خبر تحذير من صديق طيب..هآرتس

الساعة 08:27 ص|01 يوليو 2011

بقلم: أسرة التحرير

        انضم في هذا الاسبوع صوت غير متوقع لمنتقدي سياسة المراوحة في المكان التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: رون لاودر. رئيس الكونغرس اليهودي العالمي الذي كان صديق نتنياهو الاقرب والمؤتمن على سره واكبر مؤيديه طوال مسيرته السياسية كلها، القى خطابا في القدس وحذر من ان الجمود السياسي  في مواجهة الفلسطينيين قائلا انه يشكل خطرا على اسرائيل. لاودر دعا نتنياهو بالخروج بمبادرة سياسية حتى وان كانت "انتحارا سياسيا" بالنسبة له.

        على حد قول لاودر كما أورده باراك رابيد في صحيفة "هآرتس" بالامس: "الطريق الوحيد امام اسرائيل للخلاص من العزلة الدولية يتمثل في الشروع في مفاوضات من دون شروط مسبقة مع الفلسطينيين". وحذر من أن الاسرة الدولية لا تكترث لمصاعب نتنياهو السياسية وان الجمعية العمومية للامم المتحدة ستعترف قريبا بالدولة الفلسطينية بصورة جارفة. "يتوجب القيام بكل ما يمكن لمنع حدوث ذلك"، حذر القائد اليهودي الامريكي.

        نتنياهو اعتاد القول بان اسرائيل مستعدة للتفاوض "من دون شروط مسبقة" وان الفلسطينيين هم الذين يتحملون مسؤولية الجمود بسبب مطلبهم لتجميد الاستيطان وتبني صيغة اوباما (خطوط 67 مع تبادل متفق عليه للاراضي)، كأساس للمباحثات. ولكن نتنياهو أيضا يطرح شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات – من خلال رفضه التحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى أن "يمزق اتفاقه مع حماس"، ومطلبه الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. عبارات لاودر تشير ضمنيا الى أن على نتنياهو أن يتنازل عن هذه الشروط وان يدخل في مفاوضات جوهرية فورا.

        لاودر ليس يساريا متعطشا للانسحابات. هو خدم كسفير في الادارة الجمهورية برئاسة رونالد ريغن، وأيد كل حملات نتنياهو التي عبرت عن المعارضة للتسويات مع الفلسطينيين. هو توسط في ولايته الاولى بين نتنياهو والرئيس السوري حافظ الاسد. من الجدير برئيس الوزراء أن يصغي بكل الانفتاح والجدية لنصيحة رفيقه الطيب والمجرب. لاودر يريد مصلحة اسرائيل وقلق من تعمق عزلتها الدولية. على نتنياهو أن يصغي لما يقوله وان يتنازل عن شروطه المسبقة وان يطرح مبادرة اسرائيلية سياسية مع الفلسطينيين – حتى ان كلفه ذلك أزمة ائتلافية. فالدولة اهم من ذلك.