خبر الحماقة تحتفل -هآرتس

الساعة 07:59 ص|29 يونيو 2011

الحماقة تحتفل -هآرتس

بقلم: نيفا لنير

(المضمون: إن الحماقة هي اسم المشهد العام للسلوك الاسرائيلي في السنين الاخيرة، واسرائيل تورط نفسها مرة بعد اخرى على نحو كان يمكن تلافيه - المصدر).

        كان متحدث حملة الماضي لصد حوادث الطرق "لا تكن عادلا في الشارع، كُن حكيما"، اسحق نافون، الرئيس الخامس لدولة اسرائيل. لم تقل حوادث الطرق منذ ذلك الحين، بل بالعكس. لكن مبدع هذه النصيحة اهارون شمي قام بعمل جيد، فان "لا تكن عادلا، كن حكيما" جرى استيعابها ورسوخها في عالم المصطلحات الاسرائيلي. في المدة الاخيرة عندما فكرت في السياسة الاسرائيلية بمفهومي العدل والحكمة في عدد من الشؤون، لم تكن النتائج لذيذة: فالعدل لا يُرى، والحكيم قد غاب والأحمق قام مقامهما وهو يحتفل. وما زال يوجد سؤال هو بماذا نبدأ.

        في اطار الاستعدادات لصد قافلة بحرية اخرى الى غزة أعلن أورين هيلمان، مدير مكتب الصحافة الحكومية، لمندوبي وسائل الاعلام الاجنبية أن مشاركتهم في القافلة البحرية تشبه إخلالا لقانون اسرائيلي وحكمها الطرد ومنع دخول اسرائيل عشر سنين ومصادرة المعدات وعقوبات اخرى. وفي مقابلات صحفية أكد هيلمان أن القرار تم اتخاذه برأي من الجهات المعنية: القضائية والامنية والاعلامية، وبعد مشاورة لها.

        وهذا هو ما يقلق لانه اذا كانت كل هذه مشاركة في القرار فلماذا جرى الأخذ بموقف الأحمق خاصة؟ فالقرار أحمق سواء أُلغي أم لا. لانه لا يمكن استعراض وبث من سفينة بغير صحفيين. واذا حلقت شبكة تلفاز دولية في الجو واستعملت عدسات التصوير بواسطة مروحية فهل سيسقطها الجيش الاسرائيلي؟.

        كانت النقطة الرئيسة في الاستنتاجات التي استنتجت من السيطرة على "مرمرة" – وهي منح متحدث الجيش الاسرائيلي أن يستعرض وقف القافلة البحرية وحده. ينبغي أن نأمل ألا تكون القافلة البحرية وحدها قد استنتجت استنتاجات من عملية السيطرة التي تعقدت وأن يكون متحدث الجيش الاسرائيلي من بين المستنتجين. وليس هذا أملا باطلا. فقد احتيج الى نحو من سنة لتعرّف وتحليل صور حاسمة من أحداث "مرمرة"، وتُتذكر تذكرا سيئا الأعطال في نقل مواد من الميدان لتُبث في الوقت المناسب، وارهاق المراسلين الاجانب في ميناء أسدود والاذلال الذي وقع لاسرائيل. لم تسجل أعمال فشل كالتي كانت آنذاك هنا منذ سنين. ومع ذلك ربما تحطم لعبة هيلمان مع وسائل الاعلام الاجنبية الارقام القياسية لـ "مرمرة". يبدو الامر في هذه الاثناء فشلا بسبب الحكمة الغافية والحماقة المستيقظة. وأن الاعلام (الاجنبي) آثم.

        بعد القافلة البحرية في تموز ستأتي أحداث ايلول. كتبت قبل اسبوعين انه في نقاش تم في المدة الاخيرة في مستويات أمنية رفيعة جدا أوضح للمشاركين فيه أن الفلسطينيين لن يُمنحوا "تسهيلات". أي أنه كما سيفرض الحصار البحري على غزة بالقوة ستُفرض "التسوية الجيدة" في المناطق. الخطوط الحمراء (التي سيحددها الجيش الاسرائيلي) لن يتم تجاوزها. اذا لم تكف وسائل اللاقتل فان النار الحية ستقوم بالعمل. قد تتعقد الأحداث والسؤال هل يمكن فعل شيء ما لمنعها ليس ساذجا بل حاسما. لا يُشمل اجراء سياسي وعودة الى التفاوض فيما يمكن فعله لانهما لا يظهران في برنامج عمل حكومة اسرائيل.

        لكن في هذه الاثناء يُكرر في القدس سؤال البناء من جديد لجسر المغاربة الى جبل الهيكل (المسجد الاقصى). لا يوجد ولم يكن أمر يتعلق بالاماكن المقدسة في القدس يكون أمرا اسرائيليا داخليا. فكل من لم يسِر على أطراف أصابعه في البلدة القديمة وفي جبل الهيكل (تذكروا 1996 و2000) أشعل النار ولم يطأ الجمر فقط. الحقائق معروفة وذكراها سيئة. وآخرها لا تشهد فقط على الوضع السياسي المضعضع لاسرائيل بل على الحماقات التي تجري هنا بالجملة.

        إن رئيس بلدية القدس، نير بركات، وحاخام حائط المبكى، شمعون رابينوفيتش، متلهفان في شأن الطابع الذي سيتركانه في تاريخ المدينة وبنائها. وكان الانطباع الذي خلفته الاتصالات مع عمان أن الاردن لن يهتم بالأمر. ماذا يعني هذا؟ ولماذا الآن خاصة؟ ولماذا في القدس خاصة؟ أهذا ما تحتاجه اسرائيل الآن – نقاش في منظمة اليونسكو لشكوى من الاردن ومصر والعراق والبحرين؟ إن الحمقى النشطاء هم الأخطر.