خبر أعداء الاستيطان- هآرتس

الساعة 10:55 ص|03 يوليو 2011

أعداء الاستيطان- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: قلة من المستوطنين ذات تأثير كبير يخافها قادة الجيش الاسرائيلي في السامرة حفاظا على مناصبهم وولاياتهم مع صمت الاكثرية من سكان المستوطنات عن الاعيبهم وتحرشاتهم -  المصدر).

حدث في منتصف الاسبوع الماضي في السامرة أن فلسطينيين سرقا بتهديد بسكين سيارة من احدى ساكنات مستوطنة في المنطقة. وقد نزل ردا على ذلك عدة عشرات من المستوطنين الى مفرق مجاور فوقفوا حركة السير وأحرقوا حقلا فلسطينيا. واستقبلت قوة من الجيش الاسرائيلي ومن حرس الحدود أتت المكان برمي الحجارة وزجاجات الالوان.

حظيت الواقعة بصدى اعلامي ضعيف فقط. في نشرة الانباء في الراديو تم اقتباس "دعوى مصادر عسكرية" والى جانبها من الفور انكار شامل يكاد يكون مزعزعا من قبل متحدث المستوطنة. انهم يفترون مرة اخرى على ناس غافلين. لكن حديثا مع جنود الجيش الاسرائيلي الذين كانوا في المكان وشهادتهم  الصادقة في نظري يدلان على أن الامر قد وقع: فقد رُميت القوة بالحجارة (المستوطنون لا ينكرون حقيقة احراق الحقل). اما وسائل الاعلام فقد تجاهلت الامر في الاكثر.

ان جهاز الامن، مثل قيادة "يشع" في مسار دائم من استسلام لضغوط اليمين المتطرف. نبت من نفس المستنبت العقائدي تقريبا الان الحملة المكارثية لاسكات صوت الجيش الاسرائيلي (الذي يشارك فيه نشطاء يمين علمانيون ايضا)، والدفاع الشديد عن الحاخام دوف ليئور والانقضاض على موظف النيابة العامة شاي نيتسان. لكن هذه الحملة ليست ناجعة ومنهجية ومتصلة في أي مكان كما هي في مواجهة ضباط الجيش الاسرائيلي في المناطق. ان ما حدث ذات مرة لضباط شرطة الخليل، الذين رأوا هذه المدينة قدرا سيئا يسلبهم الامكان الحقيقي للتقدم في المستقبل، يجري الان مع القادة الكبار من منطقة المركز وفرقة يهودا والسامرة. كان يئير نافيه باعتباره قائد منطقة يضع على رأسه القبعة الدينية أول من أشير اليه بانه عدو الاستيطان. ومنذ ذلك الحين حظي بمعاملة مشابهة بديله غادي شمني (وبقدر أقل قائد المنطقة الحالي آفي مزراحي)، وعدد من قادة الألوية، وقائد الفرقة العميد نوعام تيفون ومن حل محله في المدة الاخيرة، العميد نيتسان الون.

هذا العلاج المنهجي، في نشرات السبت في الكنس والمظاهرات قبالة بيوت الضباط لا يحظى من مجلس "يشع" الا بكلام تنديد ضعيف. ندد رئيس المجلس داني ديان وهو شخص بعيد عن أن يكون متطرفا بالمقارنة بين الون وآيخمن لكنه زعم في الان نفسه ان لقائد الفرقة "معاملة منحازة على الاستيطان". والصق بالون طائفة من التهم: من تنصت مشوه نسب اليه بعد المذبحة في ايتمار الى توجيهه الى منع جنود من مؤيدي البؤر الاستيطانية من معلومات مسبقة عن عمليات اخلاء، الى زوجة "يسارية" (وقد اتهموا ابنة تيفون بهذا ايضا). وهكذا اصبح القائد السابق بدورية هيئة القيادة العامة الذي تولى قيادة عمليات كثيرة وراء خطوط العدو، اصبح في غضون بضعة أسابيع عدو الشعب.

يخيل الينا ان هذا الاجراء موجه الى خلف الون  العميد حاجي مردخاي الذي سيتولى منصبه في تشرين الاول أكثر من أن يكون موجها على الون نفسه. وبين أيدينا مثال نائب رئيس الشاباك، "أ" الذي خسر في ايار رئاسة المنظمة بسبب حملة الشتم من قبل أشخاص في اليمين لم يعجبهم حزمه باعتباره مسؤولا عن اللواء اليهودي. وقد أُحرز الردع. فهم في الجيش وفي الشرطة والشاباك يعلمون ان من يبتعد عن منطقة السامرة يحفظ نفسه. فاذا ارسل اليها فيحسن به أن يفعل كل شيء بالامتناع عن ورطات سياسية. ومع فرض انه ما يزال راغبا في الترفيع يفضل ان يُسلم نفسه لاحتضان قادة المستوطنين وان يمشي على أطراف أصابعه في كل مرة يذكر فيها اخلاء البؤر الاستيطانية.

الكثرة الغالبة من المستوطنين تحافظ على القانون. ان عدد الضباط المقاتلين بينهم أكبر اليوم من عددهم في كل وسط آخر من السكان. لكن صمتهم الطويل وصمت قيادتهم الرسمية (التي ضعفت منذ الانفصال) عن الألاعيب والتحرشات لايتمار بن غبير وطلابه يجعلهم شركاء في المطاردة بالفعل.