خبر صديقتنا الجديدة- يديعوت

الساعة 10:48 ص|03 يوليو 2011

صديقتنا الجديدة- يديعوت

بقلم: مناحيم غانتس

أثينا. يستعد منظمو "اسطول الحرية 2" الى غزة منذ سنة كاملة للحظة الذروة وهي مواجهة مغطاة اعلاميا، عنيفة أكثر أو أقل، مع جنود الجيش الاسرائيلي في عرض البحر. وقد انشغلوا سنة طويلة في الحصول على ملايين اليورو بشراء سفن، وتجنيد فريق بحري وتنظيم نشطاء، وعلاقات بوسائل الاعلام وادارة معركة دولية.

        على حسب تخطيط المنظمين كان يجب ان يكونوا في شهر تموز محررين من اسرائيل بعد ان سيطر محاربو كوماندو على السفن وقادوهم الى ميناء اسدود. اما بالفعل فان قافلة البحرية عالقة في اثينا وليس واضحا متى تستطيع رفع المراسي. في كل يوم يترك صحفيون آخرون الصفوف وتصبح شخصيات رئيسة كاعضاء برلمان عديمة الصبر وتصبح القافلة البحرية أقل اثارة للاهتمام. ان التأخير قد يثير النواة الصلبة من المشاركين حاجة قوية الى مجابهة عنيفة وذلك في الاساس لاعادة الانكشاف.

        يبدو أن المنظمين لم يأخذوا شيئا واحدا في حسابهم وهو معاملة اليونان للقافلة البحرية والتغير الحاد الذي حدث هذا العام في العلاقات بين اسرائيل واليونان. اليونان مثل تركيا تعد أرضا خصبة للتخطيط للقافلة البحرية وتنفيذها. في اللحظة التي أعلنت فيها تركيا أنها أزالت تأييدها أصبح اليونان الخيار الاوحد الاشد طبيعية. كانت اليونان تعد دائما دولة مناصرة للعرب ومؤيدة متحمسة للفلسطينيين. وكان اندرياس بباندريو والد رئيس حكومة اليونان الحالي صديقا شخصيا لعرفات. في 1992 فقط حسن اليونانيون علاقاتهم الدبلوماسية باسرائيل وجرى تبادل السفراء بين العاصمتين، مع ذلك بقيت علاقة اليونان باسرائيل عدائية وعدت مثل ايرلندا والبرتغال شريكة للدول الاشد انتقادا عليها في الاتحاد الاوروبي.

        غير أن رئيس حكومة اليونان قرر هذا العام تغيير اللعب. ان أزمة العلاقات بين اسرائيل وتركيا العدو الجارة أحدث فرصة من جهته. لم يستوعب بباندريو، المولود في الولايات المتحدة النظرية الاشتراكية وحدها من أبيه بل استوعب ايضا قيما أخرى من أمه الامريكية. وهو باعتباره رئيس الاتحاد الاشتراكي العالمي يدرك جيدا ان مكانة اليونان الدولية ستقوى اذا طبقت سياسة أكثر توازنا في الشرق الاوسط. وفوق كل ذلك تحاسب اليونان الان – وهي التي افلست هذا الاسبوع بالفعل – تحاسب نفسها. يستدخل اليونانيون ان تأييد العرب لم يجدهم ولم يحصلوا مقابله على أي تعويض. فالاستثمارات من قبل الاثرياء العرب لم تتدفق عليها قط، ولم تخلق اماكن عمل ولم تعرض عليها أي دولة عربية قروضا بشروط اسهل مما وافق الاوروبيون على عرضه لانقاذها من الضياع.

        اليونان في الازمة الحالية اشد ايمانا بالقوة الامريكية وبتأثير يهود أمريكا. في السنة الماضية زار رئيس حكومة اليونان القدس، وقام رئيس الحكومة نتنياهو من الفور بعد ذلك بزيارة مقابلة، وأعلن الاثنان بذلك تغييرا اساسيا في العلاقات بين الدولتين. وأفضت زيارات وزراء متبادلة الى رحلات متوالية لموظفين وصحفيين، وتحسنت العلاقات الاستراتيجية تحسنا كبيرا. وزار مئات الآلاف من الاسرائيليين الجزر اليونانية للاستجمام.

        يشعرون الان في القدس بثمار التغيير. كل يوم يمر ولا تنطلق فيه القافلة في طريقها هو علامة تقدير اخرى من حكومة اليونان لدولة اسرائيل. الى الان فعل اليونانيون كل ما يستطيعون لمنع القافلة من الخروج وقد استغل الاضراب الاقتصادي في الاسبوع الماضي من أجل هذا جيدا وطالت نهاية الاسبوع الاخير في المساعدة على التأخير. اذا كان منظمو القافلة نجحوا في السنة الماضية بمفاجأة اسرائيل والجيش الاسرائيلي فان اليونان هي التي فاجأتهم هذه السنة. ان تصميم اليونانيين على وقف سفينة امريكية كما حدث يوم الجمعة لم يسبق له مثيل. ينوي اليونانيون مطّ الحبل قدر المستطاع؛ وقد عبرت جهات يونانية عن شكها في أن تخرج القافلة في طريقها في الايام القريبة.