطق. ألا تريدون اوسلو؟ لا حاجة اليها. لا توجد بعد "سلطة فلسطينية"، واقضِ على نظام التقسيم للمناطق أ و ب و ج الذي ضم في واقع الامر 60 في المائة من الارض الى المستوطنين، وانتهت "مسيرة السلام". أعيدوا الادارة العسكرية الى الضفة. وفي تلك الفرصة تستطيعون ان تحتلوا من جديد قطاع غزة من دولة حماس وان تعودوا الى غوش قطيف.

على حسب اتفاق اوسلو كان يفترض  ان يحتفل الحل النهائي هذا العام ببلوغه سن الرشد. في 13 ايلول سيكون قد انقضى 18 سنة منذ ولادته المؤلمة. حان الوقت لتخليصه من عذابه.