خبر أزعيم قائد أم مقود؟- يديعوت

الساعة 05:51 م|27 يونيو 2011

أزعيم قائد أم مقود؟- يديعوت

بقلم: اليعيزر شتيرن

لواء (احتياط)

        سمعت في نقاشات شاركت فيها أكثر من مرة المقالة المعروفة وهي أن كل محارب في الجيش الاسرائيلي يريد أن يكون على ثقة بأن تدفع دولة اسرائيل اذا وقع في الأسر كل ثمن لاعادته الى حضن عائلته. على حسب أفضل ما لدي من حكم، الكثرة الغالبة من جنود الجيش الاسرائيلي يريدون أن يعلموا حقا أن الدولة ستبذل كل جهد لاعادتهم الى بيوتهم لكنهم يعرفون أن هذا الجهد يجب أن تكون له حدود، فهو جهد أعلى لكن لا بكل ثمن.

        عندما عبّرت عن موقف مشابه أمام والدة واحد من جنود الجيش الاسرائيلي المختطفين، أجابت بأنها تطلب مني أن أفعل كل شيء لأنني قائد إبنها. وأجبتها أنها على حق لكنني طلبت منها في الوقت نفسه أن تفهم أنني قائد عشرات من الجنود ايضا سيدفعون في المستقبل حياتهم نتاج الافراج عن قتلة كبار. ويؤسفني أن من الواضح لي أننا اذا أفرجنا عن اولئك القتلة الكبار المذكورين باعتبارهم مرشحين للافراج عنهم فان هذا سيُعرض للخطر جنودا كثيرين. علمنا تاريخنا القصير هذا الدرس بأن دفعنا حياة مئات كثيرين من المواطنين والجنود.

        أحدثت مكاتب العلاقات العامة خوفا بين اولئك الذين يريدون أن يُذكروا أنه يجب العقاب على قتل عشرات الناس من اجل العقاب ومن اجل الردع ايضا. وفي هذا الجو تعتمد اعتمادا كاملا على الدعاوى في شأن اعمال القتل في المستقبل.

        تحولنا من دولة اشتهرت في العالم بأنها رمز عدم الاستسلام للارهاب لنصبح دولة من المتقدمات في العالم باستسلامنا للارهاب. يُسهم هذا لاستسلام للارهاب في زيادة قوته وهو مس شديد بالمنعة القومية ايضا لأننا بدل الثبات والصلابة نظهر حساسية زائدة (بخلاف الحساسية الكبيرة التي هي حيوية وتميز روح الجيش الاسرائيلي) وضعفا خطرا. في الولايات المتحدة برغم كونها ممتدة على حدود أكثر انكشافا من حدودنا، لا توجد أعمال خطف. وهناك إسهام مهم لسياستهم التي تعارض مفاوضة الارهابيين. فهم لم يفاوضوا الارهابيين حتى عندما وضعوا سكينا حادا على عنق مواطن مختطف.

        مهمة القيادة ان تعمل عن تقدير بعيد الأمد لا بحسب حملات دعائية تضرب على أشد الأوتار حساسية للمجتمع أو بحسب حيل دعائية مثل دخول زنزانة تُهيننا وتُهين جلعاد شليط ايضا. إن التقدير المسؤول لا يساوق في الأكثر الحل السهل أو الغوغائي أو المريح. فهو يحتاج احيانا الى اتخاذ قرارات صعبة ويقتضي شجاعة مدنية وعامة. وهذا هو الامتحان الذي تواجهه القيادة الآن ولا يجوز لها أن تفشل فيه.

        هناك رئيس "شباك" ورئيس موساد يؤيدان الصفقة ويزعمان أننا أقوياء بقدر كاف لمواجهة كل اولئك المخربين الذين تلطخت أيديهم بالدم ويتحملون تبعة الدماء.

        لكن سُمعت الدعاوى أنفسها من اجل تسويغ صفقة جبريل وصفقة تننباوم. أي مكان منح في وسائل الاعلام لموقف رئيس الموساد ورئيس "الشباك" ديسكين ودغان المعارض الذي عبّرا عنه بشدة إذ كانا يتحملان المسؤولية؟ اجل عندنا اجهزة أمن قوية جدا لكن من الحقائق أن الافراج ذاك أفضى على نحو مباشر الى وقوع عشرات كثيرة من الضحايا حتى تحت قيادة اولئك القادة. كنت محاربا وأنا والد محارب، ولا أعتقد أنه يجب على دولة اسرائيل أن تدفع ثمنا كهذا مقابل الافلاج عن جندي.

        التقيت مرارا كثيرة أبناء عائلة شليط ومن الواضح لي أن الحديث عن عائلة نبيلة ومتميزة تتحمل ألمها بطريقة تثير الاحترام. لا أستطيع أن أشهد على نفسي أنني لو كنت مكانهما لوجدت قوى النفس لأسلك سلوكهما ومع هذا يبدو لي ان ارادتهما والتزامنا لهما جزء فقط من التقديرات حينما نأتي لنعالج هذه القضية. جلعاد شليط إبننا جميعا في الحقيقة لكن يوجد أبناء كثيرون آخرون يصبحون أبناءنا عندما نلتقي بهم فقط داخل أطر سوداء.