خبر اسطول من أجل اللاجئين السوريين -معاريف

الساعة 09:17 ص|30 يونيو 2011

اسطول من أجل اللاجئين السوريين -معاريف

بقلم: ليندا منوحيم

محاضرة ومحللة في الشؤون العربية، رئيسة قسم الشرق الاوسط في التلفزيون بالعربية سابقا

(المضمون: في الشرق الاوسط هناك جملة من المواقع التي يعاني فيها السكان من ضائقة شديدة كالفلسطينيين في لبنان، الاطفال في العراق، اللاجئين السوريين في تركيا وفي لبنان اكثر بكثير من قطاع غزة. يجدر بالمنظمات الانسانية ان توجه جهودها اليها – المصدر).

معين المغربي، عضو في حزب المستقبل في المعارضة اللبنانية، خرج يتصدى لحكومة لبنان – التي قامت بمباركة سوريا وحزب الله – وضد كل منظمات حقوق الانسان، على تجاهلها شبه المطلق للاجئين السوريين الذين يفرون من الجيش الى الاراضي اللبنانية. ويتساءل المغربي ما الذي حصل لكل القيم الجميلة للحفاظ على حقوق الانسان من جانب العالم المتنور ايضا والذي يبدي مرونة زائدة مع سوريا. وهو يوجه اصبع اتهام الى الحكومة اللبنانية التي رفضت تحويل مبنى مدرسة الى مكان لاستيعاب اللاجئين السوريين، الذين هم في معظمهم ان لم يكونوا كلهم نساء واطفال وشيوخ. على خلفية التطورات الداخلية في دمشق فان الوضع من غير المتوقع أن يتحسن. ومشكلة اللاجئين ستتفاقم سواء في الجانب التركي الذي استوعب حتى الان أكثر من عشرة الاف سوري أم في الجانب اللبناني الذي استوعب حسب التقديرات بضعة الاف.

صحيح أن بشار الاسد سمح لمحافل المعارضة بعقد مؤتمر في دمشق، الامر الذي حظي بالثناء من الادارة الامريكية، الا ان الصحافة العربية تتوقع استمرار أعمال التضليل والخداع من جانب حكم الاسد الذي فقد شرعيته منذ الان. وعلى نحو يشبه ما حصل في بداية حكمه، طلب الاسد الشاب من المعارضين صياغة المطالب للاصلاحات وعرض خريطة طريق للتقدم. في المرحلة القادمة سيدخلهم الى السجن، ويسحب معظم المطالب.

في هذه الاثناء لا يتراجع الثوار ولا يستسلمون. فقد أعلنوا حربا اقتصادية في محاولة لضعضعة اقتصاد الحكم الذي يتضعضع حاليا بسبب الانخفاض في المداخيل من السياحة وفي الاستهلاك. في بيان على الفيس بوك يصرخ نداء المعارضين الى الحكم: "على كل شيكل لك في البنك انت تمول رصاصة بقتل ابن سوري". ويطلب النداء من السكان سحب اموالهم من البنوك لتشديد الضغط الاقتصادي.

لم يتبقَ امام الاسد الكثير من الخيارات لانقاذ حكمه. في الوقت الذي تأخذ فيه المأساة الانسانية السورية في التعاظم كل يوم، تخطط بضع منظمات اجنبية للابحار في اسطول نحو غزة مع مساعدات انسانية للفلسطينيين الذين لا يعانون من أي نقص حسب الكميات الكبيرة من الغذاء والمؤن المختلفة التي تدخل الى القطاع. وضع الفلسطينيين في المخيمات في لبنان اخطر بكثير والعالم صامت. بين المحظورات العديدة، فانهم لا يحق لهم ادخال مواد بناء، لا يمكنهم ان يتعلموا مهنة حرة، وهو الحق الذي حتى سجناء حماس في اسرائيل يتمتعون به. فضلا عن ذلك، فقد بشرنا بان النمو في غزة في العام 2010 سجل ارتفاعا بمعدل 18 في المائة، وقد بني حتى الان فندقان وقريبا سيفتتح مجمع تجاري آخر للجمهور الفلسطيني.

منظمو الاسطول لا يزال يمكنهم أن يتخلوا عن الاستفزاز وان يمتنعوا عن الوصول الى غزة. اذا ما وجهوا المساعدات الى الاشخاص الذين يحتاجونها حقا، فاللاجئين السوريين المتبقين بلا مأوى وبلا غذاء وبلا دواء في لبنان اضافة الى اولئك الذين استوعبتهم تركيا، فلا بد انهم سيحظون بتأييد جارف في العالم الغربي. في العراق علم مؤخرا بان الاطفال ينبشون في القمامة بحثا عن الطعام. واذا كانت المساعدة هي حقا لاعتبارات انسانية فيجدر بمنظمي الاسطول ان يوجهوها الى اماكن اخرى في الشرق الاوسط يعيش فيه السكان في وضع أصعب. ويبدو أن هناك غير قليل من هؤلاء.