خبر في غزة..الإجازة الصيفية ليست لـ« اللعب » والمتعة فقط

الساعة 10:35 ص|30 يونيو 2011

في غزة..الإجازة الصيفية ليست لـ"اللعب" والمتعة فقط

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

بعد سنة طويلة من التعب والشقاء في عام دراسي شاق.. تبدأ العائلات الغزية مع بدء الإجازة الصيفية في البحث عن ووسائل وطرق للتنزه والاستمتاع بوقتها والترفيه عن أطفالها المتعطشين لقضاء أكبر وقت من اللعب.

وعلى الرغم من أن خيارات العائلات الغزية قد تكون قليلة، وليست كباقي دول العالم التي تعد جدولاً طويلاً من البرامج الصيفية لقضاء الإجازة، حيث يصطدم الغزيون بالعديد من المشكلات التي أوجدها واقع مرير أبرزه حصار صهيوني يخنق قطاع غزة منذ خمسة أعوام ونيف.

وتغفل بعض العائلات أهمية الإجازة الصيفية كوقت يمكن الاستفادة منه بشكل ايجابي، ففي الوقت الذي ترى فيه بعض العائلات أن الإجازة تكمن في اللعب فقط، تبحث أخرى عن وسائل لاستثمار إجازة صيفية مثمرة بالعديد من الأعمال الايجابية التي تناسب الأطفال وذويهم.

مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدث مع بعض أولياء الأمور للحديث حول هذه القضية والتي أظهرت اختلافاً حول مفهوم الإجازة الصيفية، ففي الوقت الذي ترى فيه أم محمد عوينات أن الإجازة هي وقت يمكن الاستفادة منه بشكل ايجابي وفرصة لإعادة ترتيب أوقات العائلة، ترى فيه زميلتها أم سعدي أن الأطفال ملوا المهام والأعمال فلن ينصاعوا لأمور أخرى غير اللعب خلال الإجازة.

فعوينات تقول لمراسلتنا:"اعتدت كل عام أن أنظم برنامج للأعمال في الإجازة الصيفية تتنوع مابين حلول لمشكلات واجهتها خلال العام الدراسي كتأخر أحد الأبناء في إحدى المواد الدراسية، أو الترتيب لعمل جديد مثمر لأطفال".

وتضيف، أن زوجها يساعدها دوماً في وضع برنامج لأطفالها ولعائلتها تشمل علاقتهما الزوجية، مشيرةً إلى أنها تقوم بإشراك أطفالها في المخيمات الصيفية أو مراكز لتحفيظ القرآن بالإضافة إلى برامج من التسلية واللعب والتنزه.

الطالبة ميساء علوان (21 عاماً)، تشير إلى أنها في أوقات الإجازة الصيفية دوماً ماتقوم بعمل برنامج يقوم على التدريب العملي لدراستها حيث تدرس اللغة الانجليزية، فتقوم بالتسجيل برنامج لتقوية اللغة لديها، والتدريب العملي في برنامج الترجمة.

وتضيف، أنها تضع في نصب أعينها الزيارات الاجتماعية والمناسبات الاجتماعية، لذا ترفض التسجيل لدراسة مواد جامعية خلال فترة الصيف، معتبرةً أن الإجازة الصيفية للعمل الحر وقضاء الأوقات المرحة مع الأهل والأصدقاء.

وفي الوقت الذي يتجه فيه البعض لـ"اللعب" أو استثمار الأوقات في الدراسة، يتجه آخرون للعمل في مختلف الأعمال التي تزيد في فترة الصيف، حيث يتجه بعض الطلبة لتوفير احتياجات عائلاتهم ومساعدتهم لتخفيف الأعباء عنهم.

من ناحيتها، أوضحت الأخصائية الاجتماعية فلسطين عابد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن هناك العديد من البرامج المفيدة التي يجب على العائلات الغزية الاهتمام بها خلال الإجازة الصيفية تجاه أبنائهم، من بينها إرشاد أبنائهم إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، كما أن هناك العديد من البرامج المسلية وعن برنامج تقضي على وقت الفراغ في الإجازة الصيفية مثل البرامج الثقافية، فالإجازات بمثابة الفرصة الكبيرة التفريغ الانفعالي عن أطفالنا في ظل الحصار والكبت  القصف.

ونصحت عابد، الأسر القادرة أن تصطحب أولادها للنوادي  الرياضية وتسجليها بالمخيمات الصيفية المنتشرة بالقطاع وتعليمهم  السباحة والاعتناء بالصحة في النوادي الرياضية المتعددة.

ونوهت إلى أنه من الأمور الهامة التردد على المراكز الثقافية أو المكتبات للقراءة، وممكن التنزه في الحدائق مع اصطحاب كتاب مفيد، حتى يتم الجمع بين المتعة والعلم.

وشددت عابد، على ضرورة تحديد الهدف من الإجازة منذ البداية ووضع خطة برامجية حيث أن الهدف يدفع العائلة  للتخطيط و الاستفادة من وقتهم في الإجازة، فهي ليست للترفيه والراحة فقط، وإن كان التفكير بالراحة والترفيه أمرًا مطلوبًا مهم وخاصة في قطاع غزة ، إلا أن الهدف من الراحة والترفيه هو إعادة ترتيب الأوراق، والتخطيط للمستقبل، والخروج من الروتين الدراسي الممل.

وبينت، أن الراحة فرصة لإشباع الرغبات النفسية المهمة، المتمثلة في الهوايات المختلفة، مثل القراءة، والاطلاع على الثقافات العديدة، أو ممارسة الرياضة، مثل السباحة أو السلة أو القدم  وكرة القدم وغيرها، أو تصفح الإنترنت ليس للعب فقط للبحث عن المفيد النافع فيه.

وتختلف رؤية البعض لكيفية قضاء الإجازة الصيفية، ولكن الأهم، أن الإجازة هي أيام معدودات لا يمكن أن تعود، ومن الجميل أن تستثمر في أشياء ايجابية لها مردود ايجابي على الأطفال وعائلاتهم.