خبر سيناريو ”إسرائيلي« لحرب..خطف »لواء" وقتله بعد رفض الاحتلال صفقة تبادل أسرى

الساعة 04:54 ص|02 يوليو 2011

سيناريو ”إسرائيلي" لحرب.. خطف "لواء" وقتله بعد رفض الاحتلال صفقة تبادل أسرى

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

«خلية فلسطينية تابعة لحزب الله اللبناني خطفت اللواء حجاي دوتان»، هذا هو البلاغ الذي تلقته قيادة الجيش والشرطة الإسرائيلي، فوضعت عدة ألوية منهما على أهبة الاستعداد، وتحول مكتب رئيس الحكومة إلى قيادة ميدانية متقدمة. وجاء القرار «مفاوضات فقط لمدة 72 ساعة، ليس لإطلاق سراح الأسير، بل لكسب الوقت حتى معرفة مكان أسره».. والقرار «لا لصفقة تبادل أسرى».

هذا هو السيناريو السري، الذي حكم التدريبات العسكرية "الإسرائيلية" الأخيرة، وتقرر الإعلان عنه بعد عدة أيام من انتهاء تلك التدريبات، التي تمت قبل أسبوعين، وكانت أضخم تدريبات للدفاع المدني في تاريخ "إسرائيل"، وكانت وراءها عدة أهداف، أولها فحص كيفية الإفادة من تجربة خطف جنود إسرائيليين سنة 2006، والثاني بأي معنويات يمكن للشرطة أن تعمل في حالة خطف ضابط كبير فيها برتبة لواء، وثالثا فحص مدى قدرة الجيش على تحرير مخطوفين.. لكن الأهم من كل ذلك هو بث رسالة للتنظيمات الفلسطينية.

ووفق السيناريو الإسرائيلي، كان الخاطفون من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) كما يبدو، حيث إن عملية الخطف تمت في الجليل. ويطلب الخاطفون إطلاق سراح عدد كبير ونوعي من الأسرى لقاء إطلاق سراح اللواء دوتان، ويهددون بقتل الضابط إذا لم تستجب الحكومة لطلبهم خلال 48 ساعة.

قوات الأمن الإسرائيلية شكلت طاقما خاصا للمفاوضات يضم خبراء في مختلف المجالات وفي الوقت نفسه استدعت الوحدة الخاصة المدربة على تحرير الأسرى، فراحت تدرس مكان وجود الأسير وتطوق المنطقة وتقلص الحلقة من حول ذلك المكان.. وتقرر الحكومة أن تتحول إلى حالة انعقاد دائم لمتابعة الموضوع (ضباط في الجيش لعبوا دور رئيس الحكومة ووزراء المجلس الأمني المصغر)، بينما وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، يحضر التدريبات بنفسه ويشارك فيها بصفته الوزارية.

وتقرر الحكومة رفض طلب الخاطفين، فينفذ الخاطفون تهديدهم ويقتلون دوتان، وينتهي التدريب بهذه النتيجة المأساوية، حيث إن قوة من الشرطة تعثر على جثته في أحد الأحراج في الجليل. وبعد ثلاثة أيام من التدريب المتوتر، احتفل قادة الشرطة والجيش بنجاحه.. وما هو النجاح؟.. عدم الرضوخ لطلب الخاطفين. هذه هي رسالة التدريبات، فإسرائيل لن ترضخ بعد لمطالب خاطفين لجنودها.

ويقول ناطق بلسان وزارة الجبهة الداخلية، إن أهم أهداف التدريب هو «التوضيح للمنظمات الفلسطينية أن إسرائيل اتخذت قرارا استراتيجيا جديدا هو أنها تضع حدا اليوم لإبرام صفقات تبادل أسرى. فما يحصل اليوم بخصوص قضية جلعاد شاليط، الأسير لدى حماس، لن يتكرر».

 

وأضاف «لدينا طرق كثيرة لمنع تكرار مسألة خطف جندي. لكن حتى لو خطف ضابط كبير بدرجة لواء، فإننا لن ندير مفاوضات على إطلاق سراح أسرى. فليطمئن قادة حماس وحزب الله وغيرهما من التنظيمات الإرهابية»، على حد تعبيره.

وقال الناطق إن تدريبات كثيرة مشابهة جرت في السنوات الأخيرة تحت هذا المضمون، في الشرطة والجيش ومصلحة السجون، وكلها جرت تحت هذا العنوان «لا لصفقات التبادل». وفي كل هذه التدريبات «تحقق الهدف»، كما قال الناطق.. «وفي أحيان كثيرة انتصرت القوات الإسرائيلية" وألقت القبض على الخاطفين، بعضهم أحياء وبعضهم أموات. لكننا اتخذنا أيضا أسوأ السيناريوهات، فقد قتل الرهينة ولم يتغير المبدأ».

اللافت للنظر أن هذا الفرع من التدريبات بقي سريا ولم يعلن عنه في حينه، عندما نشرت الأنباء والتقارير التفصيلية عنها. وتم انتظار أسبوعين حتى أعلن عنه، وذلك لأنهم أرادوا إعطاء هذا الموضوع حقه، فلا يضيع بين السطور في الحديث عن التدريبات.

وكشفت قيادة الجيش الإسرائيلي عن تدريب من نوع آخر في السياق نفسه، جرى أول من أمس حول «سقوط جرحى في أرض العدو» والقرار واحد: يجب تخليصهم وإعادتهم إلى إسرائيل. وتم التدريب على شكل مسابقة ما بين عدة وحدات عسكرية، بينها وحدة المساعدات الطبية، التي تضم أطباء وممرضين مدربين على القتال. وقد تمكنت جميع هذه الوحدات من التسلل إلى أرض العدو وتحقيق الهدف، حسب الناطق بلسان الجيش. لكن الوحدة التي حققت الهدف في أسرع وقت وأقل عدد من الضحايا، وبناء على ذلك فازت بالمسابقة، هي وحدة المستعربين.

فهذه الوحدة متخصصة في الاندساس بين صفوف العدو من دون أن تكشف، لذلك تحولت إلى جزء من قوات العدو، وتمكنت من السيطرة على المكان الذي ترك فيه الجرحى، وأنقذتهم بالسرعة اللازمة.