خبر مصدر أمريكي: الاتصال مع “الإخوان” قديم

الساعة 05:42 ص|01 يوليو 2011

مصدر أمريكي: الاتصال مع “الإخوان” قديم

فلسطين اليوم: وكالات

برز إلى السطح أمس غزل سياسي بين الولايات المتحدة و”الإخوان المسلمين” في مصر، وأكد مصدر أمريكي لصحيفة ”الخليج” الإماراتية أن تاريخ اتصال واشنطن بجماعة الإخوان المسلمين بعيد، وأن واشنطن بدأت التواصل معهم خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحديداً مع قيادات كانت قد فرت إلى إحدى الدول العربية التي كانت علاقتها متوترة مع جمال عبدالناصر آنذاك.

أضاف المصدر، وهو مسؤول سابق ومتقاعد، أن الاتصال استمر رغم اختلاف درجة التواصل مع تغير الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وقال “في فترة معينة، وخلال فترة نهاية حكم (جورج) بوش، تواصلت واشنطن مع “الإخوان”، ولاسيما في الأعوام الخمسة الأخيرة من حكم (حسني) مبارك، وكان الاتصال غير رسمي فقد كان مبارك ورئيس استخباراته لا يكّلان من إخبارنا بخطورتهم، ولكننا كنا قد بدأنا ندرك أهميتهم في الشارع المصري، أولاً منذ واقعة الزلزال الشهيرة، ثم اهتممنا أكثر بهم نظراً لعلاقتهم في العالم العربي عبر تنظيمهم الدولي القوي، الذي كان لفترة طويلة يتمركز في مدينة آخن الألمانية، قبل أن يتوسع بدعم مصدر استثماراتهم في الخارج عبر العالم، وقد اهتممنا أكثر بفصيلهم الدولي في قضايا متعلقة بنفوذهم الممتد في السودان وعلاقتهم بفصائل قريبة من فكرهم، لاسيما في الأردن وغزة” .

 

أضاف المصدر أن واشنطن تعقبت بسرية تامة استثمارات “الإخوان” في أوروبا لاسيما في سويسرا وأماكن أخرى في جزر الكاريبي، ولكنهم كانوا دوماً يعلمون أن معاملتهم تجارية .

 

وعن توقيت إعلان واشنطن التواصل الرسمي مع "الإخوان" قال المصدر، إنه كان من المناسب ذلك بعد إعلان حزبهم، وأيضاً بعد بدء “الثورة في سوريا”، حيث تعتقد واشنطن أن “الإخوان” في سوريا هم من ينبغي التعاطي معهم على الساحة هناك.

 

وحول توقيت إعلان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إجراء اتصالات محدودة بين واشنطن و”الإخوان المسلمين” في مصر، قال المصدر الذي أصر على عدم ذكر اسمه “إن هذا الإعلان بمثابة كشف عن اتصالات رسمية كانت موجودة بالفعل حتى خلال أيام الثورة المصرية على حد علمي، والفارق فقط هو “العلن” . لقد أدركت واشنطن الآن أنه من الضرورة التفاعل مع الأطياف السياسية في الشارع المصري، وأعتقد أنهم توصلوا إلى قناعة عبر تقارير شارك فيها أشخاص يعملون في مراكز أبحاث ركزت على الأوضاع في مصر أخيراً وسافر هؤلاء إلى القاهرة مرات منذ فبراير/شباط الماضي، ونصحوا بالتعاطي العلني والاعتراف ب”الإخوان” نتيجة قناعتهم بأنهم الفصيل السياسي الأكثر تنظيماً، وهذه نصيحة ليست بجديدة، ولكن اتخذت مسبقاً وجرى تنفيذها، حسب تلك النصائح، فور إعلان “الإخوان” وحصولهم على حزبهم السياسي رسمياً . وأود أن ألفت النظر إلى أن جانباً من التقييم الأمريكي اعتمد على دراسة لأحوال وتوجهات الشارع المصري وازدياد النزعة الدينية فيه بشكل مطرد” .

وأضاف المصدر: لذا لم تُرِد واشنطن، التي فاجأها حجم الثورة والتوقيت، أن تكون عرضة للمفاجأة مرة أخرى، لو أتت الانتخابات المصرية المقبلة بنتائج تدفع ب”الإخوان” إلى مركز القوة، حتى مع تراجع التأييد لهم لدى محافل مصرية عديدة أخيراً، وظهور انتقادات ضدهم، لأن “الإخوان” بالنسبة إلى وجهة النظر الأمريكية فصيل ديني معتدل ويمكن التفاهم معهم” .

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري التي تزور بودابست قد صرحت بأن الولايات المتحدة سوف تتواصل بشكل محدود مع جماعة الإخوان المسلمين في إطار الفترة الانتقالية الحالية في مصر، لأنه من مصلحة الولايات المتحدة التحاور مع جميع الأطراف الرافضة للعنف، والتي تبدو مسالمة، حسب وصفها .

تصريح كلينتون أتى مباشرة بعد تصريحات أدلى بها مسؤول أمريكي رفيع أعلن فيها قرار الولايات المتحدة بالتعاطي رسمياً مع جماعة الإخوان المسلمين. وأن التعامل سيشمل ليس قيادات الجماعة فقط بل سيكون مع الصفوف التالية، في إشارة إلى التعاطي مع شباب الإخوان المسلمين.

كما صدر عن “الإخوان” موقف عبّر عن انفتاح الجماعة على الحوار مع الولايات المتحدة، وأقر بحصول اتصالات في السابق بين واشنطن ونواب من التنظيم .