خبر مصلحة « إسرائيل » فوق الاتفاقيات .. فايز رشيد

الساعة 10:42 ص|01 يوليو 2011

الدولة الصهيونية لا تعترف باتفاقيات السلام التي أبرمتها مع الدول العربية، فرغم مطالبتها الحكم الجديد في مصر بالالتزام بالاتفاقيات، فقد أرسلت جاسوساً إلى العاصمة المصرية لينقل أخبار الثورة المصرية إلى دولته، وهو بالطبع ما يمثل حقيقة نوايا الدولة الصهيونية تجاه التغيير في الدولة العربية الأقوى والأكبر. هذه السياسة تتلخص في كلمة واحدة هي: التآمر، ف”إسرائيل” لم تخف انزعاجها وقلقها ورعبها من الربيع العربي بشكل عام، وبخاصة الحدث المصري.

 “إسرائيل” تجسست على مصر حتى بعد أن وقع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد، ليس هذا فحسب، بل تآمرت على الجبهة الداخلية المصرية من خلال استهداف وحدة النسيج الشعبي المصري في محاولة لإشعال نار الفتنة الداخلية، كما استهدفت الشباب المصري بشكل خاص من خلال تخريبه بترويج المخدرات، وحاولت ضرب الاقتصاد المصري من خلال تخريب تصدير القطن، وهو السلعة الأساسية في مصر، وذلك بتصدير آفة القطن .

استمر التآمر الصهيوني في عهد الرئيس مبارك رغم كل سياساته التي حاول أن يكسب فيها ود الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية “إسرائيل”، والغرب بشكل عام . ورغم تصدير الغاز المصري للدولة الصهيونية وبأسعار تفضيلية، ورغم التعاون المصري  “الإسرائيلي” في مختلف المجالات . فقد وصلت “الإسرائيلية” إلى الحد الذي هدد فيه الفاشي الصهيوني ليبرمان بقصف السد العالي . هذه هي أيضاً تشكل تأكيداً لحقيقة النوايا “الإسرائيلية” تجاه مصر، وتجاه الأمة العربية بشكل عام، وهي نوايا عدوانية، تآمرية، تخريبية، تستهدف القضاء على العالم العربي ومقدراته وثرواته والعودة به إلى الوراء عشرات بل مئات الأعوام . هذه السياسة “الإسرائيلية” هي نهج عام، ليست مرتبطة بفترة أو مرحلة زمنية ولا بما يسمى باتفاقيات سلام تعقدها مع بعض الدول العربية، فرغم اتفاقية “وادي عربة” مع الأردن يطرح اليمين الفاشي “الإسرائيلي”: أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين .

“إسرائيل” ترى الاتفاقيات التي عقدتها مع بعض الدول العربية ومع الفلسطينيين كما تشاء، فهي تأخذ منها ما يخدم مصالحها فقط، وإن حان الوقت لدفع بعض استحقاقات اتفاقية معينة،تضرب عرض الحائط بالاتفاقية كما حدث بالنسبة إلى اتفاقية أوسلو، فشارون أعلن وفاة هذه الاتفاقية وأعاد اجتياح مناطق السلطة الفلسطينية عام ،2003 وسجن الرئيس الراحل عرفات في المقاطعة ثلاث سنوات، ومنعته “إسرائيل” من مغادرة الضفة الغربية إلى أن تمكنت من تسميمه.

نقول عن حادثة الجاسوس الصهيوني الأخير الذي كشفته السلطات المصرية وقامت باعتقاله هي غيض من فيض في سلة المؤامرات “الإسرائيلية” تجاه العالم العربي، وبهدف أخذ الدروس والعبر منها من أجل معرفة “إسرائيل” على حقيقتها أولاً، وبهدف وضع الاستراتيجية الملائمة لمجابهة هذا العدو المطبوع على الغدر والتآمر منذ إنشاء دولته، وستستمر وتتزايد طالما بقيت هذه الدولة، ف”إسرائيل” رغم تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ورغم أن الأخيرة (وبريطانيا) هما الأساس في خلقها إلى الوجود، ورغم أن أمريكا تحولت في ما بعد إلى الراعي الأساس لهذا الوجود، ورغم المليارات العديدة السنوية التي تقدمها لها سنوياً بشكل نقدي، ورغم إمدادها سنوياً بأحدث ما تنتجه المصانع الأمريكية من أسلحة حديثة، ورغم مساندتها لها سياسياً في كل المحافل الدولية، ورغم التزامها الاستراتيجي بأمنها في اتفاقيات موقعة بين الجانبين، ورغم كل أنواع المساعدات المادية والمعنوية التي تقدمها لها في مختلف المجالات، رغم كل ذلك تقوم “إسرائيل” بالتجسس على الولايات المتحدة .

“إسرائيل” تنتهج السياسة نفسها مع حليفاتها من الدول الغربية الأخرى، فلم تتوان عن استعمال جوازات سفر هذه الدول والقيام بتزويرها في عملياتها القذرة كما حصل في اغتيالها للشهيد الفلسطيني محمود المبحوح في دبي .

“إسرائيل” لا تعترف بتحالفاتها الاستراتيجية الدولية ولا بصداقتها مع الدول ولا باتفاقياتها الموقعة مع بعض الدول العربية، فمصالحها هي التي تقود سياساتها تجاه الدول . . فهل ندرك؟