خبر الإحباط يسيطر على المواطنين جراء احتدام الخلافات بين « فتح » و« حماس »

الساعة 06:00 ص|26 يونيو 2011

الإحباط يسيطر على المواطنين جراء احتدام الخلافات بين "فتح" و"حماس"

فلسطين اليوم-غزة

وردت هذه العبارة على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "هذا الخلاف الذي ما يزال قائما حول تشكيل حكومة المصالحة يدل على شيء واحد لا ثاني له، أن فتح وحماس لا تشعران بوجود شعب ينتظر لحظة بلحظة أن يصبح خُمس الوطن المقسم إلى عشرين قسما خُمساً مرة أخرى".

عبارة كتبها الشاعر خالد جمعة على صفحته، متهكماً على الحالة التي آلت إليها المصالحة بين طرفي الانقسام، وسط استياء وامتعاض شديدين في الوسط الشبابي والمجتمعي إزاء تراجع الخطوات الايجابية لدعم المصالحة بين فتح وحماس، وعودة الخلافات والمهاترات بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي.

وأكد جمعة لـ "الأيام" أن شعوراً عاماً تولد في الشارع الفلسطيني غير الفتحاوي ولا الحمساوي بأن أياً من الحركتين لا تملك أدنى إحساس برغبة الشعب الفلسطيني في التوحد، لافتاً إلى أن الانقسام أنهك الفلسطينيين على كل المستويات التي قد يتخيلها أو لا يتخيلها أحد، بصرف النظر عن المبررات التي تسوقها الحركتان اللتان من المفترض أنهما تشكلان الثقل السياسي الأكبر في الساحة الفلسطينية.

وقد ساد مؤخرا شعار "نريدها مصالحة لا مصافحة"، على صفحات وتعليقات الشباب الذين تحركوا لنصرة المصالحة كما تحركوا لإنهاء الانقسام.

واعتبر الشاب محمد يوسف أن من شأن التراجع عن الخطوات الايجابية لدعم المصالحة وتجسيدها على أرض الواقع أن يولد الإحباط، ويعمق رؤية الشريحة المجتمعية التي كانت تسخر من كل المصفقين للمصالحة وتقول من خلف بسمة ساخرة "غدا سترون أن هذه الاتفاقات ما هي إلا حبر على ورق".

وأكد يوسف أن الحراك الشعبي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز نشاطاته الهادفة لدعم المصالحة، وإجبار الطرفين على إنهاء كل الإشكالات في أسرع وقت، ونوه إلى أن أحداً لن يقبل بأن تكون المصالحة مصافحة لحظية أو نفعية، مضيفا أن نشاطات الشباب الطامحين لوحدة الوطن والمواطن ستبقى مستمرة ولن تلفحها ريح الإحباط التي تهب بين فترة وأخرى، حيث تشتد عاصفتها هذه الأيام.

وكانت لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية حذرت من مخاطر التباطؤ في تشكيل الحكومة الفلسطينية والتلكؤ في معالجة ملف الاعتقالات والعودة إلى لغة الاستقطاب وتسميم الأجواء السياسية والشعبية، مشيرة إلى أن من شأن ذلك التسبب في انهيار المصالحة برمتها.

المحامية الشابة فاطمة عاشور أشارت إلى ما يجري على أرض الواقع من اعتقالات سياسية ومنع لنشاطات شعبية أو حزبية، وامتداد ذلك إلى منع وسائل الإعلام من ممارسة عملها بحجة انتسابها لرام الله أو غزة، واعتبرت أن ذلك نوع من تصفية الحسابات أو الرد على أي فعل بخطوات محبطة، من شأنها إعادة المجتمع الفلسطيني إلى حالة القنوط التي استبشر بزوالها.

وأكدت أن الانتهاكات لا تعني بحال من الأحوال تقويض الآخر أو الضغط عليه، نظراً لأن سنوات الانقسام لم تخضع طرفاً للآخر، لكنها قتلت الروح في أجساد الفلسطينيين الذين باتوا يسيرون على أرض مقفرة، بسبب ما لحق بها من انقسام وافتراق أعاد القضية الفلسطينية عشرات السنين إلى الوراء.

وطالبت عاشور الشباب الذين تحركوا لإنهاء الانقسام في شطري الوطن بالتحرك السلمي من جديد من أجل الحفاظ على المصالحة وإعادة ضخ الدماء الزكية فيها.

وأشار الدكتور إياد السراج إلى أن الجميع يدرك حجم الضغوط الأميركية والإسرائيلية للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني وتقسيمه وحصاره وإضعافه وتحويل القضية العادلة إلى مجرد مساعدات مشروطة بهزيمة الحق الفلسطيني. وحث القيادة الفلسطينية على التصدي وعدم الانهزام أمام هذه الضغوط التي طالت مما طالت التسهيلات التي لم تعمر أياماً على معبر رفح وأعادت الحصار على القطاع.

وأكد السراج لـ "الأيام" أن لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية تحذر من التمادي في الاستخفاف بالشعب الفلسطيني وقواه السياسية، وتدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والعمل على تنفيذ اتفاق المصالحة لتأكيد وحدة الوطن بتشكيل الحكومة والإفراج عن المعتقلين وتشكيل المرجعية القيادية لمنظمة التحرير على طريق إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة.