خبر التزييف الكبير- معاريف

الساعة 05:46 م|27 يونيو 2011

التزييف الكبير- معاريف

بقلم: ميخال اهاروني

ايليراز سديه، المنتصر في برنامج "الأخ الأكبر" يشارك هو ايضا في مشروع الزنزانة من اجل جلعاد شليط. سديه ليس "مجرد" مواطن عادي. فقد نجا بعد ثلاثة اشهر من الانقطاع المطلق عن الحضارة في بيت "الأخ الكبير"، نجا بعد الاستوديو المكشوف للقناة 24، وهو لا بد سينجو من ساعة كاملة في الزنزانة التي توجد في استوديوهات هرتسليا. قدراته ومؤهلاته في النجاة مثيرة للانطباع جدا. فلا يكفي أن يكون ينجو من زنزانة، فهو ينجح، خلافا للاجئي برامج واقعية عديدة، في النجاة في الوعي العام. تجنده من اجل تحرير شليط، مثل تجند شهيرين آخرين من اجل هذا الهدف، هو دليل على أنه مع نهاية خمس سنوات على سقوط شليط في الأسر، لا يريد الخائضون في الكفاح من اجل تحريره اجراء نقاش جدي، لاذع ومسؤول في مسألة ثمن التحرير.

        الاستعانة بالمعروفين من اجل دفع كفاح ما الى الوعي، هي أحبولة معروفة. فلا يوجد رجل علاقات عامة لا يعرفها. الاستعانة بمعروفين لابقاء قضية شليط في الوعي هي أمر اشكالي. فالنقاش في مسألة شليط نُزع منذ زمن بعيد من أيدي الاشخاص الذين يروجون للصابون كل يوم. فهذه لم تعد مسألة وعي. الوعي قائم. لا يوجد شخص في دولة اسرائيل لا يعرف اسم جلعاد شليط ولا يعرف من هو هذا الولد المسكين الذي أُلقي الكثير جدا من الأعباء على كتفيه الضيقين.

        ولكن هذا بالضبط هو الموضوع، وهذه بالضبط هي المشكلة. فالمعروفون يروجون لمنتج، المعروفون يروجون لمشكلة على جدول الاعمال، معروفون مثل انجيلينا جولي حتى يسافرون الى تركيا ويلتقون لاجئين سوريين. ولكن مجموعة كبيرة جدا من الاشخاص المعروفين الذين يتجندون للجلوس لساعة في الاستوديو، لا تأتي كي تدخل الى الوعي. على الأقل في بعض الحالات يبدو ان الحديث يدور عن ترويج اضافي لما سبق أن رُوج له، وليس أكثر من ذلك.

        هل يتحدث اولئك الشهيرون عن الثمن الذي ستضطر الدولة الى دفعه؟ القلائل. لماذا؟ لأن القلائل فقط يبذلون حقا جهودا فكرية في مسألة شليط، التي هي أكثر تعقيدا من مجرد "أُف، يا له من مسكين، فليحرروه". المعروفون يصبحون في حالات عديدة معروفين لأنهم جميلون، شبان وأكفاء في الغناء أو الرقص. القدرة على تحليل الاوضاع المركبة لا تضعك على باب موجه تلفزيوني.

        هكذا نصبح نحن عرضة لمشروع كله زيف. هذه ليست زنزانة حقا، هذا ليس نقاشا حقا، هذا ليس قولا متعدد الوجوه حقا، هذا بالاجمال مشروع آخر للتباكي والشكوى عن جندي هناك حاجة أكثر بكثير من ذلك من اجل اعادته الى الديار. فهو يحتاج الى تأييد جماهيري لتحرير مخربين وقتلة والى التزام جماعي بأنه اذا ما عاد واحد من اولئك المخربين لتنفيذ عملية ارهابية، وأحد ما من اولئك المعروفين سيصاب بأذى لا سمح الله، فانهم لن ينزلوا على الحكومة باللائمة. وهذا لا يمكنه أن يقبله أحد منا. وأي من اولئك المعروفين لن يوقع على التزام كهذا حتى لو أجلسوه 24 ساعة في زنزانة حقيقية.

        الوعي هام. حقا. الخوف من أن ينسى جلعاد شليط هو الخوف الأكبر للعائلة وهذا طبيعي وعادي. ولكن الزنزانة الوهمية مع الشهيرين الحزانى يكاد يكون أمرا غير لطيف. ليست هذه هي الطريقة لدفعنا الى أن نتذكر، وبالتأكيد ليست هذه هي الطريقة لدفع الحكومة والجمهور الى تأييد الصفقة مع حماس. خمس سنوات في الأسر. خمس سنوات من الأحابيل غير المتوقفة الى جانب أقوال قاسية الى هذا الحد أو ذاك. خمس سنوات من الصراع ذروتها ياعيل بار زوهر (شبه) باكية. ولو لم يكن هذا محزنا جدا، لكان مضحكا.