خبر نتنياهو تكلمْ العربية- هآرتس

الساعة 05:50 م|27 يونيو 2011

نتنياهو تكلمْ العربية- هآرتس

بقلم: دافيد بارزيلاي

يُدرس الفكر السياسي والفلسفة في جامعات امريكية

إن رئيس حكومة كندا، ستيفن هاربر عندما وقف منذ وقت ليس بالبعيد الى جانب رئيس الولايات المتحدة خطب بالفرنسية وبعد ذلك بالانجليزية. هذه هي الطريقة التي يتكلم بها زعماء كندا لأنه برغم أن الفرنسية هي اللغة الاولى لأقل من 16 في المائة من سكان كندا، فانها لغة الدولة التي مقامها يساوي مقام الانجليزية.

        العربية في اسرائيل هي لغة الدولة بفعل قانون انتدابي تبنته كنيست اسرائيل. لكن بخلاف ما يحدث في كندا، المساواة هنا نظريا فقط. فلا كرامة ولا تقدير للغة العربية وهي لغة ثرية كُتبت بها اعمال إبداعية يُحتذى عليها.

        كانت ستكون لفتة جميلة لو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أدخل في خطبته في مجلس النواب الامريكي بعض الجمل بالعربية. لا خدمة للعرب بل عن ايمان بأن اسرائيل التي أكثر من 20 في المائة من مواطنيها من العرب هي في جوهرها دولة ذات لغتين.

        انتخب مواطنو اسرائيل العرب على مر السنين مندوبيهم الى الكنيست وأسهموا في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لاسرائيل، لكن الشعب اليهودي، أكثر من كل شعب آخر، يفترض أن يعلم أن الكراهية لا تقتلع من جذورها بتغييرات رسمية وقانونية فقط، فان اندماج يهود اوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لم يعق الجماهير عن أن تصرخ "الموت لليهود" زمن محاكمة درايفوس.

        إن سن القوانين ليس بديلا عن الحاجة الى التربية على القيم وتغيير الآراء، لكن من الحقائق أنه يعيش في اسرائيل مواطنون من شعبين – اليهودي والعربي – ويحسن أن نتقبل هذا ونفعل كل شيء من اجل جوار طيب. يحسن أن نتصالح وأن نبدأ بتعلم أن يتحدث بعضنا الى بعض بلغتينا العبرية والعربية.

        كان "العصر الذهبي" في تاريخ شعب اسرائيل هو العصر الذي احترم فيه المسلمون وقدّروا التراث والاسهام اليهوديين باعتبار ذلك جزءا من تصور عام وعن مصلحة منفعية. ألا تُلقى علينا المسؤولية وأن نوجِد اليوم الشروط التي تُمكّن من عصر ذهبي كهذا بين مواطني الدولة اليهود والعرب من اجل هنائنا جميعا؟.

        الطريق لبدء هذا هي ان نبدأ مسيرة تفضي الى تبني اللغة العربية – دون مس بسبْق اللغة العبرية – باعتبارها لغة البلاد كلها، وأن تكون العربية جزءا من الاسرائيلية.