خبر الكل من أجل واحد- يديعوت

الساعة 05:44 م|27 يونيو 2011

الكل من أجل واحد- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

في حملة سيناء 1956، وقع نحو 5 الاف جندي مصري في أسر جنود الجيش الاسرائيلي. في تلك الحملة وقع في الاسر جندي اسرائيلي واحد فقط، يونتان اتكس، طيار سلاح الجو (وكان هناك بضعة مجتازين للحدود واسرى بيد المصريين من الايام التي سبقت الحرب). وعندما جرى الحديث عن امكانية تبادل الاسرى، كان في الجيش الاسرائيلي من استنفر: 5 الاف اسير مقابل اسير واحد؟ أجننتم؟

"بدلوا"، أمر في حينه رئيس الوزراء دافيد بن غوريون. 5 الاف مصري عادوا الى القاهرة. يونتان اتكس (وبضعة مجتازين للحدود) عاد الى الديار.

بن غوريون، الى جانب شركائه في الحكومة وفي الجيش، استوعب على الفور القيمة التربوية والاخلاقية خلف الارقام: جندي اسرائيلي واحد يساوي 5 الاف جندي مصري. وبالهامهم تعاظمت هذه القيمة على مدى السنين، واجيال من المقاتلين الذين انطلقوا الى القتال استوعبوها: جندي اسرائيلي واحد يساوي أكثر من الاف الجنود من الجيوش العربية. هكذا اعتقدوا، هكذا شعروا، وهكذا تصرفوا.

إذ للحقيقة، فان الجندي القتالي الذي يصفر الرصاص فوق رأسه وتتفجر القذائف حوله يرتعد خوفا بشكل عام. وهو يبحث عن كل سبيل لانقاذ حياته. الابطال العظام لا يوجدون الا في القصص. وعليه، فما الذي يدفع الجندي القتالي في الجيش الاسرائيلي الى أن ينهض من مربضه في عصف النار، للركض، للهجوم، للاحتلال بل واحيانا لان يدفع حياته ثمنا لذلك؟ في الاساطير درج على الكتابة عن حب الوطن، عن تربية البيت وعن القيم.

هراء. لا حب الوطن، لا مشاهد بحيرة طبريا، لا اغاني نوعامي شيمر هي التي تدفع الجنود القتاليين الى الركض امام صليات الرصاص. مع كل الاحترام بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنسكي لم يولد بعد من هو مستعد للموت على مذبح افكارهم، مهما كانت منشودة.

هؤلاء هم الرفاق من اليمين ومن اليسار ممن يدفعونه الى القيام بعمل غير طبيعي ظاهرا والركض الى داخل النار بل وربما الى الموت. هؤلاء هم الرفاق الذين يخجل منهم وهم يخجلون منه اذا لم يبدِ الجسارة اللازمة. وهذا هو القائد الذي يثقون به ويؤمنون به.

وشيء آخر: انها المعرفة التي تربت عليها اجيال من المقاتلين في الجيش الاسرائيلي، في أنه اذا ما حصل لا سمح الله شيء للجندي الاسرائيلي، فان كل دولة اسرائيل، وبالتأكيد جيشها، سيقفون الى جانبه، معه؟ رفاقه سيستلقون على الجدار، سيقلبون كل حجر من أجله. الجيش الاسرائيلي سيسير، يسافر، يطير حتى نهاية العالم كي ينقذ نفسا واحدة من اسرائيل.

حالة جلعاد شليت التي تستمر منذ خمس سنوات تضعضع القاعدة، عواميد الاسناد للمعرفة المطلقة بان كل الجيش الاسرائيلي يركض وراء الجندي المهاجم الى ونحو الهدف. هذه المعرفة، هي وليست اخرى، تحرك اقدام وعقل كل جندي يركض في وجه صليات الرصاص. السلوك السلطوي في قضية جلعاد شليت يسحب بقدر كبير من تحت اقدام القادة قدرتهم على أن يهتفوا "ورائي!" وان يتوقع من الجنود ان يركضوا وراءه.

وفي النهاية، قصة: في حرب يوم الغفران في سيناء زحف – اللواء! – عاموس حورب في ساعات الليل المظلمة مع كابل فولاذي ثقيل في يده نحو دبابة كانت عالقة داخل الميدان الذي يسيطر عليه الجيش المصري. في تلك الدبابة اياها كان، هكذا قدر، جثمان زوج ابنته الذي قتل في المعارك. ربط الكابل بالدبابة وجرها رويدا رويدا كي لا يلاحظ المصريون حركة غريبة. في النهاية، بعد ان عرض حياته للخطر، نفذ المهمة: عاموس حورب عثر على جثمان زوج ابنته.

"لماذا عرضت حياتك للخطر؟" سُئل اللواء حورب.

"هكذا تعلمنا وهكذا علمنا"، اجاب وفوجيء بمجرد طرح السؤال.