خبر نتنياهو كشيء مقلق -هآرتس

الساعة 07:58 ص|29 يونيو 2011

نتنياهو كشيء مقلق -هآرتس

بقلم: أمير أورن

(المضمون: التصور العام للادارة الامريكية عن السياسة العامة العالمية وفي الشرق الاوسط خاصة يخالف تصور القيادة الاسرائيلية ولهذا قد تتخلى الادارة الامريكية عن اسرائيل وعن تأييدها في المحافل الدولية اذا ورطت نفسها في ايلول القريب وبعده - المصدر).

        عندما سيُكتب تاريخ حكومة بنيامين نتنياهو الثانية – وآمل أن تكون الاخيرة ايضا – سيقوم في مركز ذلك اضاعة الفرصة الكبيرة في 2010: وكيف أفلت من يديه فرصة التقدم الى الأمن والسلام. انها ساعة ارادة وسنة ارادة مرتا بلا عودة. ابتعد الهدف عن متناول اليد وساءت شروط الصفقة.

        يشتاق نتنياهو الى أمرين هما أن يقصف ايران ويُجر الى تسوية مع الفلسطينيين. وتحقيقهما يقتضي تفاهما واسعا مع الادارة الامريكية. في الشأن الايراني، حتى قبل واشنطن، صُد نتنياهو في العام الماضي على يد "عصابة الاربعة" – الرئيس شمعون بيرس ورئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي ورئيس الموساد مئير دغان ورئيس "الشباك" يوفال ديسكن. وهذا تآلف نادر في وقته بين اشخاص ذوي رأي وعلم ربط بينهم وكأنه رئيس مقار القيادة المشتركة العميد حسون حسون، مستشار بيرس العسكري صاحب الدهاء الاستخباري والعملياتي الكبير.

        كان الارتياب بنتنياهو في المستوى المختص من جهاز الامن يلين لو حظي بموافقة الرئيس براك اوباما. تفضل من اجل ذلك، وهو يحرق أنيابه، بتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات؛ لكنه صد آنذاك عن الخطوة المطلوبة التالية وأضاع شهور التجميد وبلغ نهايتها دون أي تحسن سياسي.

        في اثناء ذلك في واشنطن أُضيع النصف الاول من ولاية اوباما. وهو في النصف الثاني قابل للاصابة ويواجه الجمهوريين بلا نجاح، ويرتد عن طموح سياسي الى بيع مفرق سياسي ويشتق خطواته من تقديرات انتخابات تشرين الثاني 2012 وهي: الانطواء عن التدخل العسكري، وتقليص ميزاني عميق، ونهاية أمل مصالحة مع الجمهوريين برئاسة شريك نتنياهو في أفكاره، رئيس مجلس النواب جون باينر.

        في 2010 كان اهود باراك يوهم نفسه بأن اوباما مقابل مرونة اسرائيلية مع الفلسطينيين بسبب مخاطراتها العسكرية، سيسخو بزيادة كبيرة على المساعدة الامنية لتصبح نحوا من 20 مليار دولار في عشر سنين. ماذا تكون 20 مليارا بيننا وبينكم، قال باراك في ارتياح يميزه لهيلاري كلينتون وزملائها في الادارة، قياسا بـ 1000 مليار طرحتموها في مجاري العراق وافغانستان في االعقد الماضي. بحسب المنطق الاسرائيلي يُبقي تعجيل الجلاء الامريكي عن العراق وافغانستان إصغاءً ومالا ورغبة في عملية على المشروع الذري الايراني والسخاء الكبير على اسرائيل. لكن المنطق الامريكي عكسي: فهم لا يقطعون الصلة ببرميلين بلا قعر كي يقفزوا الى ثالث (أو رابع، الى جانب ليبيا التي اكتفوا فيها بغمس أطراف أصابعهم). كل دولار وكل مليار من محفظة براك اوباما المنتفخة، موجودان على طاولة الاقتطاع في المعركة الكبيرة بين الحزب الديمقراطي في البيت الابيض والأكثرية في مجلس الشيوخ والحزب الجمهوري للأكثرية في مجلس النواب. في الدعاية الديمقراطية، اوباما يؤيد الشعب والجمهوريون يؤيدون أصحاب الملايين.

        في هذه اللحظة اختار اوباما تبديل الرجال في وزارة الدفاع الامريكية، فبعد غد سيخرج روبرت غيتس ويأتي (من وكالة الاستخبارات المركزية) ليون بانته. لن يتغير النهج العام. فغيتس وبانته ينتميان الى التيار المركزي للسياسة الامريكية، غيتس الى يمين المركز قليلا وبانته الى يساره قليلا. كان كلاهما عضوا في "جماعة التحقيق في العراق" برئاسة جيمس بيكر ولي هاملتون والتي حثت الرئيس بوش في 2006 على تغيير اتجاهه في العراق ومحادثة ايران وسوريا. وما يزال هذا هو توجه بانته، ويشتمل ايضا على محادثة طالبان في افغانستان اذا وفت طالبان بالشروط التي تشبه شروط الرباعية المتعلقة بحماس. عمل غيتس الجمهوري مع اوباما في اخلاص سنتين ونصفا. لن يهاجمه في الانتخابات لكنه لن يدافع عنه. وسيتولى بانته الذي كان في الماضي عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب، ورئيس قسم الميزانيات في ادارة بيل كلينتون ورئيس مقر عمله، الاشراف على وزارة الدفاع الامريكية واضعا نصب عينيه فائدة اوباما.

        في هذا التصور العام يصبح نتنياهو أسير اليمين المتطرف من خارج الليكود (ليبرمان) وفي داخله، أمرا مقلقا فقط. اذا ورط نفسه بسبب المبادرة الفلسطينية في ايلول، بهزيمة سياسية وتصادم عسكري فتلك مشكلته. واذا دفع الاسرائيليون ثمن أخطاء نتنياهو وباراك فهي مشكلتهم. فلم يُجبر أحد الجمهور الاسرائيلي على أن يُسلم لتركيب حكومته والسكوت عن اخفاقاتها.