خبر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يتهم نتنياهو بالعجز

الساعة 04:42 ص|30 يونيو 2011

رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يتهم نتنياهو بالعجز

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

بعد سنوات طويلة من الصداقة الحميمة المميزة والدعم المالي، توجه رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لاودر، بانتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهمه فيها بالعجز عن إدارة المصالح العليا لإسرائيل وللشعب اليهودي، بسبب فشله في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ودعاه إلى إحداث تغيير حاد في سياسته والسعي لاستئناف المفاوضات فورا وبلا أي تأخير.

وقال لاودر، خلال كلمة علنية له، إن نتنياهو لا يدرك ماذا يدور حوله وما تسفر سياسته؛ «فهو لا ينتبه إلى الساحة الدولية، وإلى الحقيقة بأن هناك احتمالات قوية لأن يصل عدد الدول التي تعترف بفلسطين دولة مستقلة على حدود 1967 إلى 133 دولة، علما بأن القرار بالمصادقة على المشروع الفلسطيني يحتاج فقط إلى 128 مؤيدا». وأكد أن التردد والجمود يعبران عن عجز وهذا يؤدي إلى المساس بمصالح إسرائيل والشعب اليهودي.

يذكر أن لاودر مليونير يهودي أميركي معروف، واشتهر بصداقته العائلية والشخصية مع عائلة نتنياهو، طيلة عشرين سنة، ويعتبر أحد أكبر ممولي حملاته الانتخابية. ولمع نجمه بشكل خاص في الدورة الأولى من حكم نتنياهو (1996 - 1999)، وذلك عندما حمل رسالة إلى الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، يقترح فيها إقامة سلام بين البلدين على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.

ولاودر معروف أيضا كرجل يمين متطرف في السياسة الأميركية. فهو يؤيد السلام مع سوريا لأنه يريده سلاما على حساب الفلسطينيين. وفي السنة الأخيرة يقود لاودر حملة سياسية وشعبية ضد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يتهمه فيها بالمساس بإسرائيل، وينتقده على دعوته تجميد البناء الاستيطاني كشرط لاستئناف المفاوضات. وفي الأسابيع الأخيرة نشر إعلانات ضخمة في الصحافة الأميركية ضد خطاب أوباما، الذي دعا فيه إلى استئناف المفاوضات على أساس العودة إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 مع تعديلات طفيفة. وحتى مدة قريبة كان يدافع عن نتنياهو.

ولكن المقربين من الرجلين يقولون إن الخلاف بينهما وقع مؤخرا، في أعقاب نشر تقرير في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي التجاري المستقل، حول فساد نتنياهو. ففي هذه القناة، التي يمتلك لاودر حصة كبيرة من أسهمها، اتهموا نتنياهو بالسفر إلى الخارج على حساب عدد من رجال الأعمال اليهود والأجانب. واعتبر نتنياهو هذا النشر تشويها مقصودا لسمعته، كان على لاودر أن يتدخل لمنعه أو لمحاسبة المراسل الذي نشره. ولذلك، فقد اعتذر نتنياهو في اللحظة الأخيرة تماما عن الحضور وإلقاء كلمة أمام المؤتمر اليهودي العالمي، الذي عقد في القدس نهاية الأسبوع.

ورد لاودر بتصريحاته الحادة ضد نتنياهو، ورفض خلال كلمته التبريرات التي كان نتنياهو يذكرها أمامه بأن قبوله استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين سيعني انفراط ائتلافه اليميني، وقال: «فليكن ذلك انتحارا حزبيا، فما المشكلة. نحن نتحدث عن مصالح استراتيجية للدولة العبرية. إن عدم استئناف المفاوضات يعني أن ينجح الفلسطينيون في تحقيق الاعتراف بدولة على حدود 1967، وهذا أمر خطير لا يجوز فعله. ولذلك، ينبغي أن تستأنف المفاوضات وأن يتم ترسيم حدود الدولة الفلسطينية فقط بالاتفاق بين الطرفين وعدم السماح أن تفرض على إسرائيل حدود 1967 بقرارات الأمم المتحدة».

واعتبر المراقبون هذه التصريحات واحدة من أكبر أزمات نتنياهو خلال دورة حكمه الثانية.ــــ