خبر مصادر: تواصل الاصطدام بين فتح وحماس حول رئيس الحكومة

الساعة 05:55 ص|27 يونيو 2011

مصادر: تواصل الاصطدام بين فتح وحماس حول رئيس الحكومة

فلسطين اليوم-وكالات

اكدت مصادر فلسطينية مطلعة جدا لصحيفة ـ'القدس العربي' الاحد بأن 'حالة الاصطدام - بين حركتي فتح وحماس - ما زالت قائمة حول اسم رئيس الحكومة' التي ينص اتفاق المصالحة على تشكيلها.

واضافت المصادر 'حماس مصممة على موقفها والرئيس مصمم على موقفه'.

وكان عباس اعلن عن اصراره على ترشيح سلام فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني فيما تواصل حماس رفضها لذلك الترشيح.

واكدت المصادر بأن 'هناك جهودا واتصالات جارية لحل الازمة وممكن ان يحدث لقاءات جديدة' بين وفدي فتح وحماس لتنفيذ اتفاق المصالحة قبل لقاء عباس وخالد مشعل الذي تم تأجيله الاسبوع الماضي، منوهة الى ان الجهود التي تبذل حاليا هي جهود فلسطينية.

وعلى نفس الصعيد اكدت مصادر مطلعة في اللجنة المركزية لحركة فتح لـ'القدس العربي' الاحد بأن اصرار عباس على ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني اثار حالة من التذمر والخلاف بين اعضاء اللجنة المركزية.

واوضحت المصادر بأن تيارا في مركزية فتح يطالب بعدم افشال اتفاق المصالحة من خلال الاصرار على فياض الذي ترفضه حركة حماس.

واشارت المصادر الى ان رئيس وفد فتح للحوار مع حماس عزام الاحمد وعضو الوفد محمود العالول والدكتور نبيل شعث والدكتور ناصر القدوة من المتذمرين من اصرار عباس على ترشيح فياض، وانهم يحاولون انجاح اتفاق المصالحة وتشكيل الحكومة من خلال التنازل عن ترشيح فياض.

ومن جهته اكد محمود العالول للاذاعة الفلسطينية الرسمية الاحد بأن فياض ليس المرشح الاوحد لحركة فتح لرئاسة حكومة التوافق، منوها الى ان هناك مبررات ومسوغات لترشيحه لرئاسة الحكومة من قبل عباس.

واشار العالول الى ان اتصالات بين حركتي فتح وحماس ستجرى خلال الايام المقبلة في محاولة لتذليل العقبات التي تواجه انجاز المصالحة ولتحديد هوية رئيس الحكومة.

واوضح العالول للاذاعة الفلسطينية الرسمية الاحد ان لقاء عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي تم تأجيله الاسبوع الماضي سيتحدد بعد اجتماع القيادة الذي من المقرر ان يكون عقد مساء الليلة قبل الماضية.

وجاء اجتماع القيادة الفلسطينية مساء الاحد في ظل انباء بأن هناك توجها بالتريث في موضوع تشكيل حكومة الشخصيات المهنية الفلسطينية وفق اتفاق المصالحة، وذلك لحين التوافق على حكومة لا تجلب الحصار للشعب الفلسطيني.

ومن جهته قال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس إن عباس يريد تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة لوحده برئاسة سلام فياض، متجاهلاً الاتفاق الذي وُقع في القاهرة الآن ان عباس أكد الأحد تمسكه بإنجاح اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع برعاية مصرية.

وأكد عباس في بيان صحافي، عقب لقائه أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في رام الله، على ضرورة إنجاح اتفاق المصالحة الذي ينص على وجوب تشكيل حكومة كفاءات من شخصيات مستقلة، مهمتها إعادة إعمار قطاع غزة والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.

وذكر عباس أن برنامج الحكومة سيكون برنامجه 'من أجل أن تساهم الحكومة في تقوية الموقف الفلسطيني ، ونزع الذرائع من الجانب الإسرائيلي والدول الداعمة لها دوليا'.

ومن جهته قال الدكتور مصطفى البرغوثي لـ'القدس العربي' عقب لقائه عباس 'اللقاء كان مكرسا لاهمية حماية اتفاق المصالحة الوطنية وضرورة دعم جهود المصالحة من اجل وضع الاتفاق موضع التنفيذ'.

وحول اذا ما بات اتفاق المصالحة مهددا بالفشل قال البرغوثي الذي زار غزة قبل ايام 'لان هناك مصاعب يجب علينا جميعا ان نبذل كل جهد ممكن لحماية اتفاق المصالحة ولوضعه موضع التنفيذ ولصد الضغوط الخارجية الكبيرة التي تمارس ضد المصالحة وضد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخصوصا اننا نتوجه الى معركة اعتراف في الامم المتحدة ويجب ان نكون موحدين في تلك المعركة'.

واضاف البرغوثي 'انا برأيي ان الخلاف يمكن دائما ان تجد سبيلا لتجاوزه'، وذلك في اشارة الى اصرار عباس على ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني ورفض حماس لذلك الترشيح.

وحول ما لمسه من خلال زيارته قبل ايام لغزة ولقائه المسؤولين في حماس هناك ولقائه الاحد بالرئيس عباس قال البرغوثي 'أنا لمست بان هناك مشكلة تتعلق برئيس الوزراء ولكن موضوع المصالحة اهم واكبر من مجرد تشكيل الحكومة، فمصالح الشعب الفلسطيني اكبر بكثير من الحكومة، خصوصا واننا نتحدث عن منظمة التحرير وتفعيل واستعادة الديمقراطية الفلسطينية وفك الحصار عن غزة واعادة اعمارها وبالتالي لا يجوز ان نجعل من موضوع الحكومة العقبة التي تفشل اتفاق المصالحة بل يجب ايجاد سبيل لتجاوزه'.

وردا على سؤال 'القدس العربي' حول السبل لتجاوز ذلك الخلاف قال البرغوثي 'لا استطيع الحديث الان عبر وسائل الاعلام حول تلك السبل، ولكن استطيع القول ان اهم مهمة امامنا الان حماية اتفاق المصالحة لان هذا ما يريده الشعب الفلسطيني وايجاد السبل لوضعه موضع التنفيذ، وايضا توحيد الصف الفلسطيني في توجهنا المقبل نحو الامم المتحدة، وهي ربما واحدة من اكبر المعارك التي يخوضها الشعب الفلسطيني'.

ونفي البرغوثي لـ'القدس العربي' وجود قرار بترحيل ملف الحكومة الفلسطينية المنتظرة الى ما بعد ايلول وقال 'الذي استطيع تأكيده بان الاتصالات مستمرة وجهود المصالحة ما زالت مستمرة ولم تتوقف'، متابعا 'نحن قمنا في الماضي بدور في تحقيق المصالحة وسنواصل الان جهدنا لايجاد سبيل للخروج من المأزق القائم' في اشارة الى الخلاف على رئاسة حكومة التوافق الوطني بين فتح وحماس.

وبشأن حمله مبادرة لعباس لتشكيل الحكومة بعد لقائه بمسؤولين من حماس في غزة قبل ايام قال البرغوثي لـ'القدس العربي' 'انا نقلت للاخ الرئيس ما شاهدته وما سمعته في قطاع غزة طبعا'، مضيفا 'الحاجة ملحة لتنفيذ اتفاق المصالحة وان الجمهور الفلسطيني ينتظر بفارغ الصبر تنفيذ الاتفاق'، مشيرا الى وجود مصاعب تعترض تنفيذ اتفاق المصالحة وقال 'امامنا مصاعب وها نحن نعمل من اجل تذليلها'.

واختلفت حركتا فتح التي يتزعمها عباس وحماس على منصب رئاسة حكومة التوافق المقرر تشكيلها بموجب اتفاق المصالحة، الذي وقعت عليه الحركتان في الرابع من الشهر الماضي برعاية مصرية حيث يصر عباس على ترشيح فياض للمنصب في حين تواصل حماس ذلك الترشيح.

وعبر الزهار عقب حفل أقيم في غزة لاستعراض كتابه 'الحقيقة الكونية للحضارات' السبت عن رفضه لاصرار عباس على ترشيح فياض في حين دعا إبراهيم أبو النجا القيادي البارز في حركة فتح بقطاع غزة إلى إعطاء عباس الفرصة لتشكيل حكومة الوفاق، باعتباره مسؤولاً عن تنفيذ اتفاق المصالحة.

ورفض أبو النجا في تصريحات صحافية ما يشاع من أن المصالحة فشلت، باعتبار أن الجهات المشاركة فيها لم تصدر مثل هذا الكلام.

وقال إن هذا الحديث يزيد إحباط الشعب ويعكر الأجواء ويثبط العزيمة، داعيا إلى استخدام مفردات تبقي باب الأمل مفتوحا.

وأوضح أن المشاورات ما زالت قائمة والمصالحة ما زالت بخير ويمكن تجاوز المشاكل إذا حكم العقل والمنطق.

وفي ظل المخاوف الفلسطينية من فشل اتفاق المصالحة الموقع بين حركتي فتح وحماس في ايار/ مايو الماضي من المقرر ان تكون القيادة الفلسطينية عقدت اجتماعا مساء الاحد لبحث ملف المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الوطني والتوجه للامم المتحدة في ايلول القادم لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

وأعلن الدكتور صائب عريقات الاحد ان القيادة الفلسطينية ستجتمع مساء الاحد في مقر الرئاسة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث الملف السياسي والمصالحة الفلسطينية.

وقال عريقات في تصريح صحافي ان الاجتماع الذي يضم اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية 'سيناقش الملف السياسي وخاصة الاستعدادات الفلسطينية والعربية للتوجه الى مجلس الامن والى الامم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة على اساس دولة فلسطين على حدود عام 1967'.

واضاف ان 'الادارة الامريكية تعارض توجهنا الى الامم المتحدة لنيل عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة وتحاول ايجاد صيغة للعودة الى المفاوضات على اساس خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما' موضحا 'هذا الموقف الامريكي سمعناه اكثر من مرة'.

ويعتزم الفلسطينيون طلب انضمام دولة فلسطينية بحدود 1967 الى الامم المتحدة خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول القادم في غياب اي آفاق للتفاوض مع اسرائيل.

واعرب عريقات عن اعتقاده انه 'لا تناقض على الاطلاق بين التوجه الى الامم المتحدة وبين استئناف عملية السلام بل هو مكمل لها'.

ورأى ان التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة لطلب العضوية اجراء 'يجب ان يدعمه كل العالم لان فلسطين اعطيت مكانة الدولة عام 1947 بالقرار الاممي 181 والآن وبعد 63 عاماً ما زالت هذه الدولة غائبة'.

واضاف 'لقد آن الأوان للمجتمع الدولي ان يوافق على عضوية كاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا اجراء لا بد للمجتمع الدولي ان يلبيه للشعب الفلسطيني اذا ارادوا المحافظة على عملية سلام وعلى الامل لدى شعوب المنطقة بالاستقرار والسلام الشامل'.

وشدد عريقات على ان 'محاربة هذا الخيار الفلسطيني غير مقبول لانه كما يعتبرون يزعج اسرائيل، وهو غير مقبول وغير مبرر على الاطلاق لان استقلال الشعوب وحق تقرير مصيرها لا يخضع لمفاوضات'.